الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

عن الانتخابات وتغيير الطبقة السياسية

نشر بتاريخ: 07/11/2019 ( آخر تحديث: 07/11/2019 الساعة: 10:55 )

الكاتب: مصطفى ابراهيم

إلى جميع المتفائلين والمتحمسين لإجراء الانتخابات، سواء أجريت أو لم تجر، حماس باقية والطبقة السياسية الفلسطينية باقية، ولن يحدث تغيير دراماتيكي في الخارطة السياسية الفلسطينية، وعلى أهمية الانتخابات لتجديد النظام السياسي وممارسة الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة، إلا أنها في الدول غير الديمقراطية حتى في بعض الدول الديمقراطية تعمل على تجديد النظام السياسي القديم، وتمنح شرعية للديمقراطيات وللدكتاتوريات وإعادة انتاجها ربما بطريقة أكثر سريالية وسوداوية.
وفي الحالة الفلسطينية أعتقد أن الانتخابات ليست هي الوصفة السحرية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وحل الازمة الفلسطينية المستعصية لحركة تحرر وطني تناضل احتلال عنصري فاشي وتسعى للحرية وتقرير المصير.
في حال أجريت الانتخابات من الصعب تغيير الطبقة السياسية الفلسطينية بضربة واحدة ولا حتى بعدة ضربات، والفصائل لا تزال تمتلك القوة وتتربع على عرش الطبقة السياسية، ولم يتم تشكيل بدائل أو طبقة سياسية في الوسط بين الفصائل، والشباب أعجز من أن يشكلوا قوة ترشح قائمة انتخابية، حتى النشطاء منهم واللذين خلقوا حالة شعبية بالدعوات المتكررة للتظاهر غادروا للهجرة، ولم يستطيعوا الاحتمال والقدرة على المواجهة لأسباب منها الاعتقالات والاستدعاءات والتهديد.
حركة فتح غير جاهزة وهي لم تتغير أو تجدد سلوكها وخطابها السلطوي، ولم تجر أي تقييم حقيقي وتستخلص العبر والدروس من تجربة "الانقلاب" الانقسام أو حتى من تجربة الحكم المستمرة منذ 14 عاما، ولا تزال تمارس السلطة بشكل بائس وأسوأ مما كان عليه الوضع قبل الانقسام، ولم تعمل على تغيير أي وجوه، بل غيرت وجوه لا شعبية لها ولا يوجد إجماع شعبي عليها وحتى داخل الحركة خاصة في قطاع غزة.
ربما تكون المعركة الداخلية قاسية في فرز او ابراز وجوه جديدة، والمعركة التي لم تعد صامتة على خلافة الرئيس عباس ظهرت جلية في تصريح جبريل الرجوب، ومن يضمن ان لا تشكل قوائم انتخابية من داخل حركة فتح لخوض الانتخابات وخوض الانتخابات تحت اسم مستقلين او غير ذلك كما جرى في العام 2006، إضافة الى غياب أي تنظيم حقيقي لصفوف حركة فتح في ظل منافسة التيار الإصلاحي لحركة فتح بقيادة دحلان والغضب الذي يغلي في الصدور من عقوبات الرئيس ضد غزة وخاصة موظفي السلطة من أبناء فتح، ومن يضمن عدم الانتقام والثأر بالامتناع عن التصويت او التصويت لآخرين وربما لحماس؟
وعليه قد تكون حماس الأوفر حظا في الفوز في الانتخابات برغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فهي تمتلك القوة والقاعدة الصلبة والقدرة وقوة التنظيم ورغم الانتقادات الشديدة لها بعدم احترام حقوق الانسان والسياسات الفاشلة في الحكم، إلا أن خطابها السياسي والمقاوم العاطفي أقرب لقلوب عدد كبير من الناس في مواجهة لا خطاب من السلطة وفتح.