الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة يدعو لإعادة الإعتبار لثقافة الصمود داخل أقبية التحقيق

نشر بتاريخ: 04/02/2009 ( آخر تحديث: 04/02/2009 الساعة: 12:27 )
غزة- معا- دعا الأسير السابق الباحث المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، اليوم الأربعاء، كافة الفصائل الفلسطينية الى إعادة الاعتبار لثقافة الصمود والاستبسال والانتصار داخل أقبية التحقيق، عبر اعتماد إستراتيجية واضحة وثابتة تهدف الى صمود الأسرى وعدم بوحهم باسرار المقاومة، إذا ما تعرضوا للاحتجاز أو الاعتقال.

وانتقد فروانة في الذكرى الـ 17 لاستشهاد الأسير المقدسي مصطفى العكاوي تراجع اهتمام الفصائل بثقافة الاعتقال والصمود في أقبية التحقيق خلال انتفاضة الأقصى في برامج اعدادها لعناصرها ونشراتها لجماهيرها عامة، مع تركيزها على ثقافة المقاومة والإستشهاد، معتبراً أن ذلك خطأً استراتيجياً ، أدى الى انهيار العديد من المناضلين خلال التحقيق معهم بعد اعتقالهم، وتقديمهم معلومات مجانية لرجال المخابرات عن المقاومة ورفاق السلاح، وكلفت بعضهم السجن المؤبد أو عشرات السنين، نتيجة جهلهم لأساليب التحقيق المتبعة وعدم تسلحهم بمقومات الصمود، مما يستوجب من فصائل المقاومة إعادة النظر في ثقافتها وبرامجها التعبوية وآليات صقلها لعناصرها، بما يؤسس لمنظومة متكاملة تجمع ما بين ثقافة الإستشهاد والإعتقال والصمود في التحقيق وما بعد التحقيق في آن واحد ، وتكفل للمناضل القدرة على تجاوز محنة الأسر، والصمود في التحقيق والحفاظ على الأسرار التي يمتلكها دون تقديم أي معلومات كانت للمخابرات الإسرائيلية .

وأكد فروانة في بيان وصل "معا" نسخة عنه،بأنه من الضروري أن يسعى كل فصيل لإطلاع عناصره بشكل خاص وجماهير شعبه بشكل عام، على كل ما هو جديد من أساليب متبعة داخل زنازين التحقيق وكيفية التعامل والتعاطي معها، عبر نشرات ودراسات مستمرة باعتبار أن الكل معرض للإعتقال والتحقيق، منوهاً أنه وعلى كل مناضل يثقف ذاته ويبادر للإطلاع على تجارب الحركة الأسيرة لاسيما قصص الصمود، بهدف الإستفادة منها من أجل الصمود، باعتبار ان البطل في ساحة النضال يجب ان يبقى بطلاً في التحقيق، والصمود لا يحتاج لشهادات جامعية اوخبرات سابقة وانما يحتاج الى معرفة مسبقة بأساليب المخابرات والتسلح بثقافة الصمود والإنتصار باعتباره اقصر الطرق للعودة للبيت والأهل ورفاق النضال وممارسة المقاومة من جديد.

وقال فروانة:"إن الشهيد العكاوي وخلال تجربته الإعتقالية أثبت بارادته وقناعاته الراسخة بحتمية الإنتصار بأن المناضل يستطع الصمود وعدم البوح بأسرار المقاومة رغم أساليب التعذيب القاسية التي تنتهجها المخابرات الإسرائيلية".

وأكد فروانه بأن المناضل إذا ما صُقل جيداً قبل خوض تجربة التحقيق وتربى على ثقافة الإعتقال والصمود، فمن المستحيل فك عقدة لسانه وانتزاع الاعترافات والمعلومات منه، رغم حجم الضغوطات النفسية والجسدية وأساليب التعذيب اللإنسانية التي تستخدمها رجال المخابرات الإسرائيلية ضده،

واشار فروانة إلى أن التعذيب في سجون الإحتلال قاسي، بل ومميت أيضاً ، ويمارس كسياسة مؤسسية ممنهجة تحظى بغطاء قانوني وحصانة قضائية ، وجزءاً لا يتجزأ من معاملة المعتقلين اليومية، ويترجم في عشرات الوسائل والطرق والأشكال حتى وصلت الى أكثر من سبعين شكلاً، ويهدف التعذيب الى انتزاع الإعترافات من المعتقل وتثبيت إدانتهم بالتهم الموجهة إليهم وفقاً لقوانينهم ، والكشف عن جوانب العمل السري بالإضافة الى قتله جسدياً ومعنوياً، منوهاً أنه وجراء ذلك استشهد 70 أسيرا منذ العام 1967 ولغاية اليوم، ومع ذلك فان هناك المئات ولربما الآلاف من التجارب الفردية والجماعية، لأسرى استطاعوا الصمود أما تحقيق المخابرات الإسرائيلية منهم الشهيد الأسير مصطفى العكاوي.

يذكر بأن الشهيد مصطفى عبد الله العكاوي، اعتقل عدة مرات وكان آخرها بتاريخ 22-1-1992 ، وذلك من منزله في ضاحية البريد شمال القدس، في اطار حملة هي الأوسع لأعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان عمره آنذاك ( 35 عاماً ) ومتزوج وله ابن واحد اسمه عبد الله، وتعرض مصطفى لأبشع وسائل التعذيب من أجل انتزاع اعتراف منه او معلومات عن رفاقه، لكنه صمد ولم يستسلم، وصموده الأسطوري قاده للإستشهاد في زنازين سجن الخليل بتاريخ 4-2-1992 .

وناشد فروانة كافة المعتقلين أصحاب الخبرة والتجارب الطويلة بأن يدونوا تجاربهم ونصائحهم ، وكل ما يتردد لمسامعهم من المعتقلين الجدد عن أساليب تحقيق جديدة، ونقلها للآخرين، مؤكداً على أن للشعب الفلسطيني خبرات طويلة تراكمية في أقبية التحقيق وزنازين الإعتقال عبر العقود الماضية، كفيلة بأن يكون للشعب الفلسطيني مئات الكتب والدراسات التثقيفية في هذا المجال، بهدف تسليح المناضلين بالمعارف المسبقة والعلمية حول التحقيق وأساليبه، وبما قد يتعرضون له من أساليب المكر والخداع وما يعرف بـ " العصافير" وغيرها ، مع تقديم شروحات عن أفضل الطرق وآليات المواجهة وكيفية الصمود، كضرورة ملحة لحماية الثورة والمقاومة والمناضلين والمجاهدين الآخرين، مع الإيضاح لهم مدى خطورة الإنهيار أو الإعتراف أوتقديم المعلومات الجزئية المجانية للإحتلال.

وأكد فروانة بأن مصطفى العكاوي لم يكن الأسير الوحيد الذي استشهد داخل أقبية التحقيق، حيث سبقة وتبعه الكثيرين من رفاقه ومن الفصائل الأخرى منهم محمد الخواجا وخليل أبوخديجة وابراهيم الراعي وخالد الشيخ علي وعطية الزعانين وغيرهم .