الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

انخفاض مستوى البحر الميت يهدد بابتلاع 450 دونما زراعيا في الغور ويتسبب بظهور حفر انهدامية

نشر بتاريخ: 29/05/2006 ( آخر تحديث: 29/05/2006 الساعة: 15:05 )
معا- يهدد استمرار انخفاض مستوى المياه في البحر الميت بابتلاع 450 دونما زراعيا في الغور الجنوبي، جراء تسببه في تجدد ظهور حفر انهدامية يصل عمق بعضها إلى 15 مترا على الشاطئ الشرقي للبحر في غور الحديثة بلواء الغور الجنوبي.

ونقلت صحيفة الغد الاردنية عن مزارعين وجيولوجيين تأكيدهم أن عدم اتخاذ تدابير فاعلة من الحكومة لمعالجة تلك الظاهرة "الخطيرة" قد يؤدي الى اختفاء جميع الأراضي الزراعية على امتداد الشاطئ في هذه المنطقة.

ويوضح مساعد أمين عام سلطة وادي الأردن خالد القسوس أن الحفر الانهدامية عادت للظهور في نحو 15 وحدة زراعية تقدر مساحتها بـ450 دونما، وتهدد حياة كثير من المزارعين الذين يعملون في تلك الأراضي.

ويشير القسوس إلى دراسات تجريها سلطة وادي الأردن بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية لمعالجة تلك الظاهرة "الخطيرة الناجمة عن ذوبان الصخور الملحية المرتبط بانخفاض معدل مياه البحر الميت".

ويقول المزارع موسى العونة إن سلطة وادي الأردن قامت بطمر مثل هذه الحفر لدى ظهورها قبل ثلاث سنوات أكثر من مرة إلا انها عادت لتظهر مجددا، مشيرا إلى حال من القلق والخوف ينتاب كثيرا من سكان المنطقة والعاملين في القطاع الزراعي لازدياد نشوء الحفر "بشكل كبير ومفاجئ".

ويبدي المزارع محمد سالم تخوفه من خطورة الحفر الانهدامية على أرواح وممتلكات المواطنين لعمقها واتساعها، إذ يتراوح نصف قطرها بين 12 و14 متراً، زاعما أن المزارعين يحاذرون السير ليلا بين مزارعهم لتخوفهم من السقوط فيها.

ويمتد الضرر الذي يلحقه انخفاض مستوى البحر الميت ليشمل عددا من الشوارع في حوض 47 في غور الحديثة بحسب القسوس الأمر الذي يفتح احتمالات على تضرر الطريق الرئيس الواصل بين الغور الجنوبي وعمان.

وبخلاف ما كان سائدا بين أوساط المواطنين من أن ظهور هذه الحفر، يعود إلى "شهب متساقطة من السماء"، يرجع مختصون ظهور الحفر الانهدامية إلى ذوبان الأملاح المترسبة نتيجة الهبوط المستمر في مستوى البحر الميت بمعدل متر واحد سنويا.

ويؤكد الاستاذ المشارك في قسم هندسة المساحة والجيوماتكس بكلية الهندسة بجامعة البلقاء التطبيقية نبيل صبحي الداغستاني أن الانهيارات على سواحل البحر الميت تعود إلى انخفاض في مستوى مياهه.

ويوضح أن معدل الانخفاض في السنوات الأخيرة يقدر بـ1.2 متر سنويا نتيجة للتبخر الكبير وانخفاض قاع البحر الميت تكتونيا.

يذكر أن الحكومة تعكف حاليا بالتعاون مع البنك الدولي ودول مانحة على دراسة سبل تنفيذ مشروع قناة البحرين التي ستربط بين البحر الميت والبحر الأحمر، والذي يسعى الأردن لإقامته بهدف إنقاذ البحر الميت من الجفاف وتلبية حاجاته المائية المستقبلية.