الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض في ذكرى عرفات- لا يوجد شريك فلسطيني لتحسين نوعية الاحتلال

نشر بتاريخ: 10/11/2009 ( آخر تحديث: 11/11/2009 الساعة: 07:56 )
رام الله - معا- قال رئيس الوزراء د.سلام فياض " لا يوجد ولن يوجد شريك فلسطيني لتحسين نوعية الاحتلال، بل يوجد دائماً شريك فلسطيني لانهاء الاحتلال"، مؤكدا خلال الحفل الثقافي الذي نظمته مؤسسة ياسر عرفات في قصر الثقافة في رام الله، ضمن فعاليات احياء الذكرى السنوية الخامسة لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات، ان على العالم ان يعرف تلك الحقيقة.

واضاف فياض مخاطبا المجتمع قائلا "على العالم ان يعرف انه كما كان ياسر عرفات، وكما هو خلفه أبو مازن، فلا يوجد ولن يوجد شريك فلسطيني لتحسين نوعية الاحتلال ، بل يوجد دائماً شريك فلسطيني لانهاء الاحتلال، وأنه ليس منا وليس فينا من يفرط بحبة من ترابك يا قدس.

وشدد على ان هذه المناسبة الهامة تحل وشعبنا الفلسطيني أحوج ما يكون لاستخلاص العبر من مسيرة الكفاح الطويلة لمؤسس ثورتنا المعاصرة، ولتأكيد الالتفاف حول المشروع الوطني، لتحقيق حلم ياسر عرفات وتطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وبناء الدولة.

واكد على ان استمرار الالتفاف الشعبي حول منظمة التحرير الفلسطينية والمبادئ التي أسس لها أبو عمار، ورغم كل الصعوبات، تظهر ارادة شعبنا التي لا يمكن لها أن تضعف أو تلين إزاء الصعوبات والتحديات على طريق انجاز ما لم يكتمل في حكاية ياسر عرفات التي توحدت في حكاية شعب فلسطين وطموحاته وتطلعاته، والتي يواصل الرئيس محمود عباس "أبومازن" قيادة الكفاح لتحقيقها، منطلقاً من إصرار شعبنا على الخلاص من نير أطول احتلال في عصرنا الحديث، وتجسيد حلم ياسر عرفات في دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف.

واشار الى ان ما يتعرض له مشروعنا الوطني من مخاطر حقيقية يستدعي منا جميعاً الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا، وقال " الوفاء لياسر عرفات الذي جعل من منظمة التحرير الفلسطينية البيت والخيمة الجامعة لكل الشعب وقواه السياسية، بديلاً عن خيام التشرد واللجوء والتمزق وتذويب الهوية، واستلهام الدرس الأكبر من تجربته الغنية في تجسيد الوحدة وتغليبها على كل التناقضات الداخلية، تحتم، وحتى نتمكن من تجسيد حلمه بالدولة، التسريع في المصالحة الوطنية وانهاء حالة الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته".

واضاف "هذا الأمر يتطلب موقفاً فلسطينياً وعربياً واسلامياً شاملاً، يضع حداً لكل محاولات تعطيل المصالحة، ويستنهض طاقات شعبنا الموحدة، باعتبار ذلك أساساً لمواجهة كافة المخاطر المحدقة بمشروعنا الوطني وشرطاً لا يمكن القفز عنه لضمان تحقيق اهداف شعبنا وانجاز تطلعاته، وفي مقدمتها حلم ياسر عرفات في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كامل الأراضي المحتلة منذ عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف.

