الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق اعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني الثالث للثلاسيميا وامراض الدم

نشر بتاريخ: 21/10/2009 ( آخر تحديث: 21/10/2009 الساعة: 18:04 )
رام الله -معا- انطلقت صباح اليوم في فندق قصر جاسر " الانتركونتنتال" في مدينة بيت لحم اعمال المؤتمر الوطني الفلسطيني الثالث للثلاسيميا وامراض الدم "الثلاسيميا واقع وطموح"، وذلك بمشاركة رسمية وشعبية ومؤسسات، وقد جاء انعقاد هذا المؤتمر بتنظيم من قبل جمعية اصدقاء مرضى الثلاسيميا وبالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية ، ومن المتوقع ان تستمر اعماله على مدار يومين متتالين .

وأكد رئيس جمعية اصدقاء مرضى الثلاسيميا د. بشار الكرمي في افتتاح اعمال المؤتمر ، ان انعقاد المؤتمر اليوم يأتي بعد جهد دؤوب ومتواصل وسعيا من جميع الجهات ذات الاحتصاص من اجل ان يكون المجتمع الفلسطيني خاليا من مرض الثلاسيميا وامراض الدم.

كما اشار د. الكرمي الى ان وزارة الصحة قامت بالكثير من الخطوات الهامة خلال العامين الماضيين على صعيد دعم فئة مرضى الثلاسيميا وامراض الدم، حيث سعت هذه الوزارة الى دعم وتطوير القطاع الصحي بشكل عام والجهات المختصة بمرضى الثلاسيميا وامراض الدم بشكل خاص .

وتطرق د. بشار الكرمي الى انعقاد هذا المؤتمر، مؤكدا انه جاء بعد دراسة الاحتياجات الخاصة لمرضى الثلاسيميا وان الهدف الاساس من المؤتمر هو القدرة على توفير هذه الاحتياجات وتلبيتها .

وفيما يتعلق بجدول اعمال المؤتمر اكد رئيس جمعية اصدقاء مرضى الثلاسيميا انه سيتم نقاش العديد من القضايا التي لها علاقة بمرض الثلاسيميا وان المحاضرات التي سيتم عقدها قد تم التحضير لها من قبل مختصين وباحثين ، وهنا اشار د. الكرمي الى ان المجتمع الفلسطيني قد خطى خطوات واسعة لتغير واقع مرضى الثلاسيميا وما يؤكد ذلك هو دعم المرجعيات الدينية لمكافحة هذا المرض من خلال سن التشريعات التي تؤكد ان على كل من يرغب بالزواج يجب عليه ان يقوم بفحص طبي مبكر وهذا ساعد بشكل مباشر في الحد من انتشار مرض الثلاسيميا .

بدوره اكد مندوب المنظمة العالمية للثلاسيميا مايكل انجست ان الاتحاد الدولي للثلاسيميا هو منظمة غير ربحية وغير حكومية يحركها مرضى الثلاسيميا وعائلاتهم ، حيث تاسست هذه المنظمة عام 1986 وتعمل بصورة رسمية مع منظمة الصحة العالمية منذ عام 1996 ، ويضم الاتحاد الدولي للثلاسيميا اكثر من 98 من جمعيات الثلاسيميا الوطنية واعضاء اخرين من اكثر من 75 بلدا في جميع انحاء العالم .

وفيما يتعلق بمرض الثلاسيميا اكد مندوب المنظمة العالمية ان هذا المرض منتشر على نطاق واسع في جميع انحاء العالم وغير محدد الموارد ، وحتى الان حوالي 7% من سكان العالم يحمل جينات لامراض دم بما في ذلك المناطق التي لم تمن هذه الامراض معروفة بين سكانها الاصليين .

كما اكد مايكل ان ممثلي الاتحاد الدولي قاموا بزيارة فلسطين في عدد من المناسبات والتي كانت مثالية على الرغم من ضعف الموارد والصعوبات السياسية ، كما اكد ان فلسطين تقدمت في كثير من جوانب الوقاية والعلاج ، ولقد اظهر المرضى واولياء اورهم والمهنيين والصحيين الكثير من التفاني والمثابرة والاتحاد الدولي فخور للغاية من عملهم ومستوى الانجازات وسيبقى داعما لهذه الجهود .

من جهته اكد نقيب الاطباء في مكتب القدس د. جواد عواد ان مرضى الثلاسيميا بحاجة لخدمة ومساندة طويلة المدى ، حيث يعتبر مرض الثلاسيميا من اهم امراض الدم .

