الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحد منفذي "17 أكتوبر" يعاني من تدهور كبير في حالته الصحية

نشر بتاريخ: 26/12/2009 ( آخر تحديث: 26/12/2009 الساعة: 11:52 )
بيت لحم- معا- أفادت عائلة الأسير الأردني محمد فهمي الريماوي "أبو أماني"، باستمرار تردي حالته الصحية، منذ أسابيع، في ظل إهمال طبي متعمد ومتواصل من قبل مصلحة سجون الاحتلال، على الرغم من نقله من سجن "ريمون" الذي كان يقبع فيه، إلى مستشفى سجن الرملة.

وقالت زكية الريماوي، ابنة الأسير، والتي زارته قبل يومين، في حديث لإذاعة "صوت الشعب": "نحن في المنزل قلقون عليه، ووضعه الصحي صعب جداً، ويعاني من إهمال طبي فظيع، هو متواجد الآن في سجن الرملة، لكن سيتم نقله إلى مكان ثانٍ، الرعاية الصحية فيه أسوأ والإهمال الطبي أكثر وضوحاً"، مضيفة: "دخلت عليه بالأمس مرتدية كمامة، وتحدثت معه من خلف عوازل زجاجية، وكان موقفا صعبا على كلينا، وأثناء حديثي معه خرجت من فمه بعض التقيحات مما أخافني كثيراً".

وكان الأسير الريماوي اعتقل في 19 أكتوبر 2001، في القدس، على خلفية اتهامه بالمشاركة في عملية "17 أكتوبر"، التي نفذتها كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأودت في حينه إلى اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي.

وعن التشخيص الطبي لحالته، قالت زكية: "قالوا قد يكون مصابا بالسرطان، وقبل ذلك أفادونا بأنه مصاب بالسل ومرض في المعدة، مما يدلل على شدة الإهمال الطبي بحقه، إذ أنهم حتى اللحظة لم يشخصوا بشكل دقيق الحالة المرضية المصاب بها".

وزادت: "بدأت حالته الصحية بالتردي منذ فترة طويلة، وبسبب الإهمال تضاعفت. أبلغنا بمرضه بعد أن دخل مرحلة حرجة، وهو منذ فترة طويلة في المستشفى، ولم نزره إلا مرتين".

وأكدت أن العائلة تأمل بالإفراج عن والدها من خلال صفقة التبادل، لكنهم يخشون مفارقته للحياة قبل إبرامها.

وقالت ميسر داوود عطياني، الناشطة في مجال الأسرى إن "الفحوصات الطبية في السجون تأخذ فترة طويلة، وكذلك انتظار موعد الفحص قبل ذلك، وعندما أُخضع الريماوي للفحص كان المرض قد استفحل في جسمه".

وأكدت أن مستشفى سجن الرملة لا يوجد فيه سوى 40 سريرا محجوزين لأسرى مصابين بأمراض مزمنة، وهناك 10 أسرّة أخرى لأسرى يخضعون للعلاج ويغادرون، لذا فالمستشفى غير مجهز بشكل جيد. كما أشارت إلى أن إدارة السجون ترفض إدخال أطباء من الخارج، والاعتماد على نتائجهم الطبية غير الدقيقة لا يُعول عليه.

ودعت إلى إثارة قضية الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال، لأنها لا تتعلق بالأسير محمد الريماوي فقط، بل هناك أيضاً أسرى آخرون منهم زهير لبادة وعماد زعرب من غزة الذي يعاني من مرض السرطان، وموجود في مستشفى سجن الرملة أيضاً".

وعن آليات التصدي للإهمال الطبي المتعمد، قالت عطياني: "يجب انتزاع قرار دولي للسماح للأطباء الأجانب من المنظمات الطبية الدولية بالدخول إلى سجون الاحتلال ومعالجة الأسرى، وهو الأمر الذي يتطلب حملة شعبية قوية، بدونها ستتعرض حياة الكثير من أسرانا للخطر الشديد، لأن التقارير الطبية الإسرائيلية كاذبة دائماً"، مشيرةً إلى أن "جمعية أطباء بلا حدود" أبدت استعدادها للدخول، إلا أن المخابرات الإسرائيلية رفضت السماح لها بذلك.

ويعد محمد الريماوي واحدا من بين 27 أسيرا أردنيا في سجون الاحتلال، بالإضافة لـ29 مفقودا. وكانت "اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية" ناشدت في أغسطس/ آب الماضي، رئيس الوزراء الأردني السابق نادر الذهبي ببذل أقصى الجهود للإفراج عن الريماوي.