السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

"ديمقراطية إسرائيل العنصرية" ورصاص حماس !!

نشر بتاريخ: 10/04/2019 ( آخر تحديث: 10/04/2019 الساعة: 11:41 )

الكاتب: احمد الفيومي

ما زلت أذكر جيدا عندما أعلن الرئيس محمود عباس فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، والتي خاضتها حركة فتح بكل إيجابية أمام حركة حماس، ورغم خسارة حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس في الانتخابات إلا انه كان سعيدا وسارع بالاتصال في رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وبارك له ودعاه لتشكيل الحكومة العاشرة حينها.

لن نخوض في تفاصل المرحلة السابقة كثيرا وما شابها وما حملته من انقلاب لحركة حماس على الشرعية الفلسطينية قبل أكثر من عشرة أعوام واقتراف عمليات قتل وتنكيل بحق شعبنا في قطاع غزة، ولن نخوض كثيرا في منهجية جماعة الاخوان المسلمين التي تكبدت خسائر فادحة في المنطقة خلال ما يسمي "الربيع العربي" الذي كانت الجماعة جزء منه لتدمير الأوطان العربية وليس بعيدا ما يجري في سيناء عقب عزل الرئيس محمد مرسي حيث كانت جماعته ضالعة في اعمال التخريب والتدمير وجماعته ضد الجيش المصري العربي .

لست في هذا المقال الذي اجتهد فيه، قاصداً مدح إسرائيل، ولكن أشعر بالغيرة من ديمقراطيتهم وتفاعلهم السياسي الذي يذهبون إليه كلما تعثر واقعهم السياسي الداخلي والخلافات بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية.

اليوم بدأ الإسرائيليون التصويت في انتخابات تشريعية جديدة، تشهد سعي رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو للفوز بفترة حكم خامسة، ليكون بذلك أطول من تولى منصب رئاسة الحكومة في تاريخ البلاد حيث تشير التقارير الواردة إلى فوزه، حيث شهدت الانتخابات منافسة حامية الوطيس بين نتنياهو وقائد الجيش السابق الجنرال بيني غانتس.

تخيلت ما كتبه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الكاتب الساخر أكرم الصوراني، أن إسرائيل تتجه نحو الحسم العسكري
اشتباكات تدور حاليا في شارع بن غوريون، أنصار نتنياهو يحاصرون مقر غانيتس وأنباء أوليه تفيد بإختطاف ليبرمان وإغتيال بينيت وحرق مقر الكابينيت وأصوات انفجارات تسمع بين الفينه والأخری بالقرب من الكنيست وسيارات الاسعاف تنقل المصابين الى مستشفی أوخلوف العسكري ميرتس تدعو الاسرائيليين لضبط النفس والردح شغال على القناة الأولی والعاشرة، هذا ليس حقيقي، لكن هذا ما كان يدور في شوارع غزة عام 2007، إسرائيل لم تتجه للسلاح بل اتجهت لصناديق الاقتراع.

وعلى الرغم من يمينية وتطرف الحكومة الحالي حكومة نتنياهو، استوقفني تصريح الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي قال ان الناخب الإسرائيلي قد صوت للمحافظة على الوضع القائم، صوتوا على عدم إنهاء الاحتلال، وصوت للتفرقة العنصرية والابرثايد، وضد مبدأ حل الدولتين ما يتطلب تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه إنهاء الاحتلال.

ألا يستحق ذلك من الكل الفلسطيني، الموافقة على الشروع بإجراء انتخابات تشريعية، يتبعها انتخابات رئاسية ومجلس وطني.

لماذا لا تشعر حماس بالغيرة من المجتمع الإسرائيلي الذي يمارس ديمقراطية اليوم، حيث ذهب جميع قادة الإئتلاف الحكومي الإسرائيلي للانتخابات المبكرة بعد تعثر الحالة السياسية بينهما ؟

لماذا لا تذهب حماس لافشال مخططات نتنياهو بفصل غزة عن المشروع الوطني، والذي اعلن خلال شهر مرتين ان الانقسام مصلحة إسرائيلية وانه دعم ذلك وسيحافظ عليه ولن يسلم غزة للرئيس عباس ؟؟

لو بحثنا في ذلك سنجد الإجابة أن رفض حماس لمطلب القيادة والرئيس عباس والذي طالب مرارا حماس بالاحتكام لصناديق الاقتراع، ولغة العقل والديمقراطية وليس السلاح والرصاص ، هو السعي خلف مشروعها الذي يتم تطبيقها حاليا على نار هادئة بدعم دول إقليمية صديقة لها، وتكريس حكمها، بمعنى أخر هو تطبيق لصفقة القرن التي بدأ التمهيد لها بالانقلاب على الشرعية منتصف عام 2007.

سنقولها وأجرنا على الله، ان الحفاظ على الرئيس عباس وحمايته ودعمه في هذه المرحلة، هو حفاظ على ما تبقى من المشروع الوطني الذي دمرته حماس وبعض الاجسام التي تدول حول مجرتها الكونية.

يا حماس، لقد حرمت انا كشاب فلسطيني من ممارسة حقي في الانتخاب والتغير دورتين تشريعيتين (الانتخابات البرلمانية)، نحو 70 % من الشباب الفلسطيني الذي انا جزء منهم، وتحديدا مواليد عام 90 لم يمارسوا حقهم في الانتخابات التشريعية ولم يتمكنوا يوما من وضع أصبع يدهم في الحبر المخصص باختيار من يمثلهم في المجتمع ليغير واقعهم الساسي المتأزم منذ عقد من الزمن.

متي ستؤمن حركة حماس بمبدأ الشراكة الوطنية والتداول السلمي للسلطة بعيدا عن صناديق الرصاص والاحتكام لصناديق الانتخابات ؟

متي ستدرك حماس أن الانتخابات التشريعي هي الطريق الوحيد وطوق النجاة لها ولشعبنا في قطاع غزة ؟

متي ستدرك حماس أن قطع الطريق على مخططات الرئيس ترامب و"صفعة القرن" هو بالوحدة الوطنية والذهاب إلى تطبيق اتفاق عام 2017 الذي وقعت عليه هي وكافة الفصائل في القاهرة، وتمكين الحكومة من ممارسة مهامها في المحافظات الجنوبية كما في المحافظات الشمالية والقدس المحتلة.

هنيئاً لإسرائيل انتخاباتها التشريعي وتداولها السلمي للانتخابات، وعقبال عند الفلسطينيين.