الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الغزيون اولى بايتامهم:"بيلسان" وجدت اما تعوضها حنان الوالدين الشهيدين

نشر بتاريخ: 06/04/2009 ( آخر تحديث: 07/04/2009 الساعة: 07:41 )
غزة-خاص معا-خضرة حمدان- إلى الجنوب من قطاع غزة حيث تصطف الاشجار إلى جانبي الطريق السريع وتموج الأرض باخضرارها مع بدء الربيع، ستبدأ بيلسان ابنة الشهداء بتعلم كلمتي ماما وبابا في غير مكان ولادتها ولغير والديها.

بيلسان عشرة اشهر فقط لم تحظ سوى بعدد قليل من أيامها بين أحضان الأم التي انجبتها ووالدها الحقيقي، بعد ان أطفأت نيران المدافع على غزة وتحديدا في العاشر من شباط /فبراير الماضي تداعت المواطنة م- خ وزوجها خ- خ من جنوب القطاع إلى شماله بحثا عن أطفال الشهداء " الأيتام" فكان لهم ما أرادوا واليوم هي تمرح بين أذرعهم ولا تكاد تصل إلى الأرض من فرط الشوق لحمل طفل يبكي أو يضحك في أنحاء منزل لم يجرب هذه العادة على مدار تسع سنوات من الزواج دون إنجاب.

م- خ التي نتحفظ على اسمها وتتحفظ كذلك على اسم الطفلة الحقيقي عانت الأمرين كما تقول وكانت تموت في كل يوم مائة مرة رغبة بطفل يناديها بلقب تتمناه كل امرأة " ماما" كانت تعلم أنها لن تنعم بهذه النعمة لأن العقم " لدى الزوج" الذي ترفض التخلي عنه، ولكنها اليوم تشعر بسعادة لم تجربها قط هي السعادة التي يتوجها خوف مجهول مصدره فالأم الجديدة تخشى ان يظهر اقرباء للطفلة بيلسان ينتزعون منها الحلم والأمل بالمستقبل.

ولكن فيما اذا حدث هذا بالفعل قالت مازحة:" إما سأقتلها أو سأقتل نفسي" السؤال لم لم تحتضن طفلا في ظل مجتمع يفضل الأطفال الذكور قالت:" الفتاة أكثر حناناً وهي حين تتزوج ستجلب ابنا لي أما الفتى فتأخذه زوجته وتبعده عني".

بيلسان تحظى اليوم بصدور حنونة بعد ان فقدت عائلتها بالكامل كما أنها ترزق في كل يوم بالحليب والبامبرز وكل ما يشتهيه الأطفال دون عناء يبذله الوالدان الجديدان، يحبها الجميع وتكاد تكون ولدت في المكان دون أن تعلم.

إلى البيت حيث تقطن الطفلة اليتيمة الآن يتداعى العشرات من الراغبين في احتضان الأطفال الأيتام منهم من لم يرزق بأطفال من قبل وآخرون لديهم أطفالا ذكورا دون اناث أو بالعكس، القضية ليست انها سوق للبيع ولكن كما تقول الأم م. خ :" نحن أولى بأيتامنا فهم لحمنا ودمنا ولماذا نتركهم للغير ليحتضنهم وبإمكاننا فعل ذلك".

اما زوجها فيقول لمعا:" كلما حملتها إلى الشارع يتداعى إلي الجيران مهنئين وكأنها ابنتي الحقيقية وأشعر بالسعادة في عيونهم هنا أعلم حقا ان اهل غزة طيبين ولا يفرطون بأبنائهم".

يضيف:" جاءني فاعل خير وتكفل بمبلغ مادي كل شهر لأجل ابنتي بيلسان ولكنني رفضت فإنني أحب أن أنال أجر الاحتضان كاملا كما انها منذ اليوم طفلتي وابنتي ولم لا انفق عليها وقد كنت اتمنى من يناديني بابا".

الحرب على غزة كما قالت وزارة الشئون الاجتماعية خلفت قرابة 1350 يتيما بعضهم تكفله الأقارب وآخرون تكفلتهم عائلات ميسورة الحال والباقي ذهب إلى دور الأيتام وتكفلته الحكومة بغزة.

إحدى الموظفات في بيت للأطفال الأيتام قالت ان سيدة مسنة جاءت تحمل طفلة صغيرة قالت انها حفيدتها لابنتها وانها لا تستطيع الإنفاق عليها وطلبت ان تتكفلها عائلة بغزة مشترطة ان لا يتم تغيير اسمها الحقيقي.

هذه القضية لم تؤثر على م. خ التي قالت انها لا تهتم بالعائلة التي اتت منها طفلتها بيلسان بقدر اهتمامها بالطفلة نفسها التي ستناديها بأمي.

هناك في خانيونس تداعت عدة عائلات جنوبية إلى احتضان أطفال الشهداء، منهم من انتهى إلى هذه الفكرة بعد ان خاض عراكا مع الذات والمجتمع والأقارب وجعل من تكفل الأيتام بالمنازل سنة لمن قلده من بعده، عائلة "ر" بخانيونس احتضنت فتاة من عائلة العثامنة هكذا قيل لنا – للتذكير العثامنة- هي العائلة التي استشهد في صبيحة يوم من العام 2007 "19 " من ابنائها وبقيت الفتاة بلا والدين، في عائلة الكفيل من الجنوب كان الرفض لجلب يتيم خشية تسجيل الاملاك باسمه وحين احتضن الأب العقيم طفلة العثامنة ظن الأقارب أن ذلك أهون الشرين فما كان من الكفيل إلا أن كتب كل ما يملك كالبيت والأرض ورصيد بالبنك باسم تلك الفتاة وسد باب الذرائع على اشقائه وأبنائهم.