كما تمنى نقيب الاطباء فرع القدس ان يصل الفلسطينيون الى مستوى عال من التعاون المشترك للوصول الى فلسطين خالية من مرض الثلاسيميا .
كما ثمنى د. جواد عواد الدور التي تقوم به المرجعيات الدينية في الحد من انتشار هذا المرض.

بدوره ممثل وزير الصحة الفلسطينية د. اسعد الرملاوي اكد ان الحضور الحاشد والمشاركة الكبيرة في المؤتمر الوطني الثالث للثلاسيميا وامراض الدم هي تاكيد على الايمان من الحضور باهمية موضوع مرض الثلاسيميا ، وبخصوص دور وزارة الصحة في العمل على انعقاد المؤتمر وانجاحه اشار د. الرملاوي ان الوزراة ارسلت طاقما كبيرا ليقينها التام باهمية هذا المؤتمر ودوره في المساعدة في الحد من انتشار مرض الثلاسميا .

كما تحدث ممثل وزاررة الصحة للعمل على استراتجية صحية وطنية بايدي فلسطينية واجندة فلسطينية خالصة هدفها الاساس توفير مطالبات الحياة الكريمة للفلسطينيين كافة من الجانب الصحي والوقائي .

واكد د. اسعد الرملاوي ان وزارة الصحة تعمل جاهدة لتوفير كل احتياجات مرضى الثلاسيميا، مشيرا في الوقت ذاته الى حصول مرضى الثلاسيميا على تأمين صحي مجاني لكن اكد في الوقت ذاته ان ذلك غير كافي ، مشيرا الى الهدف من وراء اجبار المقبلين على الزواج للفحص الطبي في مختبرات الصحة وهو من اجل توفير فحص طبي مجاني وايضا من اجل وجود رقابية مباشرة على الموضوع .

وتخلل اليوم الاول كلمة للطالبة فتحية الضميري وهي واحدة من المصابات بمرض الثلاسيميا التي اكدت ان مرضى الثلاسميا يعانون من مشاكل صحية ونفسية واجتماعية وبالرغم من ذلك الى انهم مصصمون على مواصلة الحياة لانهم متمسكون بها ويحبون الحياة ، مطالبة في الوقت ذاته توفير حياة كريمة لهم وان المكان الصحيح لهم هو قلب المجتمع وان المشفى هي مجرد محطة وقود لهم تزودهم بالدم .

وكان لافتا حضور المرجعيات الدينية في المؤتمر ، حيث اكد الاب عطا الله رئيس اساقفة سبسيطة للروم الارثوذكس ان انعقاج المؤتمر في مدينة بيت لحم في مدينة المهد هو بشرى خير وبشرى امل ورجاء اننا قادمون وذاهبون الى عهد جديد ، متمنيا في الوقت ذاته ان تكون رسالة المؤتمر هي رسالة امل .

من جانبه اكد مفتي محافظة بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا ان التعاون المهم بين المؤسسات الرسمية كالصحة والمؤسسات الدينية هو خطوة في الاتجاه الصحيح لمكافحة امراض الدم والوقاية منها ، كما دعا مفتي محافظة بيت لحم الى مزيد من التعاون للقضاء على مرض الثلاسيميا ، مشيرا في الوقت ذاته الى ان المريض بحاجة الى الحنان في المدارس وفي المجتمع بشكل عام وان تكون الفعاليات الاجتماعية المختصة بالموضوع ان تعمل على احتضان المريض وليس مجرد رفع الشعارات .

هذا وتخلل اليوم الاول للمؤتمر عدد من الجلسات والمحاضرات تركزت في جلسة الثقافة والتعليم وايضا جلسة الدعم النفسي والاجتماعي وجلسة اخرى تطرقت الى الشؤون الاجتماعية والعمل للمرضى وجلسة اخرى تحدثت عن العلاج الطبي والتدابير لمواجهة مرضى الثلاسيميا .

يشار الى انه كان حاضرا في اعمال اليوم الاول للمؤتمر القنصل اليوناني في الاراضي الفلسطينية.

ورعى المؤتمر العديد من المؤسسات المجتمعية والشركات الفلسطينية من بينها مجموعة الاتصالات الفلسطينية وشركة المسروجي ومؤسسة البحاثة للتجهيزات الطبية والعلمية وجمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية ومؤسسة لجان العمل الصحي ووكالة الغوث الدولية " الاونروا" ووجلاسكو سميث كلاين واتحاد الصناعات الدولية وشركة نوفاريتس.