الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

استشهاد الاسير المحرر محمد العملة وقراقع يحمل اسرائيل المسؤولية

نشر بتاريخ: 03/02/2010 ( آخر تحديث: 04/02/2010 الساعة: 10:47 )
الخليل-معا- اعلن الاطباء في مستشفى الخليل الحكومي، بعد عصر اليوم، عن استشهاد الاسير المحرر محمد عبد العفو العملة (26 عاما) من بيت اولا جنوب الخليل بعد صراع مع المرض .

مراسل معا الذي وصل الى المشفى لحظة استشهاد الاسير العملة قال ان شقيق الشهيد اعلن استشهاده من داخل غرفة العناية المكثفة ، قبل ان يسقط الاخير مغشيا عليه .

واضاف مراسلنا :"خرجت من غرفة العناية المكثفة، أبحث عن والدة الشهيد ام محمد العملة، التي كانت تتضرع لله العلي القدير بأن يمن بالشفاء العاجل عن فلذة كبدها، وتقول"ربنا يشفيه، ويقوم سالم، الله يفرج كرب الأسرى، دون ان تعلم بأن إبنها قد استشهد، واعلن الأطباء، وشقيقه عن استشهاده".

وتابع :" كانت تتحدث عبر الهاتف لإذاعة محلية، متمسكة بالأمل، وبأن إبنها سيعود لمنزله ويرعى طفله، البراء إبن الأربعين يوماً، والذي سيتعرف على والده من خلال ما التقطته عدسات الكاميرات، ويعلم حينما يكبر بأن والده وقع ضحية اللاإنسانية.. وحين أخبرت عن فقدان إبنها، جففت دموعها.. " الحمد لله، الحمد لله، أريد مشاهدته.." لكنهم منعوها من ذلك وقالوا لها " في البيت ستشاهدينه.."

في خضم ذلك، كان وزير الأسرى عيسى قراقع، قد وصل برفقة وفد من وزارته وعميد الأسرى، ابو السكر، قدموا للخليل من رام الله، للإطمئنان على وضع محمد العملة الصحي، لكنهم وجدوه وقد ترجل.

لم يتوان قراقع، عن تحميل الحكومة الاسرائيلية، المسؤولية عن وفاة العملة، وزاد "نحمل الحكومة الاسرائيلية، ومنظمة الصحة العالمية التي لم تشكل لغاية الآن لجنة للتحقيق في الجرائم التي ترتكب بحق إخوتنا في سجون الاحتلال، نحن سنقوم بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف عن كثب على أسباب استشهاد محمد العملة."

الوزير قراقع، والذي كان فيما مضى سجينا لدى الاحتلال الاسرائيلي، وعايش عن قرب الممارسات اللاإنسانية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى، ذكر بان هذه ليست الحالة الأولى التي يستشهد فيها أسير بعد خروجه من السجن، وربما لن تكون الأخيرة بسبب ما تمارسه سلطات الاحتلال ضد الاسرى، مطالبا المجتمع الدولي بوقفة جدية، مع قضية الأسرى الفلسطينيين العادلة، وتشكيل لجنة تحقيق لكشف الغموض عن وفاة الاسرى بعد خروجهم من سجون الاحتلال.

وحمل الدكتور صبحي ارشيد رئيس قسم الباطني في مستشفى الخليل الحكومي، أطباء سجون الاحتلال المسؤولية عن عدم متابعة الحالة المرضية للعملة، أثناء اعتقاله في سجن الرملة، "لقد توفي المريض بسبب فشل كلوي، أدى تسمم بالدم، نتج عنه مضاعفات شديدة ونزول حاد في عدد الصفائح الدموية، أدى لحدوث نزييف داخلي، فشلت كل محاولاتنا للسيطرة عليه، والابقاء على حياة المريض."

يذكر ان الاسير المحرر محمد عبد العفو العملة 26عاماً من بلدة بيت أولا غرب الخليل، والذي أطلق سراحه بعد اعتقال إداري دام ثلاث سنوات كان في مستشفى الخليل الحكومي، بين الحياة والموت جراء إصابته بفشل كلوي علماً انه أثناء وجوده في الأسر كان قد نقل عدة مرات لمستشفى الرملة للعلاج ولم يقدم له أي علاج مناسب.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت العملة في العام 2004 وافرجت عنه عام2007، وأجريت له عملية زراعة كلية في أحد مستشفيات الأردن، تبرع بها والده، في العام 2008.