وخصص فياض جزء رئيسيا من كلمته للحديث عن وثيقة برنامج عمل الحكومة تتمحور حول مهمات السلطة الوطنية، ودورها في بناء مقومات وركائز ومؤسسات الدولة الفلسطينية وبنيتها التحتية. وقال " انها تتمثل بشكل جوهري في استنهاض طاقات شعبنا وانخراطه الشامل في انجاز المشروع الوطني الذي أسسه ياسر عرفات، بصورة عملية وملموسة، وتوحيد جهوده في ورشة بناء تجعل من انجاز بناء الدولة واستكمال مؤسساتها وسيلة اضافية، بل ورافعة مركزية، تعجل في انهاء الاحتلال، وتعيد لشعبنا ثقته بنفسه، وبقدرته على انجاز مشروعه الوطني.

واضاف "إن جوهر ما ورد في وثيقة "فلسطين:إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة" يبني على ما تحقق في السنوات الأخيرة من إنجازات، وهي نتاج للتحول في حالة الوعي التي عبرت عنها جماهير شعبنا في قدرتها على بلورة أولويات احتياجاتها المباشرة وتعاظم التفافها حول مشروعنا الوطني والسعي الأكيد لتجسيده في دولة المؤسسات وحكم القانون.

واكد فياض على التقدم في بناء وترسيخ ركائز ومقومات دولتنا المستقلة وان شعبنا لن يقبل بأن يستمر ما يسمى بالمرحلة الانتقالية كحالة دائمة، وقال " آن الاوان لهذه المرحلة أن تنتهي، وعلينا أن نعد لذلك من خلال استكمال بناء مؤسسات الدولة، وكحد أقصى في غضون العامين القادمين"، رافضا ان نبقى أسرى لأبجدية تقسيمات وتصنيفات ارض شعبنا إلى (أ) و(ب) و(ج).

وقال "ليس من أرضنا المحتلة مناطق متنازع عليها. وكل أراضينا المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشرقية والأغوار وغيرها من المناطق التي تشكل المجال الحيوي لدولتنا، هي ساحة عملنا وميدان جهد السلطة الوطنية لترسيخ مؤسسات دولتنا وبنيتها التحتية.

واضاف "إن ما نسعى اليه، ونحن على ثقة بقدرة شعبنا عل تحقيقه، هو أن نصل وفي أسرع وقت ممكن الى واقع يدرك فيه العالم أن شعبنا تمكن من بناء دولته في الواقع، وأن ما يعطل استقلال هذه الدولة وبسط السيادة عليها هو الاحتلال فقط، ,إن كان لا يزال في حينه قائماً، الأمر الذي لا بد أن يؤدي إلى حشد دعم دولي فاعل لإنهائه".

وتابع "لكي أكون في منتهى الصراحة والوضوح، نحن لا نراهن في أي من هذا على أحد إلا على أنفسنا، ونعلم أن طريقنا لن تكون مفروشة بالورود، ولكن نقطة البداية تكمن في القضاء على عناصر الضعف والفشل، لا بل، وأقول الافشال الذاتي. فإذا حققنا ذلك، وكان الاحتلال هو المعيق الوحيد، نكون قد نجحنا"، مشددا على إن مضمون وثيقة برنامج عمل الحكومة يعكس إرادة ياسر عرفات وصلابته، واصرار شعبنا على بناء مستقبله بنفسه وحماية منجزاته التي تراكمت تحت قيادته. كما أن هذه الوثيقة أداة لابراز عناصر الوحدة والقدرة على الانجاز .

وقال " فهدف اقامة الدولة يوحد شعبنا... بديلاً عن التشرذم الذي لا يؤدي الا الى إعاقة انهاء الاحتلال ومنع قيام دولتنا المستقلة".

وتابع "هذا هو الوفاء لتراث ياسر عرفات، ورسالته وحلمه ولتضحيات آلاف الشهداء وعذابات الأسرى، ومعاناة اللاجئين والمشردين. نعم، أيها الأخوات والأخوة، ان الوفاء لذكرى أبوعمار وتراثه الكفاحي، وما احوجنا لذلك اليوم، يتمثل في التفاني لاعادة الوحدة للوطن، واغلاق هذا الفصل المأساوي والكارثي في تاريخ شعبنا وقضيته العادلة.


