السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تمنى أن يراهما ويحتضنهما قبل أن يفارق الحياة - وفاة والد أسيرين من غزة حرم من زيارتهما منذ سنوات

نشر بتاريخ: 04/05/2008 ( آخر تحديث: 05/05/2008 الساعة: 00:09 )
بيت لحم -معا- نعى الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة اليوم، والد الأسيرين الشقيقين سمير وفادي حسين غانم مرتجى، الذي وافته المنية مساء يوم أمس الجمعة ، دون أن يتحقق حلمه برؤية نجليه واحتضانهما ، ودون السماح لهما من وداعه الأخير .

وذكر فروانة أن والد الأسير مرتجى لم يرَ نجليه منذ اعتقالهما، بسبب المنع الأمني من جهة، واوضاعه الصحية التي تردت سوءاً في السنوات الأخيرة من جهة أخرى، حيث ان سمير معتقل منذ خمسة عشر عاماً، فيما فادي معتقل منذ ست سنوات.

وأضاف فروانة أن أشقائهما أيضاً ممنوعين من زيارتهما بحجج امنية منذ اعتقالهما، وأوضح انه لم يكن يُسمح سوى لزوجة سمير ووالدته وشقيقه الأصغر من زيارته، ومع بداية انتفاضة الأقصى منعوا جميعاً من الزيارة، وبعد اعتقال فادي سمح لزوجته فقط بزيارته كونها من سكان بيت لحم، ومن ثم منعت هي الأخرى من زيارته، وبذلك حرم الأسيرين الشقيقين من زيارة أي من أفراد عائلتهما بشكل نهائي منذ سنوات طوال، وهما متواجدان الآن سوياً في سجن نفحة الصحراوي.

وبيَّن فروانة أن الأسير سمير مرتجى ليس الوحيد من الأسرى المحروم من زيارة أهله، بل هناك المئات من الأسرى محرومين مثله من الزيارة بسبب ما يسمى "المنع الأمني" كما هو حاصل مع أسرى قطاع غزة وعددهم ( 920 أسيرا ) المحرومين من زيارة ذويهم كعقاب جماعي منذ حزيران الماضي .

وذكر فروانة أن الأسير سمير حسين غانم مرتجى ( 38 عاماً ) من سكان مدينة غزة ، هو واحد من الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية اوسلو ، ولقد اعتقل بتاريخ 29-10-1993 ، بعد مرور ايام معدودة جداً على زواجه، ولقد صدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة عشرين عاماً، وتنقل خلال فترة اعتقاله بين العديد من السجون فيما يقبع الآن في سجن نفحة الصحراوي، وخلال اعتقاله حصل على شهادة جامعية من الجامعة العبرية المفتوحة عبر المراسلة، وشقيقه فادي اعتقل عام 2002 من بيته في بيت لحم حيث كان مقيماً هناك قبل اعتقاله بفترة وجيزة، وهو يقضي حكماً بالسجن لمدة 16 عاماً ، وهو ايضاً محروم من زيارة أهله ويدرس بالجامعة العبرية عبر المراسلة حيث يسمح للأسرى منذ اضراب العام 1992 بالإلتحاق فقط بالجامعة العبرية المفتوحة .

وأكد فروانة على أن هذا أمر مخالف للمواثيق والأعراف الإنسانية والدولية وخاصة المادة ( 116 ) من الفصل الثامن من اتفاقية جنيف "يسمح لكل شخص معتقل بإستقبال زائريه، وعلى الأخص أقاربه على فترات منتظمة، وبقدر ما يمكن من التواتر، ويسمح للمعتقلين بزيارة عائلاتهم في الحالات العاجلة بقدر الإستطاعة ، وبخاصة في حالة وفاة أحد الأقارب أو مرضه بمرض خطير " .

هذا وتنتظر والدتهما ( أم نبيل مرتجى ) بفارغ الصبر عودة نجليها إليها واحتضانهما دون قضبان وقيود قبل أن تفارق الحياة وتلحق بزوجها هي الأخر، لا سيما وأنها تعاني من أمراض عدة ووضعها الصحي صعب ويزداد صعوبة يوماً بعد يوم.