الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإرشاد الأسري.. بعض المشكلات التي تطرحها الباحثة في المجتمع الفلسطيني

نشر بتاريخ: 04/08/2021 ( آخر تحديث: 04/08/2021 الساعة: 17:54 )
الإرشاد الأسري.. بعض المشكلات التي تطرحها الباحثة في المجتمع الفلسطيني

الباحثة: شهد نهاد سليمان

كلية الإقتصاد والعلوم الإجتماعية – جامعة النجاح الوطنية

من الحقائق التي لا خلاف عليها أن الأسرة عماد المجتمع، وقاعدة الحياة الإنسانية، وأنها إذا أسست على دعائم راسمة من الدين والخلق والترابط الحميم، فإنها تكون لبنة قوية في بنيان الأمة وخلية حية في جسم المجتمع.

ومن ثم كان صلاح الأسرة هو السبيل لصلاح الأمة وكان فسادها وانحلالها مناط فساد المجتمع وانهياره، وإذا ألقينا نظرة على حال الأسرة في هذا العصر نجد أنها قد هبّت عليها رياح التغيير وتسللت إليها الأدواء الفتاكة، فأصبحت تعيش في جو مملوء بضباب التباعد بين أفرادها الذين يعيشون حياة جافة بعيدة عن الجو الأسري الحميم القائم على التعاطف والحنان والمشاعر القلبية الصادقة والاحترام المتبادل، وطفا على السطح الأسري العناد والجفاف العاطفي وأصبح الزوجان يعيشان كخصمين في حلبة مصارعة ينتهز كل طرف منهما الفرصة، ليُسدد للطرف الآخر الضربات القوية واللكمات الموجعة، التي اختفى معها الدفء الأسري والروابط الحميمة التي ظلت عماد الأسرة المسلمة، ومصدر قوتها وعزتها في العصور السابقة.

فقد قمت بطرح بعض الأسئلة من خلال عمل مقابلة مع ثلاث أُسر وكانت الأسئلة كالأتي :

-السؤال الأول : ما هي أكثر المشكلات التي تواجهونها كأسرة؟

بعد تحليل الاستجابات عن هذا السؤال توصلت إلى أن أكثر المشكلات التي تواجهها الأسرة ويمكن إجمالها كالأتي :

- العناد بين الزوجين.

- غياب الزوج معظم الوقت.

- اختلاف الزوجين على طريقة تربية الأبناء.

-السؤال الثاني : كيف يتم التعامل مع مشكلات الأسرة؟

بعد تحليل الاستجابات عن هذا السؤال توصلت إلى أكثر الأمور التي يتعاملون بها مع مشكلات الأسرة ويمكن إجمالها كالأتي :

- قيام الزوجة بتلبية جميع احتياجات الزوج.

- تعبير الزوجة عن حبها للزوج وعدم إهماله.

- تجنب الزوجة الأمور التي تغضب الزوج.

- مراجعة الزوجة لنفسها واعترافها بالذنب.

-السؤال الثالث : ما طبيعة القواعد الأسرية المتبعة من حيث المسموحات والممنوعات وكيف يتم تقسيم أعمال المنزل؟

بعد تحليل الاستجابات عن هذا السؤال توصلت إلى هذه الأمور التي تتبعها أغلب الأسر في مجتمعنا بماهية المسموحات والممنوعات وهي كالأتي :

-تحمل الزوجة كل شغل البيت غالباً.

-سماح الزوج للزوجة وإعطاءها الحرية في بعض الأمور.

-الأمور المسموحة والممنوعة حسب الدين الإسلامي.

-السؤال الرابع : كيف يتم اتخاذ القرارات في الأسرة ومن هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة؟

بعد تحليل الاستجابات عن هذا السؤال توصلت إلى أن اتخاذ القرارات في الأسرة ومن هو صاحب الكلمة الأولى والاخيرة وكانت الاجابات كالأتي :

-الزوج له الكلمة في البيت.

- المرجع الأساسي هو الزوج.

- كافة القرارات تكون بيد الزوج ولكن بعض الأمور والقرارات تتخذها الزوجة لأنها تعلم أن الزوج سيوافق عليها.

أولاً : العناد بين الزوجين :

من أهم أسباب المشاكل الزوجية، فنلاحظ أحياناً أن كل طرف من الزوجين يتمسك برأيه ولا يتنازل عنه.

يعتبر العناد بين الزوجين من مسببات زيادة فترة الخلاف، وقد يصل للطلاق، ما يجعل استشاريين العلاقات الأسرية يواجهوا صعوبة في إقناع الطرفين بفكرة الرجوع، فالعناد يصل إلى هوية الطلاق.

على الزوجين التنازل وضرورة الإنصات لبعضهما والمشاركة والاحترام والاقتناع والإيمان بضرورة المشاركة وتحديد هدف التنازل من أجل من الآخر، وعلى الزوج أن يحاول علاج الأمور بشكل يليق بكلا من الطرفين ولابد من احترام عمر العلاقة التي تجمعه بزوجته.

