الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقد حاصرتنا النيران من جميع الاتجاهات: ضابط في قوات المستعربين يروي لحظات الرعب التي استبدت بجنوده ف

نشر بتاريخ: 15/02/2006 ( آخر تحديث: 15/02/2006 الساعة: 15:33 )
معا - الضابط "أ " ضابط متميز في وحدات المستعربين وحصل على شهادة تقدير لتنفيذه عملية اغتيال قائد سريا القدس في شمال الضفة لؤي السعدي لكنه في اعقاب معركة قباطيا قرر ان لا يخرج في عملية اخرى .

وقبل الشروع في عملية تصفية جديدة داخل مدينة جنين قرر الضابط الخروج من السيارة التي كانت من المفترض ان تقله وجنوده الى داخل جنين ليبلغ الضابط االمسؤول بعدم قدرته على تنفيذ العملية خشية على حياته .

هذا الرفض كلف الضابط "أ" حياته المهنية اذ تم فصله من الخدمة ووصفه بالجبان هو وثلاثة من جنوده الذين رفضوا تنفيذ المهمة .

بعد ان سرح من الخدمة العسكرية واصبح بمقدوره ان يروي ما حظر عليه اثناء الخدمة قرر ان يبوح بسريرته لصحيفة يدعوت احرونوت مستهلا حديثة بلوم شديد لقيادة الجيش ووحدة الدفدفان التي خدم فيها فقال " القوا بنا كالكلاب ولم تشفع لنا خدماتنا الكبيرة التي قدمناها للوحدة ففي اللحظة التي احتجنا فيها للعلاج كجنود مصابين بحالة نفسية قرر القاءنا خارجا ووصفنا بالجبناء ".

واستطرد الضابط "أ" عملية قباطيا التي تسابقت الصحف الاسرائيلية على كيل المديح لها ووصفها بالعملية الناجحة لكن احدا لم يسأل الجنود عما حدث لهم هناك وكيف عاشوا ثلاث ساعات مع الموت لذلك قررت رواية قصتها الحقيقية وقصتنا مع الموت علنا نستيطع شرح الخوف الذي اقعد الجنود عن تنفيذ المهمة في مدينة جنين .

ان وحدة الدفدفان مثلها مثل وحدات المستعربين الاخرى لاتعرف الراحة فلم يخل يوم سبت من استدعاء عاجل ينتزع افرادها من احضان اسرهم ليجدوا انفسهم بعد دقائق في ميدان القتال وهذا ما حدث يوم 30/10/2005 حيث ابلغ الشاباك وحدة المستعربين ان نشطاء الجهاد الاسلامي ارشيد كميل وجهاد عويضات موجودان في شقة سرية بمدينة قباطيا .

عملية التصفية القيت على عاتق وحدتي خاصة وانها كانت في اوج تألقها بعد نجاحها في تصفية لؤي السعدي قبل اسبوع من هذا التاريخ وفعلا استقلينا السيارات ووصلنا للنقطة التي حددها الشاباك حيث قفزنا من السيارات لننهي عملية تصفية الاثنين في اقل من دقيقة ونصف الدقيقة وهذا الجزء الذي توقف عنده الاعلام بالمديح والتهليل .

ولم يذكر الاعلام او اي احد شيئا عن فلم الرعب الذي عشناه هنال حيث فتحت علينا نار جهنم ومن جميع الاتجاهات .

ويضيف الضابط" مساجد وبيوت وشجيرات بلدة قباطيا جميعا كانت نقاط اطلاق نار مجنونة ونحن موجودون في منطقة مفتوحة ولم يتبق لنا سوى مشاهدة الطلقات النارية وهي تمر من فوق رؤوسنا ويسكننا شعور بان النهاية قد اقتربت ولن نخرج احياء من هذا المكان .

اثناء استدعائي لقوات انقاذ عبر جهاز الارسال اخذت انا وجنودي نطلق النار في كل اتجاه فلم نكن نميز مصادر النيران الفلسطينية لذلك اطلقنا في جميع الاتجاهات مستترين خلف مواقع دفاعية تعيسة مثل سيارة كانت متوقفه بالمكان وحائط بائس لا يقوى على الوقوف منتظرين فرج قوات الانقاذ وفي خلدنا فقط اننا يجب ان نكسب الوقت الثمين حتى وصول القوات لكن الاصابة في مثل هذه الظروف تعني الموت المحقق .

وخلافا لكل العمليات السابقة التي حسمت بمجرد وصول قوات الانقاذ ساء وضع المعركة في قباطيا بمجرد وصول هذه القوات التي تعرضت لنيران فتاكة بمجرد دخولها البلدة وكانت الساعة السادسة حيث يعود معظم سكان البلدة من اعمالهم لكنهم هذه المرة لم يعودوا الى بيوتهم بل امطروا قوات الانقاذ بنيران حامية ومجنونة دون ان يؤثر على مستوى اطلاق النار باتجاهنا بل على العكس ازداد ضراوة وكأن جميع سكان قباطيا يطلقون علينا النار دفعة واحدة ودون توقف .

س- ما هو وضع قواتك في هذه اللحظة ؟

ج- اطلاق النار علينا لم يتوقف بل ازداد خطورة خاصة وان فلسطينيا يملك رشاش " ماغ" امطرنا بنيران حامية وحتى المروحيات التي حلقت في سماء المنطقة لم تنج من نيران " الماغ " الفلسطيني فأصابها بعدة رصاصات واستطيع التقدير بان اكثر من 40 مسلحا فلسطينيا اشتركوا في عملية اطلاق النار علينا وحدنا عدا الذين اشتبكوا مع قوة الانقاذ ولم نستطع مشاهدة شيئ سوى الاعيرة النارية تمر من فوق رؤوسنا واصبح جنودي يدافعون فقط عن سلامتهم الشخصية ولا يبحثون عن اي نصر وحسب رسائل جهاز الارسال العسكري فهمت دون شك بانني فقدت اربعة من مقاتلي الوحدة عدا عن صراخ الجنود الذي اصم الاذان وهم يعلنون من خلال جهاز الارسال عدم قدرتهم على الصمود وانهم مكشوفين لنيران المسلحين وحتى الكلب الذي رافقنا ورغم تدريبه على مثل هذه الحالات فقد عقله واخذ ينبح بشكل هستيري وانتزع رتبتي من على كتفي ولم تجد محاولات قائد العملية في تهدئة الجنود المرعوبين من خلال جهاز الاتصال وتأكيده لهم بان قوات الانقاذ في الطريق اليكم لكننا اصبحنا لا نصدق احدا منهم .

س- ماذا دار في رؤوسكم اثناء المعركة ؟

ج- انت سمعت بان من يقترب من الموت يستحضر شريط حياته في لحظات هذا ما حدث معنا لقد استحضرنا شريط حياتنا في لحظات تماما كفلم مصور وتذكرنا عائلاتنا التي تركناها منذ لحظات وتبادلنا بعض النكات السمجة علها تخفف من رعبنا .