الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تعلن الأمم المتحدة عن قيام دولة فلسطينية عام 2011؟

نشر بتاريخ: 07/09/2009 ( آخر تحديث: 08/09/2009 الساعة: 08:58 )
بيت لحم- معا- نشر الكاتب والمحلل الاسرائيلي عكيفا الدار اليوم "الاثنين" في زواية المقالات بصحيفة "هآرتس" تصورا خياليا لما سيكون عليه الحال في الحادي عشر من أيلول- سبتمبر 2011 جاء فيه:

يوم 11/9/2001 ستنعقد الجمعية العمومية للامم المتحدة في جلسة خاصة لاحياء ذكرى ابشع عملية "ارهابية" شهدها التاريخ المعاصر، أما في القدس فستحتفل اسرائيل بمرور خمسة اعوام دون عمليات تفجيرية، اجهزة الامن الفلسطينية منتشرة في كافة ارجاء المدن الفلسطينية في الضفه الغربية وقطاع غزة، وفي اعقاب فوز حركة فتح في الانتخابات العامة وافقت حماس على قبول شروط اللجنة الرباعية وانضمت لحكومة وحدة وطنية برئاسة سلام فياض، وادت التهدئة الامنية واستكمال بناء جدار الفصل الى ازالة الغالبية العظمى من الحواجز العسكرية المنتشرة على طرق الضفة الغربية، وواصل الاقتصاد الفلسطيني نموه واستقطب استثمارات غربية وعربية وانتشرت المساكن الفاخرة والمراكز التجارية في كل زاوية والى جانبها مهدت شبكة طرق جديدة، واقيمت لجنة تعليم فلسطينية اسرائيلية مشتركة ازالت كافة مواد "التحريض" من المناهج الدراسية، واضطر العديد من الوزراء وكبار المسؤولين الى الاستقالة في اعقاب نشر التقرير السنوي لمراقب السلطة الفلسطينية.

وفي هذه الاثناء وصلت مفاوضات السلام الدائرة في واشنطن بين الوفد الفلسطيني والاسرائيلي الى طريق مسدود، وبعد سنتين من انطلاقها يعلن المبعوث الامريكي وممثل الادارة في غرفة المفاوضات جورج ميتشيل بانه فشل في تحقيق اي شيء ولم ينجح في جسر الهوة بين الطرفين فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي ( الحدود، القدس، اللاجئين، الامن)، وبعد فشل المفاوضات السياسية فقدت خارطة الطريق مفعولها ومعها تحللت اسرائيل من كافة الالتزامات المتعلقة بتفكيك البؤر الاستيطانية وتجميد الاستيطان، ولم يصمد نتنياهو امام ضغوط اعضاء حكومته ووضع بنفسه حجر الاساس لحي جيديد في منطقة E1 التي تبدأ من "معاليه ادوميم" وتنتهي على حدود القدس.

من ناحيتها اعلنت السلطة الفلسطينية وصول المفاوضات السياسية لايجاد حل على اساس دولتين الى نهايتها، وتطالب بتبني حل دولة واحدة لشعبين الا ان حكومة اسرائيل رفضت هذا لاسباب ديمغرافية ورفض منح سكان المناطق حق المواطنة.

وفي صبيحة اليوم التالي اي 29/9/2011 ستفتتح الجمعية العمومية جلستها السنوية وتحاول مجموعة الدول العربية وبعض دول الاتحاد الاوروبي صياغة مشروع قرار لقبول فلسطين عضوا في الامم المتحدة مبني على اساس القرار الاممي رقم 1515 الصادر في شهر تشرين الثاني- نوفمبر من عام 2003 والذي تبنى خارطة الطريق المبنية ضمن اشياء اخرى على اساس المبادرة العربية القاضية بمعادلة السلام والتطبيع مع انسحاب اسرائيلي كامل من المناطق التي احتلتها عام 1967، وباغلبية كبيرة اعترفت الجمعية العمومية بالدولة الفلسطيني في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

من هذه اللحظة ستصبح السيطرة الاسرائيلية على المناطق خرقا لسيادة دولة اخرى مستقلة وعضوا في الامم المتحدة، وبناء عليه ستطالب اسرائيل باعادة بناء جدار الفصل على الخط الاخضر وسحب قوتها العسكرية ونقل السيطرة على مصادر المياه والمجال الجوي والبحري الى فلسطين وفقا للقانون الدولي، وسيطلب العالم من نتنياهو ان يسمح لطائرات زعماء العالم بالهبوط في المطار الدولي الجديد المقام في منطقة غور الاردن حتى يتسنى لهم الاشتراك في احتفالات الاعلان عن استقلال فلسطين.

ان السيناريو السابق ليس من باب الخيال وانما يشكل الاسس الرئيسية التي قامت عليها خطة سلام فياض التي لم تحظ عندنا ( اسرائيل) باي انتباه، يفترض سلام فياض بان من حق شيء يؤدي وظائفه مثل دولة ان يحظى بمكانة دولة، وجدوله الزمني يذكر باعلان اوباما الذي خصص سنتين للانتهاء من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وبدوره تحدث ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافير سولانا عن سنتين كحد اقصى لاعلان الامم المتحدة اقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967 "مع تأجيل بحث قضية القدس والاجئين"، ومثلهم فياض لا يعلق امالا كبيرة على المفاوضات وهو يعرف بان استقبالا مشابه للذي سيحظي به نتنياهو في جلسة الليكود في حال قبل اقتراح ابو مازن ينتظر اي قائد فلسطيني سيقبل اقتراح نتنياهو.

وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اطلق التهديدات بان اسرائيل لن تتسامح مع اي خطوة فلسطينية احادية الجانب "وكأن اسرائيل لم تتخذ اية خطوة احادية الجانب ( ضم القدس والجولان وتحديد مسار جدار الفصل) الا ان فلسطين ستحظى بالتأييد والدعم من الهند وحتى الحبشة "اثيوبيا" وعلى من يتهرب في الحادي عشر من سبتمبر 2009 من تحقيق التسوية مع الجيران ان لا يندهش اذا وجد نفسه في سبتمبر 2011 في حدود 1967.