الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

التلفزيون الاسرائيلي: هكذا عمل الجواسيس خلال الحرب على غزة

نشر بتاريخ: 02/02/2009 ( آخر تحديث: 05/02/2009 الساعة: 09:15 )
بيت لحم -تقرير حصري لـ"معا"- في اطار الحرب المتواصلة على غزة والتي لم تنته بعد، بث التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية تقريرا ادعى من خلاله انجازات جهاز التجسس الاسرائيلي واعاد اليه الفضل في عدم وقوع خسائر في ارواح الجنود الذين اجتاحوا اجزاء من قطاع غزة.

وفي نظرة عامة على التقرير يتضح ان الصحافيين الاسرائيليين الذين لم يقوموا بواجباتهم الانسانية خلال الحرب على غزة وانضبطوا للرقيب العسكري قاموا الان بالبحث عن عناوين كبيرة لبرامج حساسة على امل استعادة امجادهم التي اذابتها تغطية الحرب.

وقد استخدمت القناة الثانية دعاية مكثفة للبرنامج الذي قدمته الصحافية ايلانا ديان لدرجة ان المشاهدين اعتقدوا انهم سيشاهدون اسرارا خطيرة جدا من خلال هذا البرنامج ولكن وبعد بثه اتضح انه مجرد لقاء مع احد ضباط الشاباك المسؤولين عن تجنيد العملاء والجواسيس في قطاع غزة والذي رفض بدوره الاجابة على معظم اسئلة البرنامج وجرى تظليل وجهه حتى لا يعرفه الجمهور كما رمز له بالحرف "الف" لاخفاء هويته.

وكالة معا ستقوم بترجمة وبث التقرير من خلال برنامج جولة في الصحافة العبرية على الفضائية الفلسطينية يوم السبت القادم ولكن قبل ذلك تقدم وكالة " معا" قراءة في هذا التقرير .

اولا: اسرائيل كانت تملك صور جوية وخرائط لكل مباني غزة وتتابع منذ 2005 تكنولوجيا كل الابنية والتجمعات في القطاع.

ثانيا: المصدر الثاني للمعلومات الاستخبارية عن قطاع غزة هو التنصت الدائم على المكالمات والاتصالات بين قادة ونشطاء حماس.

ثالثا: المصدر الثالث هو الجواسيس والعملاء الذين كانوا يرصدون تحركات القناصة وزارعي الالغام في وجه قوات الاحتلال.

رابعا: جواسيس غزة او هكذا اصطلح عليه البرنامج التلفزيوني الاسرائيلي لا يعرفون اسم مشغليهم في جهاز الشاباك ولا يعرفون سوى لقبه الدارج وهو شاب عمره 35 عاما ويعمل في هذه الوظيفة منذ عشر سنوات وانجبت زوجته طفلا في بداية الحرب فاضطر الى الالتقاء معها في المستشفى ومشاهدة اخبار الحرب وتلفزيون الجزيرة لمعرفة ما يجري هناك على حد قوله.

ومما قاله هيرستي هليفي قائد كتيبة المظليين في جيش الاحتلال خلال البرنامج " ان خلية فلسطينية واحدة مدربة نوعيا ولو نجحت في تنفيذ عملية قوية كانت قادرة على قلب نتيجة المعركة".

*ان سبب عدم وقوع خسائر كبيرة وسط جنود اسرائيل هو التنسيق الدائم بين الجيش وجهازي المخابرات والاستخبارات.

*يدعى" الف" من جهاز الشاباك ان المخابرات الاسرائيلية كان لديها معلومات دقيقة جدا عن اماكن تواجد قادة كبار حماس في مشفى الشفاء واين يجلسون بالضبط ومن خلال عملاء ،رافضا الافصاح عن اي تفاصيل هنا خشية تعريض حياة جواسيسه للخطر والذين جرى زراعتهم داخل حماس على حد قوله.

سؤال: انت لا تريد اعطاء تفاصيل حتى لا تكشف جواسيسك؟
الف: ارفض الاجابة على السؤال.
س: لولا العملاء لتغيرت نتيجة المعركة؟
الف: لن اجيب على هذا السؤال.
س: هل خاطر العملاء بحياتهم لحماية جنود اسرائيل؟
الف: لن اجيب عن هذا السؤال.

وحسب التقرير الاسرائيلي فان المعلومات التي كان ينقلها العميل " الف" الى قيادة جيش الاحتلال هي السبب في شدة وقسوة القصف على غزة ولكن ومن خلال التقرير بدا ضابط الجواسيس الاسرائيلي مرتبكا وخائفا ولا نبالغ اذا قلنا انه مهووس ومريض نفسيا , فقد اعترف في البرنامج ان عمله يؤثر على حياته الشخصية وانه اكتشف انه يستجوب ابنه وعمره 4 سنوات احيانا ويبدا باستنطاقه لمعرفة ماذا يفعل الولد في حديقة المدرسة!!!

كما ان الهوس يدفعه لمشاهدة الاخبار بالعربية حتى قالت المذيعة انه يهودي يحلم باللغة العربية.

*العديد من الجواسيس في غزة قصف الاحتلال منازلهم وربما قصفهم انفسهم حماية لجنوده بل ان الاحتلال تسبب في كشفهم والنتيجة اعدام بعضهم على يد رجال المقاومة.

ضباط الاحتلال رفضوا الاعتراف خلال البرنامج انهم تسببوا في كشف جواسيسهم وتعريض حياتهم للخطر ولكنهم قالوا حرفيا"ان حياة جنودنا اهم من حياة جواسيسنا".

وفي الختام يبدو ان التقرير اراد في السياق العام صناعة نصر وهمي لاسرائيل ولمخابراتها وارباك سكان غزة ورجال المقاومة بعدما عجزت اسرائيل عن الذهاب لجمهورها انها حققت نصرا عسكريا يقتنع به الجمهور.