الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مات أبو عصام. يا دواوين الخليل بدموع الرجال ابكية وإلى الحرم شيّعيه

نشر بتاريخ: 23/10/2019 ( آخر تحديث: 23/10/2019 الساعة: 16:29 )

الكاتب: م. طارق أبو الفيلات

مات ابو عصام. يا دواوين الخليل بدموع الرجال ابكية والى الحرم شيعيه
البقاء لله انا لله وانا اليه راجعون.
لو قدر لدواوين الخليل ان تسعى وتمشي لكانت اول التابعين لنعشة السائرين في جنازته لان هذه الدواوين اكثر العارفين بفضله العالمين بقدرة الشاهدين على اخلاصه ووفائه الشاهدين انه رجل الاصلاح وعميد الصلح جلاب الصلح وأاد الفتن.
كل دواوين الخليل استقبلته على راس وفود الخير والاصلاح و جدران هذه الدواوين استمعت الى صوته المتحجرش ذي النبرة الفريدة وهو يبدا بحمد الله والصلاة والسلام على رسولالله ويقرا:"انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون". صدق الله العظيم.
صفعة خريفية قاسية هذا الصباح اسقطت عن شجرة الاصلاح اكبر اوراقها واجملها وانبلها فغدت شجرة الاصلاح شبه عارية تتلفت حولها تبكي راعيها وساقيها ومتعهدها وشيخها الذي صان جذورها وحمى اغصانها المصلح حامل الدعوة حامل هم الخليل متبني قضاياها الصداح بالحق المنكر للباطل :عبد المعطي السيد.
البكاء اهون هنا من الرثاء فمناقب الرجل نعرفها ولا نحصيها نذكرها ولا نتذكرها كلها صاحب العباءة والكوفية التي متى لاحت في الافق استبشرنا ان الصلح جاء وان السلام ساد وان لدماء قد حقنت وان الحق في طريقه الى صاحبه بجهد مخلص من رجال كان هو باجماعهم شيخهم وعميدهم ومتقدمهم المتحدث باسمهم.
سبحان الذي وهبه المحبة والحضور وجعل له الجاه والقبول عند كل الناس تتعالى الاصوات ويحتدم النقاش ويفيض الغضب وتتخيل لوهلة ان القضية لا يمكن ان تنتهي وان الصلح بعيد حتى ينهض صاحب العباءة طيب القسمات ضحاك المحيا رابط الجاش بليل الريق بصوته المتهدج ومصطلحاته الفريدة التي اخترعها لتقريب القلوب وجلي النفوس اذا صدح بالحق انصتنا واذا ردنا الى الصواب عدنا ويختتم كل مجلس بهدنة او انهاء خلاف لتكون له اليد والفضل في عودة الامور الى نصابها .
كل قضايا الخليل تصدى لها , بعبائته وكوفيته حافظ على كهرباء الخليل وبعقاله حمى حقوق العمال وافشل قانون الضمان وهذا والله غيض من فيض .
ليتنا نملك تشييعه الى الغار قرب الحرم الابراهيمي الشريف فهي ارض نحسبها الاقدس والاطهر وهو والله يستحق اطهر واقدس ارض في الخليل تتشرف بجثمانه.
نبكيه مع علمنا انه من الذين امنهم الله من الفزع الاكبر يوم الحساب ""إِنَّ للهِ عِبادًا اخْتَصَّهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ الناسِ ، آِلى على نفسِهِ أنْ لا يُعَذِّبَهُمْ بِالنارِ ، فإِذَا كان يومُ القيامةِ ، خَلَوْا مع اللهِ يُحَدِّثُهُمْ ويُحَدِّثُونَهُ والناسُ في الحِسابِ"
اقول لابنائة لا تاخذو عباءته ولا كوفيته بل اعيدوها خيوطا مباركة وانسجوا منها على عدد دواوين الخليل لوحة قرانية "
"انما المومنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".
وعلقوا في كل ديوان هذه الاية الكريمة منسوجة بخيوط عباءة وكوفية شيخ الاصلاح عميد المصلحين شيخنا ووجيهنا ابا عصام
تشهد له ونشهد له والله خير الشاهدين.
م.طارق ابو الفيلات