السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما بين الكفر والإيمان

نشر بتاريخ: 26/03/2018 ( آخر تحديث: 26/03/2018 الساعة: 20:42 )

الكاتب: سالي عابد

لازلنا نقع في المنطقة الوسطى ما بين الكفر والإيمان، قيل عن الإيمان انه روح وقلب وتصديق بالعمل الصالح واحتساب، أما الكفر فهو ما يتناقض مع الإيمان تماما، من منا روحه ليست بوطنه، وفي كل زاوية منه له حكايته الخاصة، وذكرياته التي تنتفض في كل مرة فتدب الحياة من جديد في قلبه، من منا لا يعلم تفاصيل المكان والتاريخ عن قريته وبلدته ومدينته ولو بالشيء القليل، لكن معظمنا تائه في تصديق العمل الصالح، كلٌ يُشَرِع حسب أهوائه، ويعتقد بأنه الأصلح والمهتدى.
على مدار السنوات السابقة، كانت هناك العديد من الانتقادات للسياسة الفلسطينية وطريقة أدائها للقضايا المصيرية، فشاهدنا التصريحات وكأنها طلقات من الرصاص، وهناك من استباح واستسهل تكفيرهم، واعتبرهم مُفَرِطين في الثوابت الوطنية، ومسيرات دعت بالرحيل والقصاص منهم ومحاكمتهم لم يتركوا أي شكل من التعبير إلا وعبروا عنه بحجة أنهم القابضين على الجمر، الحامين للمشروع الوطني .
المشهد الآن يقول الآتي، ها نحن نحارب ونقاتل وندفع ثمنا باهظا في كل خطوة نعلن من خلالها عدم القبول بالتفريط في الثوابت الوطنية ، لكنه مشهد يحمل آثار أقدام واحدة، هو يمضي وتمضي معه عناية الله فقط ، وجمهور المنتقدين السابقين ذكرهم يقولون له "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" ، أليس من الغريب عندما خرجت القيادة الفلسطينية في أكثر من مرة للمؤتمرات الدولية، وإلقاء الخطاب السياسي الذي يؤكد على التمسك بالحقوق الفلسطينية، لم نسمع ولم نشهد أي تحرك أو حتى دعم للموقف الرسمي، الذي جاء اليوم منسجما مع ما كانوا يطالبون به ؟!، يبدو أن "الجرأة لها عناوينها إن كانت في السلم أو حتى في إعلان اللاءات الوطنية".
الكفر يشتد عندما لا ندرك واجباتنا وحقوق الآخرين علينا ،ونتجاهل وننظر بعين المصالح الضيقة، إما أنا أو يفنى المواطنين من بعدي ، الكفر هنا عندما نعلم جميعا الحق ولا نتحرك باتجاهه ،ونبقى أسرى للتعبير فقط عبر الفضاء الخارجي، ونقاتل عبر حروف ونحن في وضعية الراحة الكاملة ، الكفر هنا أن نعلم جيدا بأننا على حافة الهاوية، ولا توجد قدم واحدة في شارع الوطن تعبر عن مساندتها للخطاب الوطني ، الكفر هنا أن استعرض وأناور بعتادي وعدتي العسكرية ،ولا أضعها تحت تصرف من يقاتل من اجل الثوابت الوطنية ، الكفر هنا أن أشاهد الموت كل يوم في بيوت المواطنين ولا أغيثهم بقرار وطني يلملم شملهم ووحدتهم.
وما بين الكفر والإيمان مرحلة سيذكرها التاريخ ويلعن متخاذليها.