واكد على ان الزعيم الراحل أبو عمار كان شريكاً حقيقياً لصنع السلام، كما هو خلفه الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ولكنه السلام العادل الذي يضمن لشعبنا حقوقه الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية. مشيرا الى ان شعبنا قدم تنازلاً تاريخياً ومؤلماً في مبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، تمثل في القبول بدولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية.

وخاطب المجتمع الدولي قائلا" على العالم أن يدرك أنه لا مجال لمزيد من التنازلات، وسيظل شعبنا صامداً على العهد الذي كافح أبو عمار وقضى من أجله، ليكون سلاماً دائماً وحقيقياً يضمن لشعبنا السيادة الكاملة على أرضه، ويمكنه من بناء مستقبله في دولته المستقلة، ويؤمن حلاً لقضية اللاجئين وفقاً للقرار 194، كما أكدت على ذلك كله مبادرة السلام العربية . وما زال شعبنا بقيادة رئيسنا محمود عباس (أبو مازن) يحمل غصن الزيتون الذي رفعه الرئيس أبو عمار في الأمم المتحدة عام 1974، ويؤكد تمسكه بالسلام الذي يضمن حقوقه الوطنية كما عرفتها الشرعية الدولية دون انتقاص.

واشار الى مواصلة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة التعنت والتسويف ازاء استحقاقات هذا السلام، وبما شكل استهتاراً بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وحتى بالاتفاقات الموقعة من قبلها. كما وامعنت هذه الحكومات في تصعيد وتيرة الاستيطان وخاصة في مدينة القدس ومحيطها، وواصلت بناء الجدار، في تحدٍ سافر لارداة المجتمع الدولي، وفتوى لاهاي، وكل الجهود المبذولة لاحياء عملية السلام. وها هي اليوم تحاول نزع القدس من محيطها الفلسطيني نهائياً من خلال ممارساتها الاستيطانية على الارض بالتوازي مع محاولة اخراجها من المفاوضات. كما وتعمل على تكريس الجدار حدوداً سياسية، في تناقض واضح مع الشرعية الدولية. وهي بذلك تسعى لفرض الرواية الاسرائيلية التاريخية بديلاً عن المرجعية التي حددتها الشرعية الدولية للعملية السياسية.

واضاف "ومن هذا المنطلق، منطلق الحرص الأكيد على مستقبل السلام في المنطقة، دعوني أؤكد بأنه آن الآوان لان يستخلص المجتمع الدولي العبر من الأسباب التي أدت إلى تعثر العملية السياسية، وعدم تمكنها من الوصول إلى الأهداف المرجوة منها"، مؤكدا ان إعادة المصداقية لعملية السلام وقدرتها على تحقيق أهدافها، المتمثلة بشكل رئيسي في انهاء الاحتلال، تتطلب أساساً إلزام اسرائيل بالوقف الشامل لكافة اشكال الاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشرقية ومحيطها، كمقدمة لانطلاق عملية سياسية جادة ومتوازنة بما يضمن انهاء الاحتلال.

واضاف " كما تبيّن حالة الاستعصاء القائمة حالياً، والتي نشأت بسبب عدم قبول اسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان، فإنه لم يعد ممكناً أن تظل العملية السياسية رهينة، كما هي منذ ما يزيد على 16 عاماً ، لما لاسرائيل، وهي القوة المحتلة، من استعداد لتقديمه، بديلاً عن الالتزام بمرحعيات تلك العملية المتمثلة في قرارت الشرعية الدولية، ورؤية حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام، بما ترك أمر انهاء الاحتلال لاسرائيل لتقرر بشأنه.

