الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"إنسانية إسرائيل"

نشر بتاريخ: 28/07/2018 ( آخر تحديث: 28/07/2018 الساعة: 12:39 )

الكاتب: هبة بيضون

فجأه، تصبح إسرائيل إنسانية، وتقوم بمد يد العون والمساعده للمساكين من ذوي منظمة الخوذ البيضاء لتنقذهم من موت محقق من قبل نظام الأسد.
إنسانية إسرائيل، تجعلها تتغاضى عن الجرائم التي ارتكبتها منظمة القبعات أو الخوذ البيضاء بإسم المساعدة الإنسانية وتحت غطاء " الدفاع المدني "، والتي فبركت الكثير من الفيديوهات بشهادة بعض الأطفال الذين استغلتهم لتشويه نظام الأسد ولكي تظهره بأنه يقتل المواطنين بالكيماوي....
ومن ضمن الفبركات والتلفيقات التي نشرتها منظمة الخوذ البيضاء - على سبيل المثال لا الحصر- كانت صورتم إتخاذها في فلسطين (من غزة على الأرجح) قبل أسبوع من بدء عملية القوة الجوية - الفضائية الروسية في سوريا، واستخدمتها المنظمة على أساس أنها قصف الطيران الحربي الروسي للأحياء السكنية في سوريا، وفي مرة أخرى نشرت صور إنقاذ لنفس الفتاة في ثلاثةمواقع مختلفه ظناً منها أن أحداً لن ينتبه ولن يلاحظ، إلى أن اكتشفهم الصحفي السوري عباس جمعه وقام بفضحهم.
عدا عن كشف وفضح ذوي الخوذ البيضاء من قبل منظمة " أطباء سويديون لحقوق الإنسان" “SWEDRHR” بأنهم قاموا بقتل الأطفال بعد حقنهم بجرعات كبيرة من المخدر ليظهر أنهم يحتضروا جراء الإصابه بالكيماوي، وأثبتت المنظمة السويدية بأنه لم تظهر أي أعراض على الأطفال لها علاقة بالإصابة بالكيماوي وعلماً أنه لا يتم علاج الإصابة بالكيماوي بالطريقه التي مثلها أعضاء الفريق.
لمن لا يعلم، فقد تأسست هذه المنظمة المدعية للإنسانية في عام 2013 لتعمل فقط في مناطق المعارضه السورية، ولتعالج وتنقذ من يتصاوب منهم في الحرب الأهلية الدائرة في سورية، أعضاء هذه المنظمة الإنسانية - التي قدمت لها إسرائيل مساعدة إنسانية- هم من السوريين، ولكن لفت إنتباهي في عملية البحث عن أصل وفصل هذه المنظمة أن من أسسها إسمه جيمس لي مسورية، ولا أعتقد أن هذا الشخص المؤسس هو سوري ..وبمنطق بسيط ، لماذا يهتم أيا ً كانت جنسيته بتشكيل فرقة دفاع مدني مكونه من سوريين لإنقاذ السوريين وعلاجهم، في الوقت الذي تغاضى العالم عن مشكلة سوريا والحرب الدائرة فيها والدمار والقتل والتهجير الذي أصاب أهلها، ولماذا تهتم المنظمة بخدمة المعارضه فقط وفي مناطق محدودة والتي تقع تحت سيطرتها، خاصة أن المنظمات الإنسانية التطوعية بالعادة تمتد مهامها لتشمل الجميع ممن يحتاجون المساعدة بغض النظر عن إنتمائهم السياسي أو الطائفي أو العرقي...
طبعا هناك من يدافع عن هذه المنظمة بقوله إنها تعالج وتنقذ أعضاء وأتباع النظام السوري أيضاً، وذلك لإثبات أنها ذات عمل إنساني بحت ، إذا كان الأمر كذلك، أين هؤلاء في المناطق المسيطر عليها من قبل المعارضه؟!! أم أن اعضاء منظمة الخوذ البيضاء يخرجون إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام وأتباعه لتقديم يد العون لهم !! ، ولو كان إدعاء أعضاء منظمة الخوذ البيضاء صحيحاً وأنهم فعلاً يعالجون أتباع وأفراد النظام السوري بطريقة أو بأخرى، فلماذا إذن سيقتلهم النظام كما ادعوا ولماذا يهدد حياتهم؟!
لأول مرة يكون هذا الإهتمام الدولي الغربي بفرقة إنقاذ تطوعية، لماذا هذا الإهتمام غير العادي بهم، ولماذا يطلبون من إسرائيل أن تقوم بإنقاذهم، ولماذا تتكلف إسرائيل هذا العناء والتكلفة بنقلهم وتأمينهم إلى بعض الدول الغربية !
سأستخدم التحليل المنطقي وليس المعلومات المتوفرة المتضاربه، لأن الأقاويل تختلف في هذا الشأن، ولكن المنطق يقول إن هذا الإهتمام ليس من فراغ، لو لم يكن هناك إرتباط بصورة أو بأخرى بين هذه المنظمة وبين الدول الغربية التي تروج لها وتدافع عنها وستستقبل أفرادها فيها، لتوفر لهم الحماية والأمن ، وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحده ، لما كلفت تلك الدول نفسها وقلقت بخصوصهم. وهذا يقود إلى أن هذه الدول هي من شكلت من خلال أجهزتها الإستخبارية هذه المنظمة ودربت أفرادها على كيفية تزوير الحقائق، ومن غير المستبعد أن تكون إسرائيل لها يد في ذلك وليس مجرد عنصر مساعد في نهاية المشوار، فإسرائيل صاحبة المصلحة الأولى في تشويه سمعة النظام السوري وقلب الحقائق لإدانته دولياً وخلق المبررات لتقويضه ومحاربته.