الخميس: 30/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الموقف الفلسطيني: الصمت الان ليس من ذهب

نشر بتاريخ: 26/11/2017 ( آخر تحديث: 26/11/2017 الساعة: 17:37 )

الكاتب: عوني المشني

كانت ولا زالت سياسة حكيمة تلك التي تقول "عدم التدخل في شئون الدول العربية" وكان ولا زال موقفا في المكان الصحيح النأي بالنفس عن سياسة المحاور والاصطفافات، ففلسطين قضية الجميع وللجميع، ونريد الجميع من اجلها، ان قربنا من هذا او ذاك يحدده موقفه من فلسطين ودعمه لنضال شعبها. هذا موقف لا اختلاف فيه ولا خلاف عليه وهو ما يحدد مسلكنا السياسي ومنذ عشرات السنوات. لكن ان يحسب البعض ان موقفنا هذا ضعيف الى حد الاحتواء والتجيير خدمة لأجندات مشبوهة الى حد الخيانة فذلك سوء تفسير يجب التوقف عنده وبقوة، وان يصبح صمتنا لان في فمنا ماء وكأنه موافقة على تطبيع إقليمي مع أعداء الأمة فذلك امر لا بد من ايضاحة وعلى رؤوس الأشهاد.
الموقف الفلسطيني هو الصمت وعدم الدخول في مهاترات واصطفافات ومحاور هذا صحيح، وهذا منطقي، وهذا ما يخدم شعبنا وقضية امتنا المركزية، ولكن عندما يصل الامر الى محاولة إخضاعنا لمصلحة محور ما وبما يؤثر سلبا عن القضية الفلسطينية فلن يكون الصمت من ذهب، وسيكون الموقف الواضح والحاد والصريح هو الحاجة الوحيدة المطلوبة والتي يفترض ان تكون.
صمتنا الفلسطيني لن يطول، ولدينا كثيرا مما يجب ان يقال، ولا يتوقع احد منا ان نصمت عما يجري، التحالف مع اسرائيل ليس وجهة نظر، لا يوجد ما يبرر الخيانة، القضية الفلسطينية ليست ورقة مساومة بيد احد ولن تكون، امام قدسية قضيتنا لا مقدس، امام أهمية قضيتنا لا شيئ مهم، امام عظمة شعبنا لا رئيس ولا ملك ولا أمير عظيم ، امام مركزية قضيتنا كل الأشياء ثانوية.
لدينا ما نحرص عليه بعدم الانجرار الى خلافات هنا او هناك ، ولكن لدينا ما هو اهم وهو إستقلالية قرارنا الوطني ، لن لا نريد ان نكون جزءا من المحاور ولكن اذا ما فرض علينا لن نكون وتحت اي ظرف في محور اسرائيل طرفا مركزيا وفاعلا فيه ، لا تصدقوا كثيرا بعض البائسين من أشباه القيادات الفلسطينية اسما والذين يهمسون لكم ان فلسطين تستنكر لذاتها ولشعبها ولقضيتها وتكون في جيب احد ، فلسطين اكبر من ذلك بكثير ، تحتاج الى قامات اكبر من قاماتكم حتى تحملها ، ومن هو " اكبر حب واعرض ورق " منكم عجز عن طَي الورقة الفلسطينية في جيبه .
النصائح اليوم مجانية
نصيحتنا لكم لا تجربو ذلك مع فلسطين ، فحتى المحاولة منكم للتجربة ستكون غالية الثمن .