الجبريني: غياب القوانين والتشريعات تهدد المنتج الفلسطيني- افتتحنا خطا لانتاج حليب طويل الامد الـUHT لحماية الشركة

الخليل -معا- يرى مدير عام شركة الجبريني للألبان والمواد الغذائية، المهندس جهاد الجبريني، بأن على وزارة الاقتصاد، وقسم حماية المستهلك فيها ، بذل مزيد من الجهود في الحفاظ على المنتج الوطني من خلال مراقبة السلع والمنتجات المستوردة للسوق الفلسطيني، والطلب من موردي منتجات الألبان الإسرائيلية بالكشف عن الوثائق الرسمية لها، ووضع بطاقة بيان باللغة العربية على تلك المنتجات مع وضع تاريخ الإنتاج والانتهاء، أسوة بما تفعله الشركات الفلسطينية .

الجبريني "بعد التهديد .. أنشأنا مزرعة للحليب":

وأفصح الجبريني في حديث خاص لـ "معا" ، عن وجود فراغ كبير في قطاع إنتاج الألبان في ظل تغييب القوانين والتشريعات التي تحمي القطاع، على الرغم من المبالغ الضخمة المستثمرة فيه، موضحاً بأنهم كمصانع غذائية ينطوون تحت مظلة اتحاد الصناعات الغذائية، وهو منطوي تحت مظلة الاتحاد العام للصناعات الغذائية .

وأضاف "قبل سنتين طرح اتحاد الصناعات الغذائية، تشكيل مجلس متخصص للحليب ، وتم إنشاؤه، ولكن لسوء الحظ فإن هذه المجلس يقع تحت مظلة المجالس الزراعية وهي خاضعة لوزارة الزراعة، والوزارة تحمي المزارع ولا تحمي المنتجين، وصيغة النظام الداخلي للمجلس كان لصالح المزارع، ومن شروطه أن يكون رئيس المجلس مزارعا، وبهذه الطريقة غير الحيادية أصبح المجلس للمزارعين فقط ، ولا يوجد حقوق متساوية بين المزارع والمنتج والمصنع ."

واضاف الجبريني "منع مجلس الحليب المزارعين من تزويدنا بالحليب لمدة 6 أيام ، لأجل ابتزازنا، والخضوع لشروط تخدم مصلحة عضو واحد من أعضاء مجلس الإدارة بهدف إغلاق شركة الجبريني." وأمام هذه الضغوطات التي تعرضت لها شركة الجبريني كان لزاماً على مجلس الإدارة، البحث عن حلول ووقف التهديد بإغلاق الشركة ، فأنشأت الشركة مزرعة للحليب.

حليب الـ UHT للتغلب على الظروف السياسية:

تعتبر محافظة الخليل والتي تنتج 100 طن من الحليب يومياً من أعلى محافظات الوطن إنتاجا له، ومُني قطاع الحليب ومنتجاته بخسائر مادية ضخمة، جراء كثرة الاغلاقات بين المدن الفلسطينية ، ولهذه الأسباب قررت شركة الجبريني إيجاد منتج مقاوم للحصار .

وقال الجبريني في هذا الصدد " نظراً للظروف السياسية السيئة التي تعاني منها المنطقة ، وبعد الخسائر المادية الضخمة التي لحقت بنا جراء تلف منتجاتنا الطازجة أثناء انتظارها على الحواجز الإسرائيلية ، وكون الحليب يتمركز إنتاجه في الخليل ، وهناك اكبر مصنعين في الوطن للحليب في الخليل ومنتجاتنا توزع في أسواق فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، افتتحنا خط لإنتاج حليب طويل الأمد UHT ، لحماية الشركة من الوضع السياسي والتوازن في الإنتاج الداخلي .