كما ينبغي على الزوجة بعدم العناد مع الزوج وطاعة أوامره خاصة وأنه يطلب أموراً لمصلحة الزوجة وتفيدها وليس فيها ما يضرها.

قامت الباحثة بعمل مقابلة إرشادية مع إحدى الزوجات والتي تم من خلالها طرح عدة أسئلة تخص بها ماهية المشكلات.

"زوجي لا يلبي طلباتي فيعمل على تأجيل كثير من الأمور، وشعوري أني القائد السري والعنصرية الأساسي لتلبية الحاجات، وزوجي لا يستمع لي ويعاندني في بعض الأمور ".

بناءً على ما ورد هناك عدة استراتيجيات للتعامل مع عناد الزوجين ويمكن إجمالها كالآتي :

يجب التحلي بالصبر لكلا الزوجين ومساعدة بعضهم البعض ودعم بعضهم ومحاولة تقرب الزوجين من بعضهم فهي طريقة فعالة لحل الخلافات، فتسمح لهم بالإنصات لبعضهم وإيجاد الحلول،

تجنب الإجباري على أمرٍ ما فكثير من الحالات يكون فيها سبب العناد الإجباري على أمر معين وعدم ترك الفرصة للاختيار والتقرير، ومحاولة خلق الحديث الذي يتسم باللطف والصراحة.

ثانياً : غياب الزوج في معظم الوقت

كثير من الأزواج تضطرهم الحياة للبحث عن مصدر للدخل بعيداً عن أسرته، الأمر الذي يبعده عن أهله وأولاده بسبب ضيق الرزق وعدم توفره، ولعوامل تحول بينه وبين جني الرزق فيضطر

فيضطر للعمل لساعات طويلة فلا شك أن العمل لساعات طويلة يخلّف آثار نفسية واجتماعية، فإنشغال الزوج في العمل الذي يعمل به فهو بالغالب يستنزف جُلّ وقته حتى يستطيع توفير المال الكافي فيعمل ساعات طويلة وفوق طاقته مما يعرض نفسه للمشكلات بينه وبين الزوجة بسبب البعد لفترات زمنية طويلة.

قامت الباحثة بعمل مقابلة إرشادية مع أحد الزوجات التي من خلالها يتم طرح عدة أسئلة تخص بها ماهية المشكلة.

" زوجي جُلّ وقته العمل لكسب الرزق هذا ما جعل منه إنسانا يتحلى بالعصبية في حال تواجده في البيت وعدم تحمل المسؤوليات بسبب فترات العمل الطويل الذي جعل منه إنساناً لا يهتم بأي مناسبة سواء كانت اجتماعية أو عائلية ".

بناءً على ما ورد هناك عدة استراتيجيات متعددة للتعامل مع غياب الزوج في معظم الوقت :

من المهم جداً أن يكون بين الزوج وزوجته اتصال دائم حتى يشعر كل طرف باهتمام متبادل ويجب تقدير ظروفه قدر المستطاع لأن الزوج لا يترك منزله والدفء الأسري سوى من أجل أسرته وحياته فيجب تقدير أنه يمر في ظروف صعبة فمحاولة التخفيف عنه ومحاولة الخروج في زيارات عائلية أو اجتماعية خلال فترات الإجازة إذا سمحت الظروف.

ثالثاً : اختلاف الزوجين على طريقة تربية الأبناء :

إن الحياة بعد الزواج لا يمكن أن تستمر دون أن يكون هناك اتفاق بين الزوج وزوجته على كل ما يخص حياتهما معاً، فتربية الأبناء واحدة من أسس الحياة الزوجية بعد الإنجاب، لذا على الزوجين تحديد المسؤوليات والحقوق والواجبات وكل تفاصيل تربية الأبناء كي تستقيم الحياة وتستمر بسلاسة.

قامت الباحثة بعمل مقابلة إرشادية مع إحدى الزوجات التي من خلالها تم طرح عدة أسئلة تخص بها ماهية المشكلة.

" هناك خلافات دائمة على طريقة تربية الأبناء بسبب الاختلافات التي يرجع سببها لتباعد عادات وتقاليد واتجاهات مُتّبعة في تربية الأبناء، وعمل الزوجين يَحول دون الاتفاق على الطريقة المتبعة في تربية الأبناء ".

بناءً على ما ورد هناك عدة استراتيجيات متعددة للتعامل مع اختلاف الزوجين على طريقة تربية الأبناء :

يجب على الزوجين تجاوز كثرة الخلافات وأن يتفقان منذ البداية على الطريقة والأسلوب المُتّبعة في تربية الأبناء، وأن يتعلم كلا الزوجين احتواء الآخر وكذلك حب التمسك بالعلاقة الزوجية.