الأحد: 26/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة السياحة والآثار تنعى د.شوقي شعث عالم الاثار الفلسطيني

نشر بتاريخ: 01/12/2009 ( آخر تحديث: 01/12/2009 الساعة: 17:25 )
بيت لحم- معا- نعت دائرة الاثار الفلسطينية في وزارة السياحة والاثار، عالم الاثار العربي الفلسطيني د.شوقي شعث عن عمر يناهز 72 عاما، الذي توفيه يوم 27/11/2009 في دولة الامارات العربية المتحدة ودفن هناك.

وولد د. شوقي شعث سنة 1937 في مدينة بير السبع، وأنهى تعليمه المدرسي في مدينة خان يونس.

درس د.شعث الاداب في جامعة دمشق، وحصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والاثار عام 1959، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في التاريخ القديم من نفس الجامعة، وانتقل للدراسة الى ايطاليا وحصل على درجة الدكتوراة في الاثار الشرقية من جامعة روما سنة 1973، وتنوعت معارفة العلمية والمهنية في مجالات العمل الاثري، شملت التنقيب الاثري والادارة والمتاحف والصيانة والتدريب والتدريس.

وارتبطت حياة د.شعث المهنية والعلمية بسوريا وطنه الثاني التي أحبها، وتنقل للعمل فيها كأمين لمتحف طرسوس، ومفتشا للاثار في محافظات اللاذقية وطرسوس ودير الزور والحسكة وحلب وادلب، عمل د. شعث مديرا للاثار والمتاحف في المنطقة الشمالية من سوريا، وتبوأ منصب أمين المتحف الوطني في حلب.

وأشرف د. شوقي شعث في اطار عمله المهني على العديد من التنقيبات والمسوحات الاثرية في تل الفري بحوض الفرات في محافظة الرقة، والبعثة الاثرية السورية في تل دينيت في محافظة أدلب، والبعثة الاثرية في ايمار ومسكنة في محافظة حلب، الى جانب العديد من التنقيبات الانقاذية والعرضية، كما عمل استاذا للاثار في جامعة حلب وجامعة ذمار في اليمن.

وتنوع نشاطه العلمي والفكري وأصدر العديد من الكتب والدراسات والمقالات في مختلف مجالات العمل الاثري، ومكنه اطلاعه الواسع على نتائج علم الاثار في كل من فلسطين وسوريا من نظرة شمولية لاثار منطقة بلاد الشام، وتشهد اصداراته العلمية التي تزيد عن 120 عملا على ثراء انتاجه العلمي والذي غطى مساحات واسعة من المعرفة الاثرية، وتراوحت ما بين التأليف في مجالات البحث التاريخي والاثري والتحقيق والتحرير، وتعتبر ابحاثه حول قلعة حلب وقلعة سمعان والقدس ذات قيمة مرجعية.

وفي سنة 1982 عمل د. شعث على تنظيم الندوة العالمية للاثار الفلسطينية التي عقدت في جامعة حلب، وقام بتحرير اصداراتها بعنوان "دراسات في تاريخ واثار فلسيطن"، والتي صدرت عن جامعة حلب ومركز الاثار الفلسطيني في حلب، وحمل الهم الفلسطيني معه في حله وترحاله.

وكان د.شعث شخصية علمية فذة، شارك مع الجيل الاول في تأسيس الوعي الاثري والتاريخي الفلسطيني والعربي في الداخل والخارج، ومات بعيدا عن وطنه، ونظرة لسمعته العربية والدولية كان د.شعث عضوا فاعلا في العديد من المنظمات والمؤسسات العلمية العربية والدولية، وتلقى العديد من الشهادات التقديرية في حياته.

ونعت دائرة الاثار الفلسطينية في وزارة السياحة والاثار تنعى د. شوقي شعث العالم والانسان، الذي نذر حياته للعمل الاثري، وقدم خدمات جليلة لشعبه، وأسهم بدور بارز في الحفاظ على تراثها الثقافي والإنساني. ولا شك بأن الاعمال التي قام بها د. شعث، الابن البار للشعب الفلسطيني ستظل حية في وجدان الشعب الفلسطيني.