تبادل الاتهامات بين وزارة الصحة وحركة حماس حول العلاج بالخارج
نشر بتاريخ: 21/04/2009 ( آخر تحديث: 22/04/2009 الساعة: 10:23 )
غزة - معا - تبادلت وزارة الصحة وحركة حماس اليوم الاتهامات حول اليات العلاج بالخارج وذلك في اعقاب وفاة نحو 13 مريضا في القطاع بسبب عدم السماع لهم بالسفر لتلقي العلاج بالخارج .
ففي حين حملت حركة حماس وجهات حقوقية وزارة الصحة المسؤولية فقد نفت وزارة الصحة الاتهامات الموجهة لها متهمة حركة حماس بالعمل على تضليل منظمات حقوق الانسان فيما يتعلق بموضوع التحويلات للحالات التي يصعب علاجها في مستشفيات القطاع .
ففي غزة دعا مرضى وحقوقيون وأطباء وممثلون للمجتمع المدني وشخصيات أهلية في قطاع غزة الرئيس محمود عباس للتدخل الفوري والعاجل لحل أزمة دائرة العلاج بالخارج والتي أسفرت عن وفاة 13 مريضا من قطاع غزة.
كما ناشد ذوو المرضى كافة الضمائر الحية بالنظر إلى معاناتهم والرفق بهم وعدم استغلال مرضهم بالنزاع السياسي.
وعرضت اليوم الثلاثاء والدة مريض من قطاع غزة آثار مرض السرطان على ابنها الشاب وهو اخرس وأبكم وقالت: انها اضطرت صباح اليوم لتنظيف جروحه من الديدان، محذرة من استفحال المرض بجسد ابنها.
وطالب معتصمون اليوم في خيمة اعتصام دعت لها الجبهة الشعبية بوضع حد للخلاف السياسي الذي أصاب كل مفاصل حياة المواطن الفلسطيني داعين طرفي الانقسام إلى عدم استغلال معاناة الإنسان الفلسطيني والمريض كورقة ضغط باتجاه ما، وطالبوا بتحييد القطاعات الخدماتية لا سيما القطاع الصحي وتجنيبها الصراع السياسي الداخلي.
واتهم اياد السراج مدير برنامج غزة للصحة النفسية وزير الصحة د. فتحي ابو مغلي ، بتعطيل تشكيل لجنة طبية مهنية تعمل بشكل مهني، بحث على ادارة دائرة العلاج بالخارج في حين تم تسلم موافقة من وزير الصحة بالحكومة المقالة على بدء العمل بالدائرة وفق موافقة رام الله على اسماء الأطباء باللجنة التي تم التوافق عليها في الثاني عشر من الشهر الجاري.
وقال خليل شاهين المتحدث باسم مؤسسات حقوق الانسان العاملة في قطاع غزة ان جميع العاملين بالوزارة في رام الله فشلوا في إقناع الوزير بالموافقة على اللجنة التي تم التوافق عليها بين الوزارتين بغزة ورام الله وبرعاية منظمة الصحة العالمية على حد قوله .
وقال ممثلون عن الأطر الطبية في قطاع غزة انه يجب فتح تحقيق فوري بوفاة 13 مريضا جراء هذه الأزمة محذرين من استمرارها وتهديدها لحياة 800 مريض يعانون بشكل خطر ويتهددهم الموت المحتوم في حال لم يتم إنهاء الأزمة وفورا.
من جانبه وصف خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الانقسام السياسي بـ " المقرف والمقزز" وبأنه وصل إلى كافة مفاصل حياة المواطنين الذين يدفعون فاتورة الحصار والاحتلال والانقسام وقادة يتفرجون على معاناتهم.
وحذر البطش من عدم انجاز المصالحة الوطنية قبل حلول عام 2010 مؤكدا ان هناك خطرا حقيقيا على المواطنين الذي يعانون بشكل بالغ جراء هذا الانقسام السياسي.
وزارة الصحة تنفي وتحمل حماس المسؤولية :
وفي بيان صحفي وصل معا نسخة منه نفت وزارة الصحة الاتهامات الموجهة لها متهمة حركة حماس بالعمل على تضليل منظمات حقوق الانسان فيما يتعلق بموضوع التحويلات للحالات التي يصعب علاجها في مستشفيات القطاع .
