الثلاثاء: 17/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

السجون الكبيرة في الضفة وغزة

نشر بتاريخ: 09/06/2019 ( آخر تحديث: 09/06/2019 الساعة: 12:46 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

يعرف الجميع اوصاف السجن ونادرا أو ما ندر من اصحاب الفكر الفلسطيني الذين لم يجربوا السجون كون ان الاحتلال عايش الجميع وكان هناك ردود فعل دائمة ضد الاحتلال في سبيل التحرر الفلسطيني ولكن الجميع صغير وكبير عرف السجون في الضفة وغزة وحتى الداخل والخارج الفلسطيني وعرفوا النكبات واللجوء نتيجة ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي على مدار عشرات السنين في حصار المدن ونصب الحواجز وغيرها من ممارسات السجان، وبالتالي فان ارادة المواطن وحتى المسؤول مقيدة بادوات واشخاص السجن وخاصة من السجان المنتشر في كل الاماكن ويده طولى للقتل والدمار والاسر والجرح او النفي.
الاحداث كثيرة في هذه الايام سواء في الداخل الفلسطيني وعلى مستوى المؤسسات او الخارج في الاحتلال وامريكا التي تتصرف كدولة احتلال استعمارية وتريد ان تنقض على ما تبقى من الحقوق الفلسطينية فيوم امس فقط وما صرح عنه سفير الاستيطان الامريكي لدى دولة الاحتلال يثير الاشمئزاز في اروقة القانون الدولي وعلى صعيد حق الشعوب في تحرير نفسها وتقرير مصيرها وبالتالي فان الامر كان زائدا عنه حده وحدوده القصوى في ان البعض يتصرف وكان حقوق الناس الاخرين لديه كما انهم لم يوجدوا يوما، او يعيد اسباب الاستعمار والبربرية التي نسيتها كل شعوب الارض، وياتي اليوم ليعيد مفهومه القديم واساليبه اللعينة من خلال تعزيز الاستعمار والاحتلال ودعمه بطريقة لم يسبق لها مثيل.
لقد كتب الكثيرون عن هذه الاحداث وهذه المرحلة وكان الجميع يتوقع ان تكون في يوما من الايام، ولكن ليس بالسرعة التي وفرها الامريكي للاحتلال في سلب الحقوق والتجرؤ على ضم اراضي محتلة وفق القانون الدولي والحق الانساني الطبيعي في كل مكان وبالتالي فان الحق لا يمكن ان يضيع او ينتقل او يسلب بمجرد خطاب او قرار او مرسوم يصدر عمن لا يحق له ان يكون في وضع كهذا ولكن هذه دولة احتلال تحتاج الى ان تعلم الدرس بالاسلوب الذي تحب او تكره ولكن بالاسلوب الذي تتعلم منه.
ان المرحلة صعبة جدا وان البعض فارد لذراعيه على مزايا وفرتها له ممارسات خاطئة لا يمكن ان تكون يوما صحيحة وبالتالي فان الوضع الداخلي الفلسطيني يجب ان يكون اقوى مما هو عليه وان يتم تصويب الامر بادوات رادعة وحتى لو كانت ثورية لاننا في مواجهة محتل لا يرحم ولن يترك لنا فسحة من الحرية او جزء من الحق.
وان كان الامر في سلطة فلسطينية، فان القصة على غير ما نتصور او نتوقع في يوم من الايام وبالتالي فان السلطة في ارادة محدودة او معدومة او منكسرة في ارادة المحتل المقيدة لها في امور لن توصل الى حرية يتمناها شعبنا او حقا يريده كباقي الشعوب. وعليه ، تبقى الضفة وغزة سجون نازية جديدة يفرضها الاحتلال كما فعل النازينون في عهدهم النازي واكثر.