الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
بوليتيكو: إدارة بايدن علقت إرسال قنابل دقيقة إلى إسرائيل

من سيتحمل مسؤولية الاستدارة عن المصالحة؟

نشر بتاريخ: 24/11/2017 ( آخر تحديث: 24/11/2017 الساعة: 10:12 )

الكاتب: إسماعيل الثوابتة

تقريبا انعدمت آمال المواطنين خاصة في قطاع غزة وذلك بعد خيبة الأمل الكبيرة التي تجرّعوها عنوة عقب البيان الختامي الذي صدر عن الفصائل الفلسطينية بُعيد انتهاء جولة حواراتها في القاهرة والتي انتهت الأربعاء 22 نوفمبر.
ربما النقطة الصادمة هو أن مجرد الإجراءات العقابية ضد أهالي قطاع غزة؛ لم تُفلح الفصائل الفلسطينية في إقناع حركة فتح برفعها أو حتى جدولتها! وبدت حركة فتح متعنّتة ومتشددة ومتوجهة بشراسة واستماتة على استمرار تلك الإجراءات العقابية بحق الناس، لكن ذلك لا شك أنه قَضَم صورتها أكثر في أذهان الناس وأصبحت فتح - ذهنيا على الأقل - هي المُعطّل للمصالحة الفلسطينية، وهذا واضح تماما من خلال سلوكياتها على أرض الواقع.
تتجلى إشكالية "انسداد الأفق" أمام أهالي غزة في "التعنت الفتحاوي" الصادم للناس والذي انعكس خلال جولة الحوارات، ومخطئ من يظن أن الناس - وحتى الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة الفلسطينية - غير غاضبين من تلك الممارسات الفتحاوية ولكن ما يمنعهم من البوح عما في داخلهم هو سياسة التهديد بقطع رواتبهم حيث بات ذلك العصا التي تواجههم كلما "حكَّ الكوز في الجرّة".
من بين مئات آلاف التعليقات والمنشورات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تكاد تجد اثنين يختلفان على درجة الانسيابية العالية التي قدمتها حركة حماس وغالبية الفصائل الفلسطينية والهجوم الإيجابي الذي مارسوه من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية التي اقتربت فيها الفصائل الفلسطينية - ما عدا حركة فتح – من قطع رأس الانقسام إلى غير رجعة!
الكرامة الشخصية لأهالي قطاع غزة لا يمكن أن تكتمل إلا بعد حصولهم على حقوقهم المسلوبة، وإلا بعد إزاحة الانقسام عن المشهد، وترسيخ المصالحة واقعا عمليا وملموسا للمواطن الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، حتى يشعر فعلا أن المصالحة إيمانا راسخا ليس لدى فصيلا بعينه وإنما لدى كافة الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح.
التجارب والخبرات تشير إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" هو المستفيد الأكبر من حالة اللغط والإرباك التي حلّت على الساحة الداخلية الفلسطينية بفعل فاعل، فقد كان في كل مرة هو من يُبدع في استحضار كل ما يدفع إلى انسداد الأفق في وجه المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، ولكن هل تغيرت المعادلة فيما يتعلق بتبادل الأدوار؟ أنا لا أعرف الإجابة.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، من هو الذي سيتحمل المسئولية الكاملة إذا ما استدار الناس عن المصالحة وباتت المخاطر تهددها أكثر وأكثر، وخاصة في ظل التلويحات والتصريحات والبيانات التي تعلن في مجملها عن التنصّل من استحقاقات المصالحة؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يتم الإجابة عنه بقرارات عملية ملموسة وليس بمراوغات إعلامية أو فقاعات على وسائل الإعلام، لأن القادم سيكون أصعب على الجميع لو لم يتم استثمار هذه المرحلة ولو لم يتم استدراك الأمور بشكل سريع وفوري، وحينذاك لن ينفع الندم.