الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تل أبيب بين المجس والمقص

نشر بتاريخ: 31/10/2017 ( آخر تحديث: 31/10/2017 الساعة: 12:36 )

الكاتب: شفيق التلولي

لعل القيادة الفلسطينية وفصائل المقاومة الباسلة قادرة على ضبط الإيقاع بما يرد مؤامرة الاحتلال إلى نحرها، وإفشال محاولة استهدافه السياسي لمشروع الوحدة الوطنية، ولفت أنظار رعاة المصالحة الفلسطينية الناجزة على المستويين الإقليمي والدولي؛ لإيجاد مكان لأجندته على مائدتها الرامية إلى ترتيب الورقة الفلسطينية وبالتالي فرض شروطه السياسية بحجج وذرائع أمنية.
أغلب الظن أن ما أقدمت عليه حكومة تل أبيب من قصف همجي أدى إلى ارتقاء كوكبة من الشهداء الأبرار سيضعها في موقف محرج أمام مصر كراعية للهدنة التي تمخضت عن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وكراعية أيضاً بل وشريكة في اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع مؤخراً في القاهرة بين حركتي فتح وحماس.
هذا ما سيدفعها أي حكومة تل أبيب إلى السعي لمصر وطلبها التدخل لمنع التصعيد؛ لأنه لن يكون في صالحها سيما وأن هذا الإعتداء الوحشي السافر والغاشم يأتي على أعتاب احتفالات بريطانيا بمئوية وعد بلفور المشئوم قد يفرض على المنظومة الدولية وبخاصة الولايات الأمريكية المتحدة الرضوخ لمطلب القيادة الفلسطينية الهادف للضغط على الأخيرة؛ لتصحيح وتصويب ما اقترفته من ذنب وظلم طال الشعب الفلسطيني مئة عام وما زال يطاله وهذا القصف الإسرائيلي الأخير خير شاهد حي على ذلك.
على الأرجح أن القيادة الفلسطينية ستستفيد مما جرى على المستوى السياسي والوطني وستحسن إدارة هذه المعركة بحنكة سياسية عالية بعدما فتحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي نيرانها؛ ظناً منها أنها ستحقق سياسياً ما خططت له وما أرادت منه، وسيتجلى ذلك من خلال تكريس المصالحة الفلسطينية وتصليب الوحدة الوطنية التي تتوافق عليها كل فصائل المقاومة الفلسطينية وحتماً ستحمي وتصون القرار الوطني الفلسطيني ومشروعه الوحدوي الناجز.