الخليل-معا- كشف محافظ الخليل، خالد دودين، اليوم الأربعاء، عن حجم الدمار والانتهاكات المتواصلة التي تطال سكان قرية زنوتا جنوب الخليل، والتي تعرضت لهدم منازل مواطنيها، وتدمير المدرسة، والمسجد، والبنى التحتية، في محاولة لتهجير السكان قسراً من أراضيهم.
وأكد أن ما يحدث في زنوتا، يمثل :"نموذجاً صارخاً لسياسات الاحتلال الرامية إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، لصالح التوسع الاستيطاني، وبغطاء كامل من جيش الاحتلال".
وقال المحافظ دودين: تعرضت قرية زنوتا، لهدم شامل لأكثر من أربع مرات، ورغم كل هذه الجرائم، لم تُسجل أي حالة نزوح أو ترحيل طوعي من المواطنين، ما يؤكد صمودهم وتمسكهم بأرضهم وحقوقهم، وسط صمت دولي مقلق".
واستذكر حالة ترحيل طوعي من القرية، وبعد تقديم شكوى لدى محكمة الاحتلال، حصلوا على قرار منها بالعودة الى قريتهم، وألزمت شرطة وجيش الاحتلال حمايتهم من هجمات المستوطنين، كون القرية خاضعة لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي، فعاد المواطنون، لكن هجمات المستوطنون لم تتوقف، ولم تقم شرطة الاحتلال وجيشه بحمايتهم.
أقوال المحافظ هذه جاءت خلال جولة ميدانية قام بها في قرية زنوتا برفقة، وفد دبلوماسي دولي رفيع المستوى ضم ممثلين عن الأمم المتحدة، وعدد من السفارات والقنصليات المعتمدة لدى دولة فلسطين، ومنظمات حقوقية وإنسانية دولية. وتأتي هذه الجولة في وقت تصاعدت فيه حدة اعتداءات المستوطنين، وغياب واضح للمحاسبة الدولية الحقيقية.
من جهتها، قالت القائم بأعمال منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، "سارة بوول" :"إن ما شاهده الوفد في قرية زنوتا، يعكس تحديات إنسانية كبيرة، وانتهاكات تطال حتى أبسط الحقوق، من المأوى والتعليم إلى حرية التنقل والعيش بأمان".
وأكدت أن الأمم المتحدة ستعمل على اتخاذ ما يلزم من إجراءات ضمن إطار عملها الإنساني، ومواصلة الضغط الدولي لحماية المدنيين ووقف هذه الانتهاكات. مشيدة بدور المحافظ في إيصال صوت السكان ونقل الصورة بوضوح وشفافية المستوى.
وشارك في الجولة دبلوماسيون من 12 دولة، من بينها فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، كندا، السويد، إيطاليا، وسويسرا، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأوروبي.
وكان في استقبال الوفد رئيس مجلس قروي زنوتا فايز الطل، اضافة الى رئيس بلدية الظاهرية المهندس علي العوايصة، ومدير هيئة الشؤون المدنية في جنوب المحافظة علاء القطوف، و عدد من أهالي القرية الذين قدّموا شهاداتهم الميدانية حول ما يتعرضون له من تهديد وتضييق مستمر، من الاحتلال ومستوطنيه.