الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سيادة النقيب.. غزة أقرب من بروكسل

نشر بتاريخ: 24/10/2018 ( آخر تحديث: 24/10/2018 الساعة: 11:50 )

الكاتب: صالح المصري

تابعت باهتمام كبير دعوة نقابة الصحفيين الفلسطينيين لتخصيص يوم الثامن عشر من تشرين الثاني المقبل الدعوة للمشاركة في فاعليات مؤتمر ( صحفيون تحت النار ) والذي سيعقد في رام الله بمشاركة ممثلين عن الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب لدعم واسناد صحفيي فلسطين وحقوقهم وحرية عملهم وحركتهم.
لست اليوم بمعرض الحديث عن نقيب الصحفيين والظروف التي جاء فيها هو والامانة العامة، سواء في غزة أو الضفة الغربية، وكيف انتهى عهد النقيب الذي سبقه، لكنني كصحفي فلسطيني، أتطلع اليوم قبل الغد، لجسم نقابي قوي يكون قادرا على حماية الصحفيين والدفاع عن حقوقهم أمام هذا التغول الإسرائيلي الكبير، الذي خلّف مئات الجرحى والشهداء خلال الاعوام الماضية بحق الصحفيين، والتي كان اخرها الاستهداف المتعمد للصحفيين اثناء تغطيتهم مسيرات العودة، حيث سجلت الاحصائيات استشهاد اثنين من الزملاء: ياسر مرتجى واحمد ابو حسين، واصابة نحو 247 صحفيا، من بينهم 32 صحفية.
شيء جميل أن نسمع عن هذا الجهد العربي والدولي في ملاحقة الاحتلال على جرائمه المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين، لكنَّ المهم، هو أن نكون موحدين في إطار هذه القضية الكبيرة ... فغزة أقرب من بروكسل يا أبا جهاد، والذي يجعلك تجوب دول اوروبا وتشارك في عشرات المؤتمرات باسم الصحفيين الفلسطينيين، يجعلك تصل إلى غزة لتجلس مع الصحفيين والكتل والاطر الصحفية لكي نوحد صفنا وجبهتنا الاعلامية.
هذه دعوة صادقة للنقيب عبد الناصر ابو بكر، بأن يتوجه إلى غزة لكي يلتقي بالصحفيين، ويجلس مع عوائل الشهداء والجرحى الذين هم بحاجة اليوم لرعاية وتوفير أدوات السلامة المهنية لهم.
إننا في أمسِّ الحاجة لتطوير أدواتنا ووسائلنا وخطابنا الاعلامي.. كما اننا في أمسِّ الحاجة لكي يكون لنا نقابة تمثل الصحفيين ولا تستثني منهم احداً.. هناك المئات من الصحفيين العاملين في المؤسسات الصحفية، سواء التلفزيونية أو الاذاعية أو الوكالات والمواقع، والصحفي يتم استثناؤه من العضوية، بينما تمنح العضوية لأعضاء الحزب الواحد، وهم غير مؤهلين لحمل البطاقة الصحفية الفلسطينية، او حتى الدولية التي تستصدرها النقابة.
العام الماضي، شهد نسبة اعتداءات كبيرة بحق الصحفيين والمؤسسات الصحفية في غزة والضفة الغربية، منها اغلاق مؤسسات اعلامية ومصادرة معدات واغلاق اذاعات فلسطينية تعمل بمهنية عالية واعتقال طواقمها، حتى بات عدد الصحفيين المعتقلين نحو 26 صحفياً، كل هذا يجب ان يدفع النقيب لتوحيد الجسم الصحفي قبل أن يوحد الجبهة الخارجية.
إن الحملة الإسرائيلية المحمومة التي تستهدف المحتوى الفلسطيني والصفحات الفلسطينية، وتعاون إدارة الفيسبوك في اغلاق مئات الصفحات الفلسطينية، يجب ان يدفعنا جميعا للتوحد لكي نشكل جبهة اعلامية بصوت واحد، تكون قادرة على الدفاع عن القضايا التي تخص مشروعنا الوطني في وجه المخططات الإسرائيلية والامريكية .. لذلك هذه دعوة صادقة للنقيب لزيارة غزة لأنها أقرب من بروكسل.