الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نبضات ساخنة 101... لما خاطر تنضم الى أمهات في مدافن الاحياء

نشر بتاريخ: 29/07/2018 ( آخر تحديث: 29/07/2018 الساعة: 11:57 )

الكاتب: وليد الهودلي

فرق شاسع بين كتابتي عن الامهات اللواتي يعتصرن ألما وقهرا في زنازين الاحتلال وبين أن أكتب وانا واحدة منهن، يرتحل القلم عنوة من الفضاء الواسع نسبيا الى هذا الفضاء الضيق الذي تحيط به جدران زنزانة، وجدران سجان لا يعرف لغة الانسان سوى ما يتفتق عنه من فنون التعذيب ومهارات الامتهان .. هنا جحيم الاحتلال، هنا يتجلى بساديته التي لا حدود لها، السادية المتجددة التي تظهر كل يوم ابداعاتها التي لا يسبقها اليه أحد.
أكتب لكم اليوم من الداخل، من دهاليز المسكوبية حيث تتوقف عقارب الساعة ولا تتحرك الا عقارب المحققين ذوي الجاهزية العالية لانفاذ سمومهم، وتشظية مشاعر الضحية الى حيث الامتهان وسحق انسانية الانسان ، هنا تُجرّ المرأة الفلسطينية العربية الاصيلة من ضفائرها ومن أسفل الكيس الاسود الذي يُلقى على رأسها ، هكذا يشعرونها بأنها دابة تجر من قبل من يريد ذبحها والسطو على روحها ، تحشر في زنزانة تتوقف فيها الحياة لتكون كما يريدون تحت سطوتهم ، ثم تذوي في أتون هوسهم وهواجسهم ذات الرائحة النتنة ، تتمنى فتح باب الثلاجة التي يقال عنها زنزانة ، حتى اذا فتحت كان المشهد زبانية العذاب لتقاد الى حيث مهندسي العذاب ذوي الملابس الانيقة ومن تحتها بشر لا يعرفون سوى اساليب التعذيب المقيتة ، تربط هناك بكرسي مربوط في الارض لتستمع أسوأ ما قد تتوقعه الاذن ، يرغون بكلام ويتبادلون الادوار من واحد لاخر حتى يسأم المرء نفسه ، بين التهديد والوعيد وما تتقزز منه النفوس ، تمل الكلمات البذيئة منهم دون ان يملوا منها ، تلك هي وظيفتهم القذرة .. ليس لك الا ان تحوسب وتحوقل وتهرب الى مولاك مقابل رؤوس الشياطين التي تتداولك ليل نهار . ومن شبح بين ايديهم الملطخة بجرائمهم وزنزانة لا حياة فيها سوى ذاكر لله ومتشبث بعدالة راسخة لا تذروها ريح سمومهم ، وهكذا يتقلب الليل والنهار ويستبدل بتقلباتك بين الزنازين وماكينات العذاب ، يقذفون عليك من كل جانب وسائل تعذيبهم النفسية منها والجسدية ، يملون دون أن تمل ويعيفون انفسهم خاصة اذا كانت جولاتهم مع شخصية واعية وتحمل ارادة قوية ، يدخلون معها بصراع ارادات فريق عمل متكامل مع ارادتك انت بمفردك ، ولكن يا لما الله معك ولست بمفردك كما يعتقدون ..
ماذا يريدون مني كصاحبة قلم لا أخشاهم ولا أخشى جبروتهم قد كرست قلمي لفضح جرائمهم ، يتقولون كثيرا .. يشرقون ويغربون لا يبغون سوى ادانتي واطالة أمد مكوثي في السجن ، باتت القصة معروفة وهي تغييب قلمي ، كسر هذا القلم أو تجفيف الدماء من عروقه أو ارهابه وثنيه عن المضي في طريقه ..
لا أيها الاحتلال المقيت المتمثل بلعبة حدودها الزنازين ومكاتب التحقيق ، زنزنوا وعذبوا وأهيلوا علي كل أحقادكم ، لن تنالوا مني الى عزيمة الام الفلسطينية ، هذه المرأة التي لم تنكسر يوما رغم كل طغيانكم ، هذه المرأة التي أنجبت الرجال الذين منهم من كان شهيدا ومنهم من ينتظر دون ان يبدل او ان يحيد عن درب الشهداء ، أنتم لم تتعلموا ولن تعلموا ، لن تعرفوا طبيعة هذا الانسان الفلسطيني بعد، ولم تقفوا على أسرار المرأة التي وقفت شامخة في كل ميادين الجهاد والثورة ، هناك من سبقني وهناك من سيأتي بعدي ، أنتم أجبن وأكثر هشاشة مما نتوقع ، ترتعبون من قلمي لانكم في عمق باطنكم تعلمون باطلكم وتوقنون أنكم عابرون والى زوال باذن الله .. تريدون لهذا القلم ان يتوقف وانا اخبركم بانه لن يدخرا جهدا أو مدادا في عروقه الا وكان حيث يجب أن يكون ..
حققوا ، عذبوا ، تفننوا في ساديتكم كما يحلوا لكم لن تنالوا الى خيبة وحصادا مرا لاعمالكم .
عن لمى خاطر من زنازين الاحتلال .