الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

العاهل الاردني: السلام الدائم لن يتحقق الا من خلال تسوية نهائية بطرق سلمية

نشر بتاريخ: 21/06/2006 ( آخر تحديث: 21/06/2006 الساعة: 15:35 )
عمان - معا- أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني على ان السلام الدائم لا يمكن تحقيقه الا من خلال تسوية نهائية يتم التفاوض عليها بطرق سلمية وتستند إلى الشرعية الدولية على اساس دولتين فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، إلى جانب إسرائيل آمنة وليس هناك ما سيمنع تحقيق التقدم بصورة مؤكدة أكثر من إتخاذ موقف المتفرج في الوقت الذي تحيق فيه كارثة إنسانية بالشعب الفلسطيني.

وقال العاهل الاردني فى في خطاب افتتح به اعمال مؤتمر البتراء الثاني للحائزين على جائزة نوبل اليوم ان السلام بين الدول يعتمد على الثقة التي تُبْنى عندما يدرك الناس القيم والأهداف المشتركة وان التعاون غالباً ما يبدأ بأفضل صورة في المجالات التي تشتمل على فائدة عملية وخبرة فنية تشترك فيها الأطراف المعنية, مشيرا الى اننا بحاجة إلى أن نعزّز مثل هذه التجارب والخبرات لدى الفلسطينيين والإسرائيليين.

وطالب الملك عبد الله الثاني بالعمل على إيجاد منبر يجمع ما بين هذه الجماعات في المجتمع المدني في "اجتماع للشركاء من أجل السلام" وإيجاد السبل لدعمها على طريق تحقيق السلام وأحد المجالات الملحّة للتنسيق يجب أن يكون العمل الإنساني.

وقال إننا لا نستطيع أن نبني مستقبلاً آمناً على أساسٍ مشروخ وإنه بفضل عملكم
والآخرين، جلب القرن الحادي والعشرون حياةً أفضل لبلايين الناس, ولكن بلايين
أخرى لم تشارك في هذا الوعد وان الاهتمام العالمي بالدول الأشدّ فقراً مؤكدا ان
منطقة الشرق الاوسط وحدها ستكون بحاجة إلى مائة مليون وظيفة جديدة لتلبية
حاجات الباحثين الجدد عن الوظائف والعاطلين عن العمل.

واوضح ان أمواج الصدمة الصادرة عن هذه التصدّعات والأخطاء ترتحل إلى مسافات بعيدة فموجات الوباء، والازمات الاقتـصادية، والكـوارث البيئيـة، والعنـف الذي يمارسـه المتطرفون جميعها تظهر لنا كيف يتحوّل الخطر بسرعة إلى شأن عالمي, مطالبا التحرك بنفس السرعة، كي نطوّر أسلوباً فعّالاً يتّصف بالعالمية في التعامل مع الخطر.

وقال اننا نستطيع أن نخلق مستقبلاً يشمل الجميع ويوحدهم ولكن النية الحسنة
وحدها لا تكفي فالتغيير الحقيقي يتطلّب أفكاراً وعملاً وهذا هو سرّ قوّة ما تستطيعون إنجازه،على مدى الأيام القليلة القادمة. ولنُطْلق عليه تسمية حلّ المشكلات بطريقة وقائية.

واضاف انه هناك مجالات ثلاثة هي الحاجة إلى دعم التميّز التعليمي،والتنمية المستدامة وتعريفها، وتوفير الخبرة العلمية، وحشد الدعم للمشروعات الأساسية الهامة والمساهمة في فض النزاعات .

واكد ايلي فيزل رئيس مؤسسة ويزلي الدولية الامريكية ان العالم مصاب بمرض الكراهية وعلينا ان نبحث عن علاج لهذا المرض مشيرا الى ان العالم مازال في خطر وعلينا مواجهة هذا الخطر والبحث عن الامل والتخلص من الشخصيات الارهابية ونبذ
العنف والتطرف والارهاب

واضاف ان اللامبالاة في مساعدة الاخرين يزيد من الاحباطات والتطرف والارهاب, داعيا الى معالجة اوضاع الاطفال الفلسطينيين وتحسين ظروفهم المعيشية,موضحا ان المؤتمر سيناقش موضعات الصحة والتعليم والسلام والمخاطر الاسلحة النووية والارهاب والانتحاريين مشيرا الى الامل يحدوا الجميع في الوصول الى حلول لهذه الموضوعات.

ومن المتوقع ان يخرج المؤتمر بثلاث مبادرات تعنى الاولى منها بالعلم والمعرفة
وانشاء مؤسسة خاصة بالحائزين على جائزة نوبل لتعزيز فرص المعرفة والبحث العلمي واخرى مرتبطة بالتنمية الشاملة والمستدامة والثالثة مرتبطة بالسلام والحوار بين الشعوب والتقريب بين الاديان والفرقاء لتعزيز فرص السلام والاستقرار .

ويتضمن المؤتمر اربعة محاور تتمثل بالصحة والحد من الاسلحة النووية بالاضافة
الى