واتهم البيان" قيام القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس باقتحام دائرة التحويلات للخارج في وزارة الصحة بمدينة غزة وطردت مديرها د. بسام البدري وطاقمه بالكامل حيث صادرت الأختام والأوراق الرسمية للدائرة، وفرضت موظفين من قبلها بديلاً عن الموظفين الشرعيين التابعين لوزارة الصحة، ثم تبع ذلك قيام باسم نعيم باستبدال مدير الدائرة باخر من حماس واستبدال الموظف المكلف بالتنسيق للمرضى مع الجانب الاسرائيلي بمنسق أمني من حماس، حيث قاموا بالاتصال بكافة المستشفيات خارج البلاد يطلبون منهم التعاون في استقبال المرضى المحولين من قبل الكادر المعين من حماس لدائرة العلاج بالخارج". واعتبرت الوزارة ان هذه الإجراءات التي وصفتها بغير مسؤولة قد أدت الى تعطيل تحويل المرضى.مشيرة الى انه تم الاتفاق على ضرورة تراجع حماس عن استيلائها على مكاتب العلاج بالخارج، وعن اقصائها لموظفيه وللمنسق المسؤول عن عبور المرضى.
ووصفت الوزارة اللجنة الطبية العليا بلجنة فنية مهنية يتم بالعادة تغيير طاقمها دورياً كل ثلاثة شهور، واعادة تشكيلها لن يكون عائقاً امام خدمة المرضى.
وقالت الوزارة ان اللقاءات تزامنت مع وجود ممثلي الرئيس محمود عباس في غزة لانجاح الحوار وقد جرى اتصال من قبل الاخ مروان عبد الحميد مع وزير الصحة د.فتحي ابو مغلي، حيث أبلغه ان هناك جهوداً لحل مشكلة تحويل المرضى الذين يحتاجون للعلاج خارج البلاد، وقد رحب الأخ الوزير بهذه الجهود، وأبلغ الاخ مروان ان وزارة الصحة مع اي اجراء يسهل الامور شريطة الانسحاب من مكاتب العلاج والتراجع عن اقصاء العاملين.
وتحدث بيان الوزارة عن تفاصيل ما حدث قائلا:في يوم 14/4 جاء الاخ مروان عبدالحميد يحمل كتابا" موقعا" من د. باسم نعيم يفيد بان الامور عادت الى ما كانت عليه قبل 22/ 3 فقام وزير الصحة على الفور بتقديم قائمة من سبعة أطباء أكفاء في سبع تخصصات مختلفة، وقام الاخ مروان بالاتصال مع كل من الدكتور اياد السراج والدكتور زكريا الاغا والدكتور فيصل ابوشهلا، فقط الدكتور اياد السراج ويبدو بعد ان تشاور مع حماس عاد على الهاتف طالباً تغيير اسمين من القائمة، وتم تغيرهم بأخرين، اكد بعدها الدكتور السراج الموافقة عليهما، تم الاتفاق على اللجنة، وقام وزير الصحة من موقع مسؤوليته بابلاغ موظفي دائرة العلاج في غزة بالعودة الى العمل صباح اليوم التالي، ولكن وفي صبيحة اليوم التالي تم منعهم من قبل حماس من دخول المكاتب بحجة أن حماس تعترض على اللجنة".
واضاف البيان "ان وزير الصحة ومن موقع مسؤولياته والأمانة التي أوكلت إليه للقيام بالواجبات المطلوبة بكل صدق وامانة، يضع امام سيادة الرئيس ودولة رئيس الوزراء وامام المنظمات الانسانية، ومنظمات حقوق الانسان، وامام الشعب الحقائق كما هي مؤكداً على ضرورة أن يحيِّد الانقلابيون معاناة المرضى من مخططاتهم، وأن يرحموا شعبنا في القطاع الجريح، وكفاهم ما ألحقوا به من مآس وجراح وآلام ، وليتركونا كي نخدم شعبنا، ونخفف الامه وجراحه، مؤكدين في نفس الوقت أن اطباءنا ومستشفاياتنا في قطاع غزة تملك القدرة والمهارات والتجهيزات على التعامل مع معظم الحالات المرضية في حال أوقفوا سياسة الاقصاء بحق الكفاءات الادارية والفنية والتي باتت معطلة بفعل هذه الاجراءات التي يتبعونها للعمل ، كما أنه لا بد من تغيير ثقافة ان العلاج الجيد لا يكون الا خارج الوطن، فلقد تبين خلال العدوان الاسرائيلي الهمجي الاخير على القطاع مدى قدرة اطبائنا على التعامل بكفاءة مع الحالات المرضية، ومع الاصابات وبشهادة كل اطباء العالم الذين تابعوا معالجة هذه الحالات المرضية والاصابات التي حولت للخارج للعلاج".