الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتهى كل شيء مع الاحتلال

نشر بتاريخ: 19/12/2017 ( آخر تحديث: 19/12/2017 الساعة: 13:00 )

الكاتب: د. مازن صافي

أبدأ بمقالي بما صرح به الأخ أبوجهاد العالول نائب رئيس حركة فتح، وأوجع به قادة الإحتلال حين قال " انتهى كل شيء مع الإحتلال لم يبق من اوسلو الا الاسم، وأن جميع الاتصالات مع الادارة الأمريكية مقطوعة تماما"، وأنتقل الى ما صرح به د.محمد شتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح: "أننا نعمل من أجل مؤتمر دولي في موسكو أو باريس برعاية الأمم المتحدة واستنادا الى القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة وبالتزامن مع حراك شعبي، ووطني".
وبعد الرفض الفلسطيني القاطع لاستقبال مايك بنس نائب ترامب، الذي يزور المنطقة يوم الثلاثاء، وقد اعلن أنه وبصفته الرسميه سيذهب الى حائط البراق، في انتهاك فاضح لقرارات اليونسكو الأخيرة واستكمالا لما اعلنه رئيسه المتصهين ترامب أن القدس عاصمة دولة الاحتلال الصهيوني، ومن هنا نفهم طبيعة الصراع العربي الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني، الذي يأخذ بعده الديني بصور مختلفة، وهذا أخطر ما يمكن أن تعاني منه في المنطقة وقد الرئيس محمود عباس من الوصول الى هذا الوضع.
ان اتفاق إعلان المبادئ "اتفاقية أوسلو" 13 سبتمبر 1993 كان بداية مشروع احلال السلام وانهاء الصراع، ولكنه مع الوقت تحول الى "خدعة أمريكية" وأظهر أن (إسرائيل) وبحكوماتها المختلفة، لم تكن مهيأة لأي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة، وكما أنها لم تحترم أي اتفاقيات أو أي مواعيد، ووقفت الإدارة الأمريكية و منحازة تماما للاحتلال ولعنجهيته وتركت له المجال ليفعل ما يشاء، واعتبرت القيادة الفلسطينية أن الدور الأمريكي غير نزيه ويشارك في تعطيل اتفاقية أوسلو والاتفاقيات اللاحقة له، وقد دفع الفلسطينيون ثمنا باهظا من أجل بقاء أوسلو على أمل تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني، والتي أقرتها المواثيق والمرجعيات والقرارات الدولية، وبإعتبار أن (أوسلو) محطة من محطات النضال السياسي الفلسطيني.
ان واشنطن هي أول من إعترفت بقيام دولة اسرائيل فوق الأرض الفلسطينية التي أحتلت بالقوة العسكرية والمجازر الدموية، و هي سبب الفشل الأمريكي لتحقيق السلام بجانب انحيازها السافر مع الاحتلال، وفرضيتها بالتعايش مع المشكلات، التي انفجرت في أوقات مختلفة وامتدت لأيام أو شهور أو سنوات، وقد دفع شعبنا الفلسطيني الثمن الباهظ جرَّاء هذه السياسة الأمريكية والتي لخصها رئيس الولايات المتحدة الاسبق رتشارد نيكسون في كتابة " نصر بلا حرب " :(نحن لسنا حلفاء رسميين - لاسرائيل - وانما يربطنا معا شيء اقوى من أي قصاصة ورق، انه التزام لم يخل به أي رئيس في الماضي ابدا وسيفي به كل رئيس في المستقبل باخلاص )، وفي نفس الكتاب يقول : (التغيير قادم وقائم لا بد منه على مستوى العالم وعلى مستوى العالم الإسلامي وأنه لا مفر من هذا التغيير .
لقد عملت السياسة الفلسطينية بسرعة كبيرة وبقيادة الرئيس أبومازن، لكشف زيف الادعاءات الأمريكية، وما وراء اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ووقفت دول العالم كافة واللجنة الرباعية الدولية (روسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) ضد القرار الأمريكي، واليوم ستقدم مصر مشروع قرار في الأمم المتحدة يطالب واشنطن بسحب قرار ترامب بشأن القدس المحتلة، ورفض تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس وعدم نقل أي من سفارات الدول اليها.
وكما أن الاجتماعات التي ستدعو لها وستعقدها القيادة الفلسطينية مع كافة مكونات وفصائل وقوى شعبنا الفلسطيني تاتي من أجل تصليب الجبهة الداخلية والاتفاق على برنامج شعبي ووطني مستمر ومتصاعد، وسحب ذرائع الاحتلال في شن عدوان عسكري موسع ضد شعبنا والاتفاق على نقل الملف كاملا الى محكمة العدل والجنايات الدولية لأن ما قام به ترامب وما تقوم به (اسرائيل) هو انتهاك ضد الحقوق الانسانية وضد الوضع القانوني والتاريخي للقدس وللأماكن المقدسة في فلسطين.