الثلاثاء: 28/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو مازن: إيران تعطل المصالحة ومستعد للجلوس مع حماس عندما أشعر بأمل

نشر بتاريخ: 19/12/2009 ( آخر تحديث: 19/12/2009 الساعة: 17:04 )
بيت لحم- معا- قال الرئيس محمود عباس "أبو مازن" إن ضغوطا مورست على قيادة حركة حماس في دمشق، أدت إلى تراجع الحركة عن التوقيع على وثيقة المصالحة الوطنية التي طرحتها مصر ووافقت عليها حركة فتح.

واتهم الرئيس عباس في مقابلة مع صحيفة "الأهرام" المصرية نشرت اليوم السبت إيران بالتدخل في الشأن الفلسطيني، من خلال التعليمات التي تعطيها لحماس لرفض المصالحة لقاء دعم مالي يصل الى 250 مليون دولار.

وقال: "إيران لاعب إقليمي‏، وفي الوقت نفسه عينها على العلاقة مع أمريكا وتريد أوراقا في يدها تبيعها‏..‏ وهي تدفع قيمة هذه الأوراق"‏.‏

وردا على سؤال حول المدة الزمنية التي تدفع ايران خلالها هذا المبلغ لحماس، أجاب: "أعرف كل ‏6‏ أشهر‏..‏ كل سنة‏..‏ حماس عايشة على أموال إيران‏..‏ هم يقولون تبرعات‏..‏ لكن هذه التبرعات لا توازي المبلغ الذي تحصل عليه من إيران‏،‏ ولا ربع ولا خمس ولا حتى 1%‏ مما يحصلون عليه من إيران‏".‏

وجدد الرئيس عباس استعداده للجلوس مع حماس ‏"ما دامت هناك مصالحة‏"، قائلا: "أجلس معهم عندما أشعر ببارقة أمل‏، وأننا نوقع المصالحة‏، فقد كان هناك اتفاقات مع مصر وتحدث معي الوزير عمر سليمان عن الترتيبات الخاصة بالمصالحة الاحتفالية‏،‏ وقلت على رأسي سوف أحضر للقاهرة‏،‏ لكن عندما يرفضون ماذا يصير معهم؟‏!‏".

وبشأن الأسباب التي دفعت الرئيس للاعلان عن عدم ترشيح نفسه للرئاسة لولاية ثانية، اجاب: "ماذا يريدون مني‏،‏ عملية السلام متوقفة‏،‏ والمصالحة كذلك‏،‏ والتداعيات التي حدثت على الساحة الفلسطينية في الفترة الماضية‏، فالطرق مغلقة أمامي ولا توجد ثمة حلول‏، وما دمت لا أستطيع التطوير وأحصل على الهدف الكبير فلن أستمر في موقعي‏".

وشدد الرئيس على موقفه برفض الترشح للانتخابات الرئاسية، "طبعا‏..‏ ‏ولن أرشح نفسي‏،‏ ولا بد من العمل بشكل جدي ولن ننتظر للأبد‏،‏ حتى لا نترك مصير الشعب الفلسطيني ومستقبله في يد حماس، هم مبسوطون ومرتاحون بإمارتهم في غزة".

وأعرب الرئيس عباس عن خيبة أمله من الظروف السياسية الراهنة في ظل رفض الحكومة الاسرائيلية لشروط استئناف المفاوضات قائلا: "لا أظن أن هناك تحركا في عملية السلام حاليا‏".

وأضاف "موقفنا أن الاستيطان غير شرعي‏،‏ ولو هذه المستوطنات أدخلت الرعب فينا‏،‏ فسوف نخسر القضية‏،‏ يجب ألا تبقى هذه المستوطنات على الإطلاق‏، وتم من قبل تفكيك مستوطنة ياميت وغيرها‏،‏ ولن نتوقف حتي تتم إزالة هذه المستوطنات"‏.‏

واتهم الرئيس عباس اسرائيل بعدم تنفيذ التزاماتها الواردة في خارطة الطريق مشددا على تمسك الجانب الفلسطيني بما ورد فيها من بنود، وقال: " هم ( الاسرائيليون) غير ملتزمين بأي شيء‏،‏ عملنا كل الالتزامات التي علينا‏، هذه وثيقة من الرباعية الدولية‏،‏ وبقرار من مجلس الأمن"‏.‏

وانتقد الرئيس موقف بعض الدول العربية التي لم يشر لها بالاسم تؤيد حماس "ولست مرتاحا لموقفهما وأطالبهما بإعطاء مبرر لهذا"‏، مقرا بأن عددا من الدول العربية قد اوقفت دعمها للسلطة الفلسطينية، قائلا: "فيه تراجع من عدد من الدول العربية بسبب مشكلاتها‏، أو نتيجة للانقسام بيننا‏،‏ لكن هناك دولا لم تتوقف عن دعمنا‏".

