ما بعد الضربة الامريكية البريطانية الفرنسية لسوريا

الكاتب: جورج عادل

يعتقد البعض بان هذه الدول الثلاثة التي ضربت سوريا ليس لها اهداف وليس لها مصلحة بسوريا وانما تسعى من اجل معاقبة النظام السوري بحجة استخدامه الكيماوي في مدينة دوما السورية وانها تحرص على الشعب السوري وتسعى من اجل سلامته واستقراره ؛واذا تعمقنا بالتحليل نجد ان هذه الدول هي من دعمت الارهابيين من داعش والنصره وغيرهم من التنظيمات لعدم استقرار سوريا وهي من استباحة الدم السوري وذلك من خلال دعمها بالسلاح والاموال للمجموعات الارهابية وهي من نقلت وجندت ارهابيين وبعثتهم الى سوريا ليعيثوا فسادا وقتل ودمار ؛وهنا نسال انفسنا من الذي صنع داعش ولمصلحة من وجدت داعش ؛وكلنا يعرف بان الدول الثلاثة التي شاركت بضرب سوريا هي من صنعت داعش ؛وعندما نتحدث عن داعش فان الكثيرين يربطون داعش بالاسلام بسبب تمسكة بالدولة الاسلامية على الطريقة الامريكية وهنا لا بد لنا ان نربط بين الاهداف التي وجدت من اجلها داعش ومنها تقسيم الوطن العربي الى اقسام واجزاء وابتعاد الناس عن الدين الصحيح للمسلمين وقره الناس بالاسلام على اعتباره فاشي نازي ارهابي وان ما حصل ويحصل من قتل على الهوية للشيوخ والنساء والاطفال بدم بارد من قبل داعش واعوانها يؤكد ما تقدمنا به من ان هذه الدول هي من صنعت داعش وتسعى من اجل دمار الوطن العربي بدءا بالعراق وليبيا وانتهائا بسورية وما سمي بالربيع العربي والشرق الاوسطي الجديد ما هو سوى خارطة جديدة رسمتها امريكا من اجل تغيير المعالم الاساسية للوطن العربي واضعاف قواه الاساسية وسرقة ثرواته الطبيعية ؛وهنا نرجع للهدف الاساسي من وراء ضرب سوريا نجد ان لهذه الدول الثلاثة الامريكية والبريطانية والفرنسية مطامع ومصالح تسعى من اجل اضعاف النظام للسيطرة عليها واهمها كمية الغاز الطبيعي الموجودة في دوما وانحاء عديدة في سوريا لما لها اهمية رئيسية للعديد من الدول الاوروبية التي تستفيد من الغاز الطبيعي وتعتبر روسيا هي الداعم الرئيسي للنظام السوري بحكم العلاقة التاريخية التي تربط البلدين منذ سنوات كما لا ننفي ان روسيا لها مصلحة من الغاز الطبيعي ولا تسمح لاي دولة السيطرة على هذه المناطق فهي تقف الى صف النظام السوري ضد المجموعات الارهابية وتدعم النظام السوري بالاسلحة والمعدات والاموال اذا لازم الامر لان الهزيمة للنظام السوري تعني الهزيمة لروسيا ورئيسها بوتن وتعتبر سوريا اخر معقل للقوات الروسية حيث تتمركز بكل ثقلها في هذه المنطقة واعلنت عبر مسؤولها الاعلامي اننا على استعداد لخوض حرب عالمية ثالثة اذا استدعى الامر ذلك .
اما الهدف الثاني من ضرب النظام السوري هو حماية اسرائيل من خلال اضعاف النظام وتغييره بانظمة تابعة لامريكا وحلفاءها وابقاء الصراع الداخلي مفتوح حتى لا يتمكنوا من الدفاع عن فلسطين واهلها وعن القدس عاصمة دولة فلسطين ولاهمية موقع سوريا الملاصق للحدود مع اسرائيل يبقى الهم الاكبر للاسرائيليين وامريكا هو ازاحة النظام السوري الرافض لعمل اتفاقية مع اسرائيل لعدم اعترافه بها اصلا ؛كما لا ننسى بان النظام السوري على مدار السنوات الطويلة استقبل الفلسطينيين اللاجئين بالالاف ودمجهم بالمجتمع السوري وسمح لهم بالعمل بحرية ودون معيقات بعكس النظام اللبناني الذي يقيد الفلسطينيين ويحرمهم من عشرات الوظائف الغير مسموح العمل فيها .
ويبقى السؤال لماذا سوريا ؛ نقول لكم لان الاردن قد وقعت اتفاقية سابقا مع اسرائيل كذلك مصر ؛وتعتبر الاردن ومصر وسوريا ولبنان من اهم البلدان التي بحكم قربها والتصاقها بالحدود مع فلسطين تسعى اسرائيل دوما لتوقيع اتفاق معها من اجل حمايتها.