وأوضح ، بأن شركة الجبريني خطت في اتجاه الريادة في قطاع الألبان في فلسطين بتعبئة منتج حليب "بلادي" ، طويل الأمد ، وفق أحدث تكنولوجيا التعبئة والتعقيم في المنطقة، وعلى ما يعرف بخط التعبئة المعقم، الذي يتيح للشركة تعقيم العبوات والمنتج على درجات حرارة عالية تصل إلى 138 درجة مئوية، وتعطي الفرصة لعدم إضافة المواد الحافظة، والحفاظ على قيمته الغذائية ومذاقه الحقيقي، والحصول على فترات صلاحية أطول للمنتج، تصل إلى نحو ستة شهور من تاريخ الإنتاج. و طرحت شركة الجبريني المنتج الجديد في عبوات كرتونية ذات أحجام 1 لتر ونصف لتر، وبأعلى أنظمة التغليف العالمية، وذلك تلبية لرغبة السوق والمستهلك الفلسطيني، وبنسب دسم متعددة.

شهادة الجودة الفلسطينية مقدمة لشهادات عالمية:

حصلت مؤخراً شركة الجبريني على شهادة الجودة الفلسطينية من مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية ، سعياً منها لتطوير نفسها ، والحفاظ على جودة منتجاتها لإعطاء الموظف دافع للعمل وفق مواصفات وخصائص معينة وضمان مواصفة المنتج بشكل ثابت للحفاظ على منتجات صحية وآمنة للمستهلك .

المهندس جهاد الجبريني والذي يمثل الجيل الثالث من تاريخ العائلة في صناعة منتجات الألبان ، والتي بدأتها العائلة قبل خمسين عاماً ، شعوراً منه بأهمية الحفاظ وتطوير صناعة الأجداد بمواصفات عالمية ، قام في أواخر الثمانينات بتطوير المهنة بشكل علمي بدراسة التصنيع الغذائي تخصص ألبان .

وقال المهندس الجبريني " تربينا ونحن نشاهد الوالد والجد يعملان في إنتاج الألبان فقررت دراسة تصنيع الألبان ، لتطوير المهنة والحفاظ على مواردنا الفلسطينية ، بعد أن أصبحت أسواقنا مليئة بمنتجات الألبان الإسرائيلية ، بالإضافة لتشغيل الأيدي العاملة واستغلال الأرض واستغلال الموارد الموجودة بين أيدينا دون الاعتماد على المنتج الإسرائيلي، وشهادة الجودة هي لبناء الثقة بيننا وبين المستهلك ."

وأضاف " آمنّا منذ اليوم الأول لافتتاح الشركة قبل 18 عاما، بأن علينا أن نقدم للمستهلك الفلسطيني أعلى نسب الجودة والمنتجات، وقد راعينا أن نلتزم بهذا النهج، وها نحن اليوم، ننتقل من نجاح إلى نجاح، ومن إنجاز إلى إنجاز، فقد نقلنا السوق الفلسطيني إلى مستوى آخر من الاعتماد على الذات، فاستطعنا أن نؤسس مزارعنا المحلية، والتي تسمح لنا يوميا الحصول على المواد الخام عالية الجودة ووفق الأنظمة العالمية المتبعة ".

وتابع " إننا نرجع الفضل في تميزنا إلى الطاقم المختص في الشركة، الذي تطور خلال هذه الأعوام، والذي يعمل بكل جهد من أجل إيصال منتج عالي الجودة إلى المستهلك الفلسطيني الذي نضعه في أعلى درجات سلم اهتماماتنا وأولوياتنا ".

ويأمل المهندس الجبريني بقدوم مستثمرين من الخارج للاستثمار في فلسطين ، وأن يسود الأمن والأمان، مشيراً الى أن إزالة الاحتلال ليس شرطاً في عملية البناء والتنمية ، ولا يجب الانتظار لما بعد زوال الاحتلال "فلنبدأ الآن ونكمل بعدها ".

يذكر بأن شركة الجبريني تأسست عام 1990، وتقدم اليوم 38 صنفا من المنتجات الغذائية، وتتخذ من مدينة الخليل مقرا لأعمالها، وتنتشر في كافة مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد تم تجهيز الشركة بالمعدات والمختبرات الحديثة تماشيا مع طرق التصنيع الحديثة GMP.