الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

طولكرم تحت جنازير الاقتحامات..شرطي فلسطيني: اخجل من ارتداء الزي الرسمي..جندي اسرائيلي: نتعمد عرقلة حركة الفلسطينين

نشر بتاريخ: 25/02/2006 ( آخر تحديث: 25/02/2006 الساعة: 23:47 )
طولكرم - معا - باتت عمليات الاقتحام للمنازل واعتقال المواطنين في محافظة طولكرم واقعا مريراً يعيشه المواطنون حيث يشكل عامل ضغط عليهم في ظل تزايد اعداد العائلات التي تفقد ابناؤها خلف القضبان الاسرائيلية في لحظة دون معرفة مصيرهم او فترة غيابهم .

وتضاعفت عمليات التوغلات والاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلية في الآونة الاخيرة مع إحكام الحصار وتشديد الخناق على حركة المواطنين الامر الذي خلق حالة من الحيرة والارباك في كافة مناحي الحياة اليومية .

وعادة ما يقوم جيش الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ حملاته العسكرية في ساعة متأخرة من الليل مما يسبب نشر الخوف والرعب في نفوس كبار السن والنساء والاطفال تحت حجج واهية تعود الاهالي على سماعها مثل ملاحقة المطلوبين كما يدعي جيش الاحتلال .

ويرى العديد من سكان المحافظة ان حملات الدهم والاعتقال التي ينفذها جيش الاحتلال ويمارسها بشكل منتظم , تأتي غالباً وترتبط مع القرارات السياسية الاسرائيلية العليا ولتحقيق اهداف حزبية عبر هذا التصعيد كلما اقترب موعد استحقاق اسرائيلي داخلي مثل ( الانتخابات ) .

وفي تقارير صادرة عن نادي الاسير الفلسطيني في محافظة طولكرم يبين ان اعداد الاسرى والمعتقلين من ابناء المحافظة في تزايد مستمر حيث وصل ما يقارب 1000 اسير حيث كان في العام الماضي 650 اسيرا .

وتفيد التقارير ان ما يقارب ان أكثر من 20 اسيرا هم من الاطفال حيث لا تتجاوز اعمارهم الــ 17 عاماً اضافة الى 10 اسيرات يعانين ظروفا اعتقالية صعبة جداً وبحاجة الى علاج .

وفي ذات السياق تشكل الحواجز العسكرية الاسرائيلية المنتشرة في شتى ارجاء المحافظة الثابت منها والمفاجيء الموزعة على الطرق الواصلة بين التجمعات السكانية في كافة المحافظة , حيث يواجه المواطنون خطرا دائما عبر عمليات الاذلال والاعتقال اليومية على هذه الحواجز .

وعن عمليات الاقتحام تحدث شرطي فلسطيني يعمل في شرطة مدينة طولكرم رفض الكشف عن اسمه " اخجل على نفسي ان ارتدي اللباس العسكري واحمل السلاح , فكل عملية اقتحام نبلغ من قبل قيادتنا ان نلتزم مقراتنا ونخلع الزي العسكري ونخفي سلاحنا " .

ويتابع الشرطي " اصبحنا لعبة بيد الاحتلال " اخلع ... البس " فإذا اردنا ان ننفذ حملة لحفظ الامن والنظام في المدينة نواجه معوقات من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي اصبح لا يفارق المدينة في توغلاته واقتحاماته , حياتنا معرضة للخطر , والإهانة والتحقير " .

يوسف خميس صاحب محل لبيع الملابس " الشيكات راجعة , والبضاعة مكدسة , ولا زبائن , اهلنا في الخط الاخضر ممنوعون من الدخول والتسوق في المدينة , ليس ذلك فقط , بل اهلنا في القرى والبلدات المجاورة يواجهون صعوبات كثيرة في وصولهم الى المدينة , هم يتعرضون للإذلال والتحقير من قبل جنود الاحتلال المنتشرين على مداخل المدينة " .

مهند عزام سائق سيارة اجرة " لا استطيع ان اوفر ثمن السولار الذي اضعه في السيارة , الوضع الاقتصادي صعب والمواطنون لا يرغبون في ركوب السيارات حتى يوفروا ما لديهم من مال ان وجد , عندما احصل على زبون يريد السفر من طولكرم الى قرية جيوس البعيدة عن المدينة
مسافة 7 كيلو متر , اريد من الوقت ما يقارب الــ 4 ساعات وانا اقف على حاجز جباره الاسرائيلي , وبهذا يا دوب احصل على " نقلتين او ثلاثة بالكثير " .

مي عرفه طالبة جامعية في جامعة القدس المفتوحة تسكن في منطقة الكفريات " انا مقصرة في تحصيلي العلمي , بل متعبة جداً واعاني من الحواجز الاسرائيلية , اخرج من بيتي عند الساعة الخامسة فجراً حتى اتمكن من الوصول الى الجامعة عند الساعة الثامنة صباحاً بسبب حاجز جبارة " الحقير " " .

وتتابع مي " عندما انتهي من دوامي عند الساعة الثانية بعد الظهر اواجه مشكلة اخرى ايضاً على ذات الحاجز الذي اقف عليه مدة 3 الى 4 ساعات حتى اتمكن من العبور والعودة الى منزلي , انه متعب جداً , اصبح وقتي ضيق , لا استطيع ان اوفق بين دراستي وصلاتي واحتياجاتي الشخصية " .

مراسلنا تمكن من الحديث مع احد الجنود المتواجدين على حاجز جباره العسكري الاسرائيلي جنوب مدينة طولكرم وسأله :

لماذا كل ذلك ... انتم تضيقون على المواطنين من غير سبب .. لديك من الوقت الكثير لكي تسمح بمرور اكبر عدد ممكن من المواطنين .. هناك اطفال ونساء ... لما تتعمد تأخيرهم ؟؟؟

اجاب الجندي قائلا: " لدينا اوامر بإعاقة مرور الناس عبر الحواجز وتأخيرهم قدر المستطاع , نحن قادرون ان نسمح لهذه الجموع بالمرور خلال اقل من نصف ساعة , ولكن الاوامر عكس ذلك , نحن نتعمد ذلك " .

ويضيف الجندي " انتم اهالي طولكرم خرج من بينكم " ارهابيون " من الجهاد الاسلامي وقتلوا اسرائيليين , فمطلوب منكم ان تطردوهم , ومطلوب منا ان نلاحقهم , هم يشكلون خطراً حقيقياً علينا , نحن عرضة للقتل في أي لحظة , الا تفهم ذلك ؟؟ "

ولكن .. ما ذنب هؤلاء الناس والاطفال والنساء ؟؟ الا تشعر بالحزن عليهم وهم يقفون هنا منذ اكثر من ساعتين ؟؟

" لا تسألني انا .. اذهب واسأل القادة الاخرين .. انا انفذ الاوامر فقط ورجاءً اتركني اعمل واذهب انت لتعمل "