الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

بن اليعزر يدعو الرئيس للتحلي بالشجاعة والجلوس مع نتنياهو

نشر بتاريخ: 23/12/2009 ( آخر تحديث: 24/12/2009 الساعة: 09:30 )
القدس -معا- طالب وزير الصناعة والتجارة والعمل الاسرائيلي بنيامين (فؤاد) بن اليعزر الرئيس الفلسطيني محمود بالتحلي بالشجاعة والعودة الى طاولة المفاوضات لبحث كافة القضايا الخلافية والتوصل الى حل مرض لجميع الاطراف يضمن المستقبل الامن للأجيال الفلسطينية والاسرائيلية القادمة, حيث تلوح في الأفق فرصة قوية لتغيير الأشياء.

جاءت هذه المطالبة خلال لقاء جمعه مع مجموعة من الصحافيين الفلسطينين في الأميركان كولوني ايوم وقام على تظيم هذا اللقاء المنظمة الدولية (مشروع اسرائيل) الهادف الى توفير المعلومات للصحافة والجمهور حول اسرائيل اضافة الى تعزيز الحوار والسلام.

وطالب الوزير الاسرائيلي ابو مازن بعدم الذهاب وترك حل الصراع للتاريخ, مشددا على أنه "لأول مرة في العقد الأخير هناك فرصة للسلام," لأنه فقط الرئيس اليميني هو القادر على اتخاذ قرارات مصيرية. وحمل رجال الاعلام الفلسطيني رسالة الى الرئيس ابو مازن مفادها أنه لن يخسر شيئا في حال الجلوس مع نتنياهو.

وقال بن اليعزر "كلما سرعنا في عملية التوصل لاتفاق, كلما كان ذلك افضل," حيث ان الرئيس ابو مازن مطالب بالتحلي بالشجاعة للجلوس على طاولة المفاوضات والخروج بنتائج.

وأضاف ان خبراء الحرب هم من يصنعون السلام الذي يحتاج الى قادة يملكون القدرة على القرار وبخاصة في المشاكل الحقيقية.

وعن نوايا رئيس الوزراء الاسرائيلي السلامية, قال بن اليعزر انه اول رئيس ينتخبه اليمين الاسرائيلي, لكنه مع هذا اتخذ قرارات "تاريخية" تتمثل في اشتراطه الاعتراف بيهودية الدولة وتجميد الاستيطان, مضيفا "برأيي ان الرئيس اليميني هو القادر على احداث اختراق" في عملية السلام." وقال ان قرار تجميد الاستيطان لم يتخذه اي قائد اسرائيلي من قبل باستثناء اسحاق رابين الذي قتله المتطرفون.

ونوه الى ان الوقت ليس في صالح الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ولا في صالح شعوب المنطقة. وقال "نحن والفلسطينيون نتشارك في العديد من الأمور ونعيش معا على هذه الأرض التي سنبقى نعيش عليها لآلاف السنين." وتابع القول: "لقد ضيعنا 43 عاما, وقد آن الآوان لبدء المفاوضات بنوايا صادقة من الطرفين للتوصل الى اتفاق للعيش كجارين متساويين."

واستطرد قائلا "نحن نعرف جيدا الثمن عند الحديث عن السلام," حيث انه على سبيل المثال في حال اعادة هضبة الجولان الى سوريا يريد الاسرائيليون التأكد بأن ذلك سيعقبه علاقات جوار وحدود مفتوحة. وتابع الوزير ان كل شيء سيبحث على طاولة المفاوضات, مضيفا ان الاسرائيليين وصلوا الى قناعة التضحية بكل الأحلام حتى يتمكن اطفال الشعبين بالجلوس معا في المستقبل.

وشدد على انه "يجب احداث الاختراق الآن", حيث ان على كل جانب اتخاذ قرارات جريئة مما يتطلب الجلوس على طاولة المفاوضات التي سيجري عليها تداول كافة الأمور بدون استثناء.

وأكد ان الطريق الوحيد لاحلال السلام في المنطقة يتلخص في اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين وبينها وبين السوريين وبينها وبين جميع الدول العربية, مؤكدا على ان كل ذلك ممكنا!.

وتطرق بن اليعزر الى الصورة العامة التي تسود منطقة الشرق الأوسط. وقال ان العالم يشهد نظاما جديدا حيث لا تتمحور المشكلة حول الصراع العربي الاسرائيل, وانما حول ايران التي تشكل تهديدا لجميع الشعوب, مما يفرض على انسان يعيش في الشرق الأوسط العمل على مواجهة هذا التهديد. وساق في هذا الصدد الخلاف الحاصل ما بين الشيعة والسنة في المنطقة.

وأعرب عن اعتقاده ان ما يحدث في ايران الآن, يجب ان يقلق الجميع لآن "ضحايا ذلك لن يكونوا الاسرائيليين لوحدهم وانما جميع العالم العربي في مصر والأردن ودول شمال افريقيا, لأن أحمدي نجاد لا يريد تدمير الصهيونية, انما الشرق الأوسط بأسره."

وحول الانسحاب احادي الجانب من غزة, ذكر بن اليعزر انه دعم شارون في اتخاذ ذلك القرار, وانه اتصل عقب الانسحاب بالرئيس ابو مازن وقاله له بأن لن يكون في غزة جنود او مستوطنات. واضاف انه عندما شغل منصب وزير البنية التحتية في حكومة شارون, سعى الى تجنيد المليارات من الدولارات لاعادة بناء البنية التحتية لقطاع غزة, "الا انه للأسف تحولت غزة الى اكبر قاعدة ارهاب في العالم – على حد تعبيره.."

وأضاف ان شارون هو الذي بادر الى البناء الاستيطاني في قطاع غزة, حيث كان الاستيطان هناك يشكل اكثر من دين, لكنه في نفس الوقت هو الذي قام بتدميرها.

وحول سؤال حول رفض الحكومة الاسرائيلية الاخير رفض الافراج عن الأسير مروان البرغوثي, قال الوزير الاسرائيلي انه دائما كان يدعم فكرة اطلاق سراح البرغوثي خارج اي صفقة لتبادل الأسرى مع حماس. وعبر عن امله بأن ينتهي ملف صفقة الأسرى بطريقة مرضية للطرفين.

وحول الممارسات الاسرائيلية في القدس المتلخصة بالجدار وهدم البيوت وإخلاء المنازل وحفر الأنفاق, قال بن اليعزر "نستطيع وضع قائمة طويلة من المشاكل.. لكن دعونا نجلس على طاولة المفاوضات لبحث كافة المسائل." وقال بأنه في حال توفر النيات الصادقة وعند الحديث بلغة واحدة, يمكن انهاء التفاوض باتفاق يرضي الجميع. وادعى ان سياسة حكومته تقضي بعدم المساس بالأماكن الدينية.

وبشأن الحصار الذي تفرضه حكومته على غزة, تساءل بن اليعزر ان كانت توجد دولة في العالم تتعرض للهجوم بالصواريخ من جهة وفي ذات الوقت تقوم بتزويد تلك الجهة بالكهرباء. وقال في السابق كان يدخل لاسرائيل للعمل اكثر من مئة وثمانين الفا, أما الان فلا احد. وقارن الوزير بين اوضاع غزة مع اوضاع الضفة التي يزدهر فيها الاقتصاد الذي وصل النمو فيه الى 11,2 بالمئة.

وعن قرارا الحكومة بمنح صفة الأولوية لمستوطنات الضفة, قال الوزير ان الأولوية لا تعني للبناء وانما للتعليم