السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أمريكــــا والمنظمة

نشر بتاريخ: 27/11/2017 ( آخر تحديث: 27/11/2017 الساعة: 11:31 )

الكاتب: ماهر حسين

لسنا على عداء مع الشعب الأمريكي لأي إعتبار ولسنا على خلاف مع الولايات المتحدة الامريكية في الكثير من القضايا التي يتم التعامل معهـــا دوليا بل أن جزء كبير من الشعب الفلسطيني الساعي للحرية ما زال يعتقد بأن الولايات المتحدة الامريكية قادرة على إحلال السلام في المنطقة من خلال ممارستهـــا لدورها كراعي للمفاوضات ولعملية السلام في المنطقة.
المطلوب فقط هو بعض الحيـــاد.
شئنــــا أم أبينا الولايات المتحدة الامريكية لاعب أساس وأحيانا وحيد في عملية السلام أو في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
يعلم هذا كل من يتابع السياسة فمــا زال الدور الأوروبي والروسي ضعيف على صعيد التعامل مع قضية فلسطين والمفاوضات وهذا يجعـــل الولايات المتحدة وحيدة أو متفردة في التعاطي مع ملف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية .
لا يحدث هذا في سوريا مثلا فاللاعب الروسي أساس وصاحب كلمـــة.
أعود لأمريكــــا وأقول ...
طبعا ومما لا شك فيه بأن هناك قناعة شبه تــامة عند الشعب الفلسطيني ومعه أغلب الشعب العربي بأن الولايات المتحدة الامريكية منحازة لصالح إسرائيل التي تجمعهـــا علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية.
وكما نعلم يوجد العديد من النظريات السياسية التي تٌفسر العلاقة الحيوية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فالبعض يعتبر إسرائيل قاعدة للولايات المتحدة الامريكية لتنفيذ سياستها بالمنطقة وهذا صحيح نسبيا والبعض الاخر يعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها(دافع الضرائب) ورئيسها في خدمة إسرائيل حيث الولايات المتحدة الأمريكية مرتهنه لإسرائيل ولحكم اللوبي الصهيوني في واشنطن .
نظريات وتجاذبات وأراء ولكن من المؤكد بأن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية متينة بغض النظر عن إسم رئيس الوزراء في إسرائيل وبغض النظر عن القابع في البيت الأبيض .
الثابت ببساطة وبدون تعقيدات هو:
الولايات المتحدة الامريكية قادرة على الضغط لتحقيق تسوية وحل سياسي بين فلسطين وإسرائيل.
الولايات المتحدة الامريكية منحازة لإسرائيل ولكن يوجد مساحة حقيقية للعمل على تعديل وتصويب هذا الإنحياز ويتطلب هذا جهد فلسطيني وعربي كبير ومتراكم .
هناك حاجة ماسة للحوار والنقاش دوما مع كل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الامريكية لتبديد الصورة النمطية عن الصراع العربي الإسرائيلي وهذا الدور الهام قامت به منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية بشكل جيد ونحتاج الى مزيد من الجهد المدعوم عربيا وإسلاميا وإنسانيا من قبل كل أنصار الحرية والسلام في العالم.
بالمحصلة ما يربط الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل يفوق الحقائق لأن المصالح والسياسات الواحدة أقوى حتى هذه اللحظة من الحق الفلسطيني الذي سنبقى نؤمن به وندافع عنه ونسعى لتحقيقه.
ما سبق هو حقيقة الموقف كما أرى ولكن هناك ضرورة تـــامة للفلسطيني بأن يجيد لغة المصالح خاصة لو نجحنـــا بأن نكون جزء من خطاب عربي وإسلامي وإنساني يخاطب الولايات المتحدة الامريكية باللغة التي تفهمهــــا وهي لغة المصالح والأرقام بل أرى بأن إسرائيل نفسها لا تجيد أي لغة أكثر من لغة الأرقام والمصالح التي من الممكن أن تكون الطريق الحقيقي لحل الصراع ولإنتزاع الحق الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية على أراضينا المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
بالنسبة لي ولكل فلسطيني كما أرى فإن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية هو ضربة حقيقية للحوار وللتسوية في المنطقة وعلى الكل الفلسطيني والعربي أن يقف بوعي ليفهم خطورة إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية حيث أخشى أن يكون هذا مقدمــــة لفعل سياسي اكبر .
ويبدو بأن قنوات التواصل الفلسطينية الأمريكية وبعض القنوات العربية نجحت في جعل الولايات المتحدة الأمريكية تٌعيد النظر في إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية ولم يكن هذا ليتحقق لولا صلابة الموقف الفلسطيني المتمترس خلف الحق الوطني الفلسطيني .
لسنا بوارد الإنصياع لشروط سياسية من أحد فالمطلوب بالنسبة لنا كفلسطينين هو حقنــــا بإقامة دولتنا على أراضينا المحتلة عام 1967 .
كل ما يريده الفلسطيني وكل ما تريده القيادة السياسية الفلسطينية هو العيش بأمان وسلام وحرية على جزء من أرض فلسطين لتكون دولة فلسطين الحرة المستقلة الأساس لسلام أقليمي شـــامل في المنطقة .
لسنا بحاجة الى عضوية منظمات فهذا مع اهميته ليس الهدف الفلسطيني ولسنا بحاجة الى ضغوط من قريب أو بعيد للتنازل حيث لا مكان للتنازلات ، فقط المطلوب هو إستعادة جزء من الحق الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس الشرقية على أراضينا المحتلة عام 1967م لنعيش بأمن وأمان مع كل دول المنطقة ومع كل الجيران .