الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية

نشر بتاريخ: 31/05/2018 ( آخر تحديث: 31/05/2018 الساعة: 12:30 )

الكاتب: د.فوزي علي السمهوري

تصادف خروج الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المشفى معافى بحمد الله مع الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، التي أعقبها بشهور قليلة انطلاق الثورة الفلسطينية التي فجرتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إثر هزيمة حزيران عام 1967 هب الشعب الفلسطيني مدعوما من جماهير عربية وصديقة للكفاح من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين بالرغم من اختلال موازين القوى لصالح الكيان الصهيوني العنصري.
صعود المد الجماهيري لمنظمة التحرير الفلسطينية كمظلة وكيان سياسي لمكونات وقوى الشعب الفلسطيني داخل الارض المحتلة وخارجها وتنامي قوتها العسكرية لم ترق لقوى إقليمية ودولية فعملت على مقاومتها بكافة الوسائل.
منظمة التحرير الفلسطينية انتزعت حقها بشرعية تمثيل الشعب الفلسطيني نتيجة للقوة والثقة الجماهيرية والتفافها وانضواءها في مختلف التنظيمات الفلسطينية فأضحت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
منظمة التحرير الفلسطينية تحولت إلى الرقم الأهم الذي لا يمكن تجاوزه عربيا واقليميا ودوليا فهي صاحبة الحق بتمثيل الشعب الفلسطيني على مختلف الأصعدة والمستويات.
القرار الفلسطيني المستقل الذي جسده الشهيد ابو عمار بقيادته لمنظمة التحرير الفلسطينية اجج المؤامرات بأشكالها المختلفة للنيل من دورها واستمرت المؤامرات الإقليمية والدولية في مساعيها حتى وقتنا هذا.
من هنا فالمتابع يدرك مغزى الحملة الصهيونية الأمريكية الموجهة ضد الدبلوماسية الفلسطينية بقيادة رئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس.
ويمكننا تلخيص الدبلوماسية الفلسطينية بعناوين منها :
---- التسلح بالقرار الفلسطيني المستقل وبناء جبهة عربية ودولية مساندة وداعمة للاستراتيجية الفلسطينية.
---- الاستناد إلى القرارات الدولية كمرجعية لتحقيق الأهداف الوطنية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.
---- فضح وتعرية الجرائم والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني أمام العالم والمؤسسات الدولية.
---- عزل الموقف الصهيوني العدواني والعنصري الرافض للسلام والممعن في ارتكاب كافة اشكال الانتهاكات للعهود والمواثيق الدولية.
---- حشد الدعم الدولي لدعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني والحق بإنهاء الاحتلال والعيش بحرية واستقلال أسوة بباقي شعوب العالم.
---- عزل سياسة الرئيس الأمريكي ترامب المنحازة للعدوان والاحتلال ودعم مجرم الحرب نتنياهو وزمرته خاصة إزاء القدس والاستيطان وتمكينهم الإفلات من المسائلة عبر استخدام الفيتو.
قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادرة في كانون الأول من عام 2017 ما هي إلا تعبير وتأكيد على نجاح الدبلوماسية الفلسطينية ونجاحها في عزل دولة الاحتلال العنصرية وعزل موقف ترامب اتجاه القضية الفلسطينية وقلبها القدس.
إن الفيتو الفلسطيني الذي رفعه السيد أبو مازن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين بوجه صفقة القرن الترامبية النتنياهوية وإطلاق مسمى صفعة القرن ما هي إلا إعلان فشلها واجهاضها مقدما.
لهذه العوامل وغيرها بإمكاننا أن نفسر حجم الحملة الكاذبة والملئية بالاشاعات إبان تلقي الرئيس الفلسطيني العلاج داخل المشفى التي تهدف إلى :
---- بث شعور عدم اليقين بين صفوف الشعب الفلسطيني ومحاولة زعزعة ثقته والتفافه ووقوفه موحدا خلف قيادته.
---- جس نبض في مدى تأثير مرض السيد الرئيس على وحدة قيادة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.
---- محاولة النيل من معنويات الرئيس أثناء تلقيه العلاج متناسين أنه إنسان وقائد مؤمن بالله لا مكان للمخططات الشيطانية بالنجاح .
فكان الرد أن خاب ظنهم وفشلت أعمالهم شعبيا ورسميا.
أما القائد فخرج من المشفى معافى وكله حيوية لاستئناف واجباته الوطنية اتجاه شعبه واتجاه نضاله السلمي لإنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لديارهم تنفيذا للقرارات الدولية.
وإذ يستذكر الشعب الفلسطيني ذكرى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية إلا ليؤكد على استمرار نضاله بقيادة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد حتى إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق البرنامج الوطني الفلسطيني والاستراتيجية الفلسطينية المعتمدة والمقرة من قبل المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثالثة والعشرين.
ولا يسعني أخيرا إلا أن أتقدم للرئيس ولعائلته الكريمة وللشعب الفلسطيني بالتهنئة على سلامته وتعافيه بحمد الله سبحانه وتعالى. ..........