الدخان العربي من سهول جنين وحده يستنزف موارد الخزينة

الكاتب: طارق ابو الفيلات

اصبحت من المقلين في الكتابة في الاونة الاخيرة لاسباب عديدة ربما من اهمها انني اصبحت على قناعة ان الامور اوضح من تحتاج الى شرح او كتابة او محاولة افهام بعض اصحاب القرار اننا اقتصاديا نسير بلا بوصلة وبلا هدف ,واقنعت نفسي انني قد اديت ما علي بل اقنعت نفسي انه من حقي استراحة ولو كانت كاستراحة المحارب.
قديما كتبت مقالا "باسم الصناعات الفلسطينية اشكر المعسل" تعقيبا على الاجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة لمنع تهريب المعسل الى السوق الفلسطيني اجراءات جعلتني اشعر ان الحكومة تسيطر على السوق الفسطيني وتتحكم فيه وهو عكس الادعاء الجاهز للحكومة كلما طالبنا بحماية المنتج الوطني بانه لا سلطة لنا على المعابر فاذا الحكومة قادرة على ضبط نصف كيلو معسل في حقيبة مسافر وغير قادرة على ضبط حاوية صينية او تركية حجم 40 قدم.
أفاد بيان لإدارة العلاقات العامة والإعلام، أن طواقم مديرية الضابطة الجمركية في محافظة جنين وبدعم ومساندة جهازي الشرطة الخاصة والأمن الوطني، ضبطت اليوم الأثنين، ماكنة كهربائية لتصنيع سجائر الدخان العربي، الممنوع عملها وتداولها داخل السوق الفلسطيني، وذلك لما تشكله من خطر على استنزاف خزينة الدولة والمال العام، ونظراً للضرر الكبير الذي تلحقه بالإقتصاد الوطني الفلسطيني، ويعتبر العاملين والحائزين عليها من المهربين والخارجين عن القانون.
هذا الانجاز لوزارة المالية استفزني بشدة وطريقة صياغة الخبر اظهرت العمل الاستخباراتي والشرطي والمخابراتي الذي انقذ حزينة الدولة ومواردها وحافظ عليها من عبث فلسطيني مسكين يلف تبغا من سهول جنين ويتيح للفلسطيني الذي ابتلاه الله بافة التدخين ان يدخن تبغا فلسطينيا "خائنا عميلا" بديلا للمارلبورو السيجارة الوطنية الاولى.
طبعا وزارة المالية لا هم لها الا المحافظة على اموال الشعب لا تفرط في قرش واحد حتى لو كان من اعقاب سيجارة.
وما سمعناه مؤخرا من قرارات تنصل منها الجميع بزيادة رواتب الوزراء
ودفع ايجارات لمساكن معظمهم يمتلكها ينسجم تماما مع صرامة وشفافية وزارة المالية في مكافحة الدخان المهرب.
خاطرة ما استطعت ان اكتمها وزفرة حراء لو بفيت في صدري لاحرقته
فان لم تعيدوا ما اخذه الوزراء ارجوكم اعيدو للفسطيني ماكينة لف التبغ ومن مصلحتكم ان تتركوا الناس يدخنوا تبغا من سهول جنين لينفثوا غيظ صدورهم قبل ان ينفثوا في وجهوكم السنه من اللهب.