الأربعاء: 01/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبير صيني :حماس مشتته بين الداخل والخارج ولا مخرج من الحصار سوى بتغيير سياستها

نشر بتاريخ: 03/06/2006 ( آخر تحديث: 03/06/2006 الساعة: 22:38 )
بكين - معا- طالبت الصين الحكومة الفلسطينية بالاستجابة للشروط الثلاثة التي حددتها إسرائيل لقبول التحاور معها والمتمثلة فى نبذ العنف المسلح والاعتراف بإسرائيل والقبول بجميع الاتفاقات الموقعة بين الجانبين.

وفى سياق توضيح أسباب مبادرة الصين الى إطلاق هذه الدعوة ومدى تأثير ذلك سلبا أو إيجابا على الوضع الفلسطيني الاسرائيلى الحالي وعلى مجمل العلاقات الصينية الفلسطينية والصينية العربية.. قال " ين قانغ " الخبير بمركز بحوث شؤون منطقة غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ـ فى تصريحات له اليوم السبت : إن دعوة الصين هذه تتفق تماما مع الموقف العام والثابت للحكومة الصينية حيال تلك القضية كما أنها تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الحالية المتوترة بين الفلسطينيين واسرائيل.

واضاف الخبير الصيني أن الاعتراف بإتفاقية "أوسلو" والاعتراف المتبادل بين الطرفين بحق الوجود ونبذ العنف ومواصلة السير على طريق السلام، كلها مطالب أساسية يتعين تلبيتها للابقاء على العلاقات الثنائية بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلي ولو بحدها الأدنى.

وقال بن قانغ " لقد مضى على تشكيل حركة حماس للحكومة الفلسطينية بضعة أشهر دون ان تتضح حتى اليوم طبيعة مواقفها على نحو محدد ومفهوم ،وحال إستمر مثل هذا الوضع الضبابي فمن المحتم أن يؤثر ذلك سلبا على عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط وأن يشكل ضررا خطيرا بالمصلحة الفلسطينية والسلام بالمنطقة وبتطور العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية لذلك أعتقد أن دعوة الحكومة الصينية هذه كانت أمرا ضروريا ومعقولا ومنطقيا".

وأشار الخبير الصيني الى أن زيارة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الى بكين للمشاركة في أعمال الدورة الثانية للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية أتاحت فرصة الالتقاء مع بعض القادة الصينيين الذين نصحوه جميعا وبشكل صريح ومباشر بضرورة تغيير قادة حماس موقفهم الحالى.

واشار الى أن القادة الصينيين أعادوا على الزهار المبادرة الصينية الداعية للاستجابة للشروط الاسرائيلية ولمطالب المجتمع الدولى وهو موقف صيني إيجابي يجسد حرصها على المشاركة بفعالية فى حل القضية الفلسطينية إنطلاقا من مسئوليتها التى تضطلع بها بوصفها دولة كبرى وعضو دائم فى مجلس الأمن الدولى.

ويرى الباحث الصينى أن إستجابة حماس للدعوة الصينية وتغيير هدفها المتمثل فى القضاء على اسرائيل وتطوير نفسها بعد تحولها من مجرد حركة للمقاومة المسلحة الى حكومة لها مسئوليات سياسية عملية محفوفة بالمصاعب الكبيرة لكنها ليست مستحيلة .

وأوضح أن الصعوبات تكمن فى أن حماس ليست موحدة داخليا فهى تضم فصائل مختلفة، فلها فصيل يتحمل المسؤولية السياسية داخل الأراضي الفلسطينية وفصيل خارجي يمثل قادتها الذين يعملون في سوريا ولبنان وفصيل يمثل مصالح أعضاء حماس المعتقلين في السجون وهو وضع يجعل تحقيق التوحيد الداخلي لحماس أمرا صعبا.حيث من الممكن أن يقبل فصيل ما بالدعوة الصينية بينما يرفضها فى الوقت ذاته فصيل آخر وذلك يعني عمليا تشتت حماس .. حسب تعبيره .

وخلص الباحث الصينى الى القول إن دعوة بلاده أظهرت لحماس أنه لا مخرج لها من حالة الحصار الخانق إلا بتغيير سياستها وقبول طلبات المجتمع الدولي .

واعرب الخبير الصيني عن قناعته بأن حماس ستظهر مرونة ما تحت الضغوط الدولية المكثفة ،وحال قبولها لهذه المطالب فلا شك في أن عملية السلام في الشرق الأوسط ستشهد بعض التغيرات الايجابية،لأنه آنذاك لن يكون هناك ثمة حجة أو مبرر أو ذريعة لاسرائيل لرفض الاتصالات بحماس .