الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انهم يفضلون نتنياهو

نشر بتاريخ: 04/04/2019 ( آخر تحديث: 04/04/2019 الساعة: 15:31 )

الكاتب: د.نبيل عمرو

نتائج الانتخابات الإسرائيلية ستحددها خلاصات صناديق الاقتراع في الأيام التي تلي اقفالها.
الذين سيتوجهون الى الصناديق ويدلون بأصواتهم ليسوا هم المقررون الوحيدون للنتائج، فهنالك ناخبون فعالون وربما حاسمون يؤدون دورهم الانتخابي على امتداد شهور او حتى سنوات تسبق يوم الانتخابات، ولهم في ذلك وسائل بعضها علني ومباشر، والبعض الاخر سري ومعقد.
ابرز هؤلاء الناخبين هم الامريكيون والروس، والقطبان الدوليان يختلفان على أمور كثيرة، الا انهما فيما يبدو متفقان على تفضيل نتنياهو، وذلك بحكم تراثه المتراكم معهما وكله إيجابي ومؤثر في السياسات.
الامريكيون أي إدارة ترمب، ورديفها الكونجرس وذراعها الايباك، يرون في نتنياهو فرس الرهان في المرحلة السياسية القادمة، فمعه جرى تنسيق نصوص صفقة القرن، ومعه كذلك بنى ترمب جزءً هاما من خططه للعودة ثانية الى البيت الأبيض.
ومع ان الإدارة في واشنطن لا تناصب منافسيه العداء، الا انها لا ترغب في إضاعة الوقت لتجربة قادة جدد في إسرائيل. بعد ان سجلت العلاقة مع نتنياهو اعلى مستويات التفاهم والانسجام وخصوصا في السياسة الخارجية التي محورها في الشرق الأوسط محاربة ايران.
ويرى مستشارو ترمب ان فوز نتنياهو وتبوؤه موقع رئيس الوزراء في إسرائيل، سيكون ملائما اكثر لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون اكثر قدرة على التجاوب مع صفقة القرن، والاقدام على ما تراه الإدارة تنازلات لا يقوى على تقديمها الا حكومة على هذا المستوى من التمثيل القوي والشامل لكل الاطياف السياسية والحزبية.
اما الروس فباستثناء الخلل الذي اعتبروه عابرا حين غضب الكرملين على الإسرائيليين في واقعة اسقاط الطائرة الروسية، فكل ما قبل ذلك وبعده سجل تقدما إيجابيا ملحوظا في انسجام الاجندات ورسوخ التسهيلات المتبادلة، وفي امر الانتخابات فالروس ليسوا مجرد ناخب سياسي من خارج الصندوق، فهم الى جانب ذلك مؤثرون بصورة مباشرة حين يستخدمون العلاقات القوية التي تربط الإسرائيليين المهاجرين من روسيا بموسكو وهؤلاء قوة تصويتية لا يستهان بها، لهذا استقبلت موسكو نتنياهو قبل خمسة أيام من موعد الانتخابات ومنحته هدية مؤثرة في مجال حشد الأصوات، وهي المساعدة الحاسمة في اعادة رفات المساعد الإسرائيلي بعد سبع وثلاثين سنة من المحاولات الفاشلة، وما بدا اكثر أهمية من الواقعة ذاتها هو توقيتها ولعلها وهذا رهان موضوعي تستقطب لنتيناهو وفريقه أصواتا مؤثرة من معسكر المترددين، ويبدو ان منافسي نتنياهو وابرزهم الجنرال جانتس، ادرك هذه الحقيقة التي كانت بمثابة المؤثر الرئيسي في ادخال تعديل جوهري على خطابه ،حيث لم يعد يخفي استعداده لمشاركة نتنياهو في حكومة وحدة وهذا ما يفضله الامريكيون وربما يعملون عليه ولا يعارضه الروس.