وأبدى الرئيس حرصه للحفاظ على العلاقة مع سوريا، وقال: "منذ أكثر من ‏3‏ سنوات ولدينا اتصالات مستمرة مع السوريين حول كل القضايا‏، وهم دائما كانوا يقولون‏:‏ الدور الأساسي لمصر‏، وأخيرا‏:‏ وأنا أتكلم بصراحة‏، عندما حدث تقرير جولدستون كانت فيه زيارة لسوريا‏،‏ وفوجئت أنهم ألغوها ولا أعرف السبب‏، وسألنا‏،‏ وقلت لهم أنتم وجهتم الدعوة فكيف تلغونها؟‏!‏".

وبشأن قضية الجندي شاليط، أكد الرئيس "هذه قضية بين حماس وإسرائيل‏،‏ ومصر تقوم بدور كبير‏،‏ ودخل أخيرا وسيط ألماني‏،‏ وعلمت من إسرائيل‏، وليس من أحد آخر‏،‏ أن الوسيط الألماني أعطى مدة محددة ( نحو أسبوعين أو ثلاثة‏) وإذا لم تحل صفقة التبادل فسيوقف التفاوض مع الجانبين"‏.‏

وأبدى الرئيس تأييده للخطوات التي تتخذها مصر لتأمين حدودها مع غزة‏، قائلا: "أنا مع مصر والإجراءات التي تأخذها‏،‏ ومصر تعمل ما تستطيع لخدمتنا‏،‏ ومعبر رفح تم الاتفاق عليه وفق وجود قوة أوروبية لتشرف على المعبر من الجانب الفلسطيني‏، فهناك من حول المشكلة على مصر‏، وكان لدينا الوعي ولم نسمح لأحد بانتقاد مصر والأردن"‏.‏

الرئيس رفض اقتراحا اميركيا لاجراء مفاوضات سرية مع اسرائيل

في سياق آخر قالت صحيفة الحياة "اللندنية" في عددها الصادر اليوم إن الرئيس عباس رفض اقتراحاً أميركياً لاجراء مفاوضات سرية مع الحكومة الاسرائيلية واقترح عوضاً عنه اجراء مفاوضات غير مباشرة بوساطة اميركية.

وأوضحت مصادر مطلعة ان الرئيس عباس اقترح على الجانب الاميركي ان يجري فريق أميركي مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين لفترة زمينة محددة اقترح ان تكون عشرة شهور، وهي فترة التجميد الموقت والجزئي للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.

وقالت هذه المصادر ان الجانب الاميركي أراد إخراج الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من ازمة التوقف الحالي للمفاوضات عبر اجراء مفاوضات سرية، لكن الجانب الفلسطيني رفضها واعتبر انها لن تقود الى اي نتيجة مع حكومة بنيامين نتانياهو التي ترفض ليس فقط وقف الاستيطان، وانما ترفض ايضاً استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في عهد حكومة ايهود اولمرت السابقة.

وذكرت ان واشنطن رفضت المفاوضات غير المباشرة، مضيفة ان الفريق الاميركي يعكف على اعداد مبادرة جديدة لطرحها مطلع العام الجديد.

ووفق مصادر ديبلوماسية غربية، فإن الفريق الاميركي قال في لقاءات اجراها مع خبراء في سياق اعداده لهذه المبادرة انها ستراعي حاجة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

وأشارت الى ان المبادرة ستنادي بإطلاق مفاوضات فورية بين الجانبين على حدود الدولة الفلسطينية، وستحدد مرجعية المفاوضات بالقرارات الدولية التي تعترف بحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، مع اجراء تبادل اراض بموافقة الطرفين.

وقالت ان الغرض من بدء المفاوضات على الحدود هو تجاوز الخلاف في شأن وقف النشاط الاستيطاني. وحسب هذه المصادر، فإن الجانب الاميركي يرى ان الاتفاق على الحدود سيؤدي تلقائياً الى الاتفاق على الاستيطان لان المستوطنات الواقعة في حدود الدولة الفلسطينية يجب ان تفكك او يتم الاتفاق على حل لها، فيما يتواصل البناء في المستوطنات الواقعة في الجانب الاسرائيلي.