واعتبر فياض أن ذلك هو السبب الجوهري لفشل عملية السلام حتى الآن، وهو امر لا يمكن تصويبه إلا بتحمل المحتمع الدولي بنفسه مسؤولية إنهاء الاحتلال الاسرائيلي، وذلك من خلال تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة واللجوء للأمم المتحدة، بكافة صلاحياتها، كحاضنة للقانون الدولي وحامية للسلام والاستقرار العالميين، لانهاء أطول احتلال شهده التاريخ الحديث، وضمان حق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وقال "ان ما يؤكد قناعتنا بضرورة تولي المجتمع الدولي لمسؤولية انهاء الاحتلال هو أن التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة بالنيابة عن اللجنة الرباعية الدولية، لا بل والمجتمع الدولي برمته، لم تفلح في انتزاع التزام من اسرائيل بالوقف الشامل للاستيطان، وهو أمر تمهيدي ليس إلاَّ، ولا ينطوي في جوهره إلا على إلزام اسرائيل بالتوقف عن خرق القانون الدولي.

واضاف "إن ياسر عرفات لم يكن فقط، أيها الأخوات والأخوة، قائد ثورة أو رئيساً لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية، بل كان كذلك شريكاً حقيقياً لصنع السلام. وعلى العالم ان يعرف انه كما كان ياسر عرفات، وكما هو خلفه أبو مازن، فلا يوجد ولن يوجد شريك فلسطيني لتحسين نوعية الاحتلال ، بل يوجد دائماً شريك فلسطيني لانهاء الاحتلال، وأنه ليس منا وليس فينا من يفرط بحبة من ترابك يا قدس".

واكد رئيس مجلس ادارة مؤسسة عرفات، د.ناصر القدوة على اهمية حماية وتكريس النهج الذي كرسه وجسده الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي جسد النضال الوطني وبدا الثورة وبدأ حركة فتح ووضع اسس الدولة وقاد الشعب نحو تحقيق الاستقلال والحرية، مشيرا الى ان الشعب يفتقده بما كرسه من نهج للعطاء.

وشدد على التزام المؤسسة ومجلس إدارتها ومجلس الامناء بمواصلة العمل الجاد من اجل تجذير القيم الذي آمن بها الرئيس عرفات وآمن بها الشعب والدفاع عن القدس التي سكنت قلبه واستشهد من اجلها والقدس التي هي المسألة المركزية الفلسطينية وجوهر الصراع العربي- الاسرائيلي.
واشار القدوة الى اقتراب البدء بانشاء متحف الذاكرة الفلسطينية بعد قامت الحكومة باتخاذ قرارات بتغطية تكاليف انشاء المتحف ونأمل انجاز ذلك قبل حلول الذكرى السنوية السادسة لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات.

الى ذلك اعلن رئيس لجنة جائزة ياسر عرفات للانجاز عن فوز جميعة الهلال الاحمر الفلسطيني بجائزة ياسر عرفات للانجاز لهذا العام بعد ان تنافست العديد من المؤسسات والشخصيات على الفوز بهذا الجائزة لهذا العام، موضحا ان مجلس ادارة المؤسسة صادق على قرار اللجنة الذي اختار جمعية الهلال الاحمر للفوز بهذه الجائزة نظرا لدورها الطليعي في خدمة المجتمع الفلسطيني والعربي وحتى المجتمع من حيث طبيعة الخدمات التي تقدمها.
واكد مدير جميعة الهلال الاحمر يونس الخطيب على اهمية هذا الجائزة التي تاتي في اطار تدعيم عمل هذه المؤسسة الرائدة والتي تعتبر جزء من الحياة الانسانية للشعب الفلسطيني وجزء رئيسيا من حياة الرئيس ياسر عرفات الذي بادر الى تأسيسها.

وكان الحفل الثقافي الذي شارك فيه العديد من الشخصيات السياسية واعضاء السلك الدبلوماسي لدى السلطة الوطنية، بمقاطع من خطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات حينما اعلن باسم الشعب والمجلس الوطني عن قيام دولة فلسطين عام 1988 ، وسط تصفيق الجمهور الذي ملأ القاعة التي غضت بالحضور.