الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة: ابو عمار كان الاب الروحي والقدوة للحركة الاسيرة

نشر بتاريخ: 11/11/2009 ( آخر تحديث: 11/11/2009 الساعة: 13:53 )
غزة- معا - تصادف اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد قائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات " ابو عمار" الذي ضحى حياته من اجل القضية الفلسطينية.

الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة تحدث بأن الشهيد القائد "أبو عمار " كان على الدوام يشكل الأب الروحي والقدوة للحركة الوطنية الأسيرة، ومبعثاً للعزيمة والإصرار وشحذ الهمم وتعزيز الصمود والأمل لديهم، وكان دائم التواصل معهم والوقوف بجانبهم، وهو أكثر القادة الفلسطينيين تحريراً للأسرى على مدار التاريخ، وهو القائد الفلسطيني الأوحد الذي نجح في الجمع ما بين المقاومة والتفاوض في تحرير الأسرى، فتمكن من تحرير ما يقارب من سبعة عشر ألف معتقل فلسطيني وعربي من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بأن الشهيد " أبو عمار " منح قضية الأسرى ومنذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة جل اهتمامه، وردد مراراً " خيرة أبناء شعبي في السجون والمعتقلات الإسرائيلية "، وسعى دائماً قولاً وفعلاً لضمان حريتهم واطلاق سراحهم بكل السبل الممكنة، وهو أكثر القادة الفلسطينيين انجازاً لعمليات التبادل من حيث عددها ومن حيث عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين أطلق سراحهم بموجبها.

وأوضح فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان مؤمناً بضرورة تحرير الأسرى بأي وسيلة كانت، فعمق ثقافة الأسر والخطف لجنود الاحتلال ومواطنيه ومستوطنيه، داخل حركة " فتح " وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ومع الوقت تجذرت هذه الثقافة لدى كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي كافة.

وبيّن فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " قد أشرف وبشكل مباشر على تنفيذ وانجاز العديد من صفقات تبادل الأسرى وبنجاح، بالإضافة إلى محاولات عديدة أخرى لم يكتب لها النجاح لأسباب عدة، ومن تلك الصفقات الناجحة كانت بتاريخ 28 كانون ثاني / يناير 1971 والتي تحرر بموجبها الأسير محمود بكر حجازي وهو أول أسير في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وكانت هذه العملية بمثابة رسالة واضحة للاحتلال وللعالم أجمع بأننا شعب لن يترك أسراه في سجون الاحتلال وأن الثورة ستبقى وفية لمناضليها وستسعى دوماً لتحرير أسراها.

وأشار فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " قد أنجز بتاريخ 23 تشرين ثاني / نوفمبر 1983 أضخم عملية تبادل في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي حيث أجبرت بموجبها " إسرائيل " على إطلاق سراح جميع معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وعددهم ( 4700 ) معتقل فلسطيني ولبناني وعربي، ( 65 ) أسيراً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ستة جنود اسرائيليين كانوا مأسورين لدى ( حركة فتح ).

ونوه فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " وبالإضافة لما حققه من انجازات للحركة الأسيرة من خلال المقاومة عبر مسيرة الثورة الفلسطينية، فانه نجح أيضاً في تحرير أكثر من عشرة آلاف أسير ( 11250 ) من خلال المفاوضات السلمية منذ أوسلو ولغاية بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، وهذه الإفراجات لم تكن شكلية كما يحاول البعض تصويرها ، بل كانت جوهرية كماً ونوعاً، شملت أحكاماً عالية ومؤبدات وأسرى دوريات ..الخ بالرغم مما يمكن أن يُسجل هنا من اخفاقات وانتقادات واكبت مسيرة المفاوضات.

وكشف فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " وبلغة الأرقام والحقائق هو القائد الفلسطيني الوحيد الذي تمكن من تحرير أكبر عدد من الأسرى وصلت إلى قرابة ( 17 ألف معتقل ) فلسطيني وعربي من سجون الاحتلال الإسرائيلي من خلال المقاومة والعمل المسلح ، وأيضاً عبر " العملية السلمية " .

واعتبر فروانة وهو أسير سابق أن قرار الشهيد " أبو عمار " في أغسطس عام 1998 القاضي بتشكيل وزارة تعنى بشؤون الأسرى والمحررين، إنما يعكس مدى اهتمامه الفائق ووفائه للأسرى وقضاياهم العادلة وبالمحررين أيضاً، الأمر الذي انعكس ايجابياً ونوعياً وبشكل تصاعدي على الخدمات القانونية والمادية والإجتماعية والسياسية المقدمة للأسرى وذويهم وللأسرى المحررين أيضاً.

ورأى فروانة بذلك القرار بالحدث الأبرز خلال العقود الماضية بالنسبة للأسرى، حيث أحدث نقلة نوعية في التعامل مع الأسرى والمحررين على كافة المستويات، وشكلت سابقة هي الأولى من نوعها على المستويين العربي والإسلامي، حيث لم يسبق لأي رئيس عربي أو اسلامي أن اتخذ قراراً كهذا .

وكشف فروانة بأن الشهيد " أبو عمار " كان دائم الحضور في الفعاليات المساندة للأسرى والمطالبة بحريتهم، حيث حضر وشارك في العديد من الفعاليات والإضرابات عن الطعام التي نفذها أسرى محررين ومتضامنين، وزار مقر الوزارة بغزة وتجول فيها، وأشرك ذوي الأسرى في اجتماعات عدة جمعته برؤساء دول عديدة منهم " بيل كلنتون " الرئيس الأمريكي الأسبق.