الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخارطة السياسية الإسرائيلية تتجه نحو انتخابات ثالثة

نشر بتاريخ: 01/10/2019 ( آخر تحديث: 01/10/2019 الساعة: 17:43 )

الكاتب: د. علي الاعور

لعل المشهد السياسي في إسرائيل بعد الانتخابات الإسرائيلية اصبح واضحا تماما في ضوء النتائج النهائية الرسمية التي أعلنتها لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية 55 عضو كنيست لصالح الليكود وكتلة اليمين معا بينما حصل الأزرق والأبيض مع وسط اليسار على 44 مقعد كنيست ونتيجة التوصيات التي حصل عليها نتنياهو من الكتل البرلمانية بتشكيل الحكومة الجديدة لدى الرئيس ريفلين فقد قام الرئيس ريفلين بمنح تفويض تشكيل الحكومة الجديدة الى نتنياهو.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماهي السيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة من قبل نتنياهو؟
هل سيقنع بيني غانتز في حكومة وحدة وطنية ام رد التفويض الى رئيس الدولة او التحالف مع ليبرمان او ضم عمير بيرتس الى الائتلاف الحكومي الجديد؟
أولا: فرص نجاح نتنياهو في تشكيل الحكومة الجديدة تكاد تكون معدومة وضئيلة جدا لان قائمة الأزرق والأبيض تشترط على نتنياهو تفكيك تحالف اليمين كتلة واحدة والتفاوض مع حزب الليكود وحدة للدخول في مفاوضات نحو حكومة وحدة وطنية بالإضافة الى اشتراط الأزرق والأبيض بان يكون هناك تناوب على رئاسة الحكومة ويكون غانتز هو رئيس الحكومة الجديدة في اول عامين وهذا ما يرفضه نتنياهو وحزب الليكود حيث اكد نتنياهو مرارا وتكرارا بان كتلة اليمين هي كتلة واحدة ولن يتخلى عنها نتنياهو تحت أي ظرف كان. بالإضافة الى موقف يائير لبيد الرجل الثاني في قائمة الأزرق والأبيض برفضه الجلوس مع نتنياهو في حكومة واحدة بسبب شبهات الفساد التي تتعلق بنتنياهو.
ثانيا: ان يعيد نتنياهو التفويض الى رئيس الدولة مع العلم ان الفترة الممنوحة له 28 يوما وقابلة للتجديد 14 يوما ولكن في ضوء تلك المعطيات وعد قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة سوف يعيد التكليف الى رئيس الدولة قبل مضي 28 يوما وربما في الأسبوع الأول من أكتوبر القادم ، ربما لكي يعيد رئيس الدولة ريفلين التفويض الى بيني غانتز رئيس قائمة الأزرق والأبيض لكي يضغط عليه وربما يجبره على تقديم تنازلات نحو حكومة برئاسة نتنياهو او وضعه امام الجمهور الإسرائيلي بانه يتحمل مسؤولية الذهاب الى انتخابات ثالثة ولكن غانتز ينتظر التفويض على امل تشكيل حكومة بقيادته.
ثالثا : ربما ينتظر نتنياهو تغيير دراماتيكي في موقف ليبرمان وحزب إسرائيل بيتنا من اجل تشكيل الحكومة على وجه السرعة لكي يتلاشى جلسة الاستماع يومي 2 و3 أكتوبر القادم اذا كان رئيس للحكومة ولكن العداء الشخصي السياسي بين نتنياهو وليبرمان مازال قائما بالإضافة الى رفض ليبرمان الجلوس في حكومة مع الحريديم ومطلب ليبرمان وهو اتاحة وسن قانون وتشريع الزواج المدني دون المرور الى الحاخامات وهو ما يرفضه الحريديم
رابعا :عمير بيرتس وربما يحلم نتنياهو بإمكانية انضمام عمير بيرتس الى الحكومة ومنحه اكثر من وزارتين ولكن هناك أعضاء كنيست من حزب العمل يرفضون الجلوس والمشاركة في حكومة برئاسة نتنياهو وبالتالي موافقة عمير بيرتس للانضمام الى حكومة بزعامة نتنياهو لا تكفي للوصول الى 61 عضو كنيست للمصادقة عليها من قبل الكنيست
خامسا : غانتز سوف يسعى الى تشكيل حكومة وحدة وطنية اذا ما تم إزاحة نتنياهو عن زعامة حزب الليكود ولكن حتى فيما لو جرت انتخابات تمهيدية لحزب الليكود سوف يفوز نتنياهو فوزا ساحقا وبالتالي لن يتمكن غانتز من تشكيل الحكومة واذا اعتمد غانتز على احدى الأحزاب المتدينة ربما يهودوت هتوراة فان ليبرمان لن يشارك فيها كما ان لبيد لن يقبل مشاركة الحريديم في حكومته وبالتالي فان غانتز أيضا لن يتمكن من تشكيل الحكومة . حتى ولو فكر غانتز بالموافقة على المشاركة في حكومة برئاسة نتنياهو و ان يتنازل عن وعوده للناخبين بانه لن يشارك في حكومة برئاسة نتنياهو فان الرجل الثاني في قائمة الأزرق والأبيض يرفض وبشده هذا الاحتمال خصوصا انه تمكن من ضم جابي اشكنازي الى صفه ومواجهة غانتز في هذا الطرح وبالتالي تراجع غانتز عن ذلك بسرعة .
وأخيرا ..اذا منح رئيس الدولة حسب القانون الإسرائيلي التفويض الى أي عضو كنيست يتمكن من جمع تواقيع ودعم 61 عضو كنيست ربما ينجح في تشكيل الحكومة ولكن أيضا هذا الاحتمال غير منطقي لان أيا من اعضا الكنيست من الحزبين الكبيرين حزب الليكود وقائمة الأزرق والأبيض لن يخرج عن الصف الحزبي والاجماع الحزبي .
وبالتالي يبقى الاحتمال الأقوى وهو التوجه نحو الانتخابات الثالثة وذهاب المجتمع الإسرائيلي الى الانتخابات الثالثة وهي الأولى من نوعها في تاريخ إسرائيل منذ نيسان ابريل الماضي ويبقى نتنياهو رئيسا لحكومة انتقالية حتى بداية العام القادم لتأجيل محاكمته او تأجيل القضايا والملفات التي قد يتهم فيها بقضايا الفساد والرشوة .
*باحث وخبير في الشؤون الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي