الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عمداء الأسرى يطالبون الفصائل بضرورة إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة

نشر بتاريخ: 27/12/2009 ( آخر تحديث: 27/12/2009 الساعة: 13:54 )
رام الله- معا- قالت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا لشؤون الأسرى والمعتقلين أن عمداء الأسرى وقيادة الحركة الأسيرة في سجن جلبوع وجهت نداءً موحد للقوى الآسرة للجندي جلعاد شاليط أجمعت فيها على ضرورة انجاز صفقة وطنية شاملة ترتكز لمعايير فلسطينية دون الخضوع للشروط والمعايير الإسرائيلية "المجحفة والظالمة"، كما أكدوا على ضرورة إنهاء الإنقسام الفلسطيني فورا.

وأضافت أن كافة الأسرى يتابعون كل ما يقال بخصوص الصفقة ومجريات المحادثات التي تدور بين الأطراف المعنية والجميع على أمل أن تنجز بطريقة وطنية مشرفة لجميع الأسرى وينعمون بالحرية والعودة إلى أهلهم وذويهم.

بين الصفقة والوحدة

وعبر الأسير مؤيد عبد الصمد احد عمداء أسرى الجبهة الشعبية عن أمله بأن يتم تحرير الأسرى من خلال عملية التبادل على أن يكون أسرى الجولان والقدس والـ 48 في مقدمة المفرج عنهم لأنه بدونهم لا معنى للحرية.

عبد الصمد من سكان عنبتا والمعتقل منذ 14/06/1987م والمحكوم بالسجن المؤبد دعا لتواصل جهد شعبنا ومؤسساته الحقوقية والإنسانية والسياسية والإجتماعية بالضغط من أجل تحرير كل الأسرى وطي هذا الملف وأضاف ما زال في قلوب الأسرى رغم سنوات الإعتقال الطويلة نفس وهج العطاء لتحقيق آمال شعبنا وبناء الدولة العتيدة الأكيدة لكن الشيء الوحيد الذي يشكل غصة في قلوبنا والحديث للأسير مؤيد هي حالة التشتت والإنقسام الحاد الحاصل.

وخاطب الفصائل الفلسطينية قائلاً إذا كنتم تريدوا لنا حرية أكيدة ذات معنى فلابد من إنجاز المصالحة فوراً لأن ما يواجه شعبنا وقدسنا تحديداً من مخاطر أعلى من أي خلاف أو أجندة فئوية وهذا أمل كل الأسرى وكل من يتطلع إلى الحرية و أن حريتنا القادمة إن شاء الله هي ثمرة عطاء وكفاح كل شعبنا وخاصة من مضوا على درب الخلود لهم الفضل الأول والأخير وأيضا ثمرة صبر أمهاتنا وأخواتنا ورفيقاتنا وجهد مؤسساتنا بمختلف مشاربها التي مازالت إلى جوارنا تنصرنا وتعزز الآمال في نفوسنا وتخط لنا هذا الدرب من الحرية الأكيدة.

وقابلت دقماق الأسير محمد الصباغ من مخيم جنين احد عمداء أسرى حركة فتح والمعتقل منذ 23/01/1991م ومحكوم بالسجن مؤبد والذي عبر عن دهشته الكبيرة لما يردد حول الأسماء التي سيتم الإفراج عنها وقال بغض النظر عن من يحتجز الجندي شاليط ولكن الشعب الفلسطيني بكل فئاته هو الذي دفع الثمن ولا توجد هذه القدرة على التحمل عند أي فصيل ولكن قدرة التحمل والصبر والصمود والعطاء المتواصل هي من صفات شعبنا مجتمعاً وهذا ترجم عملياً على أرض الواقع من عدد الشهداء ونسف البيوت وتدمير كل شيء في غزة ومازالت معاناتهم قائمة ويجب أن تحتكم هذه الصفقة لأسس ومقاييس وطنية لا فصائلية وأن مطلب حماس من تحرير الأسرى مطلب وطني وعادل، وأضاف ولكن إذا تم استثناء أي أسير لدواعي حزبية فإن هذا الاستثناء بالنسبة لنا جريمة وطنية وينزع فرحة الإفراج لأننا نتعامل مع الصفقة على أنها مسالة وطنية وأحقية وأولوية لكل أسير.

وشدد الصباغ على أن يشمل الصفقة أسرى القدس والـ 48 والجولان والقدامى خصوصاً بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفصائلية لأن الجميع هنا في السجون من أجل فلسطين ومقدساتها وان الشعب الفلسطيني كله هو الذي دفع الثمن.

وأكد الصباغ أن الأسرى ينتظرون هذه اللحظة من زمن طويل لحظة فك القيد وزوال الظلم والتمتع بالحرية والعيش بكرامة مع الأهل وأبناء شعبنا، وشدد الصباغ على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية على أسس وطنية لأن الإنقسام يبدد أحلامنا من نيل الحرية والإستقلال وأضاف أن الإنقسام لا يخدم سوى مصالح وأهداف الإسرائيليين الذين يغذون أي خلاف داخلي أما الوحدة الوطنية هي التي تحقق أهدافنا وطموحاتنا من تحرير الأرض وبناء الدولة وتوفير الأمن والأمان لأبناء شعبنا الذين يستحقون العيش بكرامة وحرية وعزة، وعبر عن آماله بأن تكون عملية التبادل المنتظرة دافع ومحفز لجميع الفصائل للتعالي والترفع عن المصالح الفئوية الضيقة، وتكون مؤشر ومرشد للجميع لإخراج شعبنا من هذا الإنقسام الخطير الذي أدى إلى تفتيت المجتمع وعائلاته وضرب النسيج الإجتماعي ونشر بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

أسرى الداخل
وقابلت دقماق الأسير ماهر يونس من مدينة عارة(الـ 48) احد عمداء الأسرى المعتقل منذ 20/1/1983 ومحكوم بالسجن المؤبد والذي إنتقد بشدة دور الإعلام العربي من خلال تصريحات المسؤولين وتلاعبهم بالمعلومات الخاصة بصفقة شاليط محذرا مما تشكله من آثار نفسية سلبية على الأسرى وطالب الإعلام العربي والمحلي بتوخي الدقة والحذر من تناقل أي معلومة خاصة بعملية التبادل كما عبر يونس عن دهشته لاهتمام العالم بجندي واحد مأسور في حين آلاف الأسرى الفلسطينيين يقبعون في سجون الإحتلال ولم يكترث العالم بما في ذلك الإعلام العربي بهؤلاء الأسرى.

قدماء الأسرى

والتقت دقماق الأسير سامر محروم من جنين احد عمداء أسرى الشعبية المعتقل من تاريخ 15/11/1986 ومحكوم مدى الحياة والذي أبدى قلقة وتخوفه من أن تكون الصفقة مبنية على أسس ومعايير حزبية ودعا للإنتباه حتى لا تركز الصفقة على الأسرى الجدد وتغض النظر عن عدد كبير من الأسرى القدامى والذين من حقهم أن يكونوا جميعا ضمن الصفقة بغض النظر عن انتماءاتهم الفصائلية وأضاف محروم إذا كانت حماس تريد أن تميز نفسها في عدد الأسرى المنوي الإفراج عنهم ضمن الصفقة من المنتمين لها فيجب عليها أن لا تفرط بأي أسير تم أسره قبل اتفاقية أوسلو على الأقل فهذا حق وطني لكل الأسرى وخاصة أن أهلنا في غزة جميعا هم الذين دفعوا ثمن أسر الجندي شاليط وقدموا الشهداء والجرحى وهدمت بيوتهم ومازالوا يعانون من الحصار الخانق المفروض عليهم وأستطرد قائلا أنة يوجد لدى دفتر فيه أسماء الأسرى وأتأمل رقمي كل يوم وهل سأكون ضمن الصفقة أم لا لأننا نسمع في كل يوم أقاويل متضاربة عن أسس ومعايير الأسماء التي ستشملها الصفقة وأنهى محروم حديثة معبرا عن آماله بأن تكون الصفقة وطنية لا فصائلية متمنيا لها النجاح.

وأكدت دقماق دعم مانديلا لصرخات الأسرى والتأكيد على ضرورة انجاز صفقة شاملة في مقدمتها عمداء وقدامى الأسرى دون استثناء والتركيز على رفض الاستجابة لاملاءات إسرائيل التي تسعى لتفريغها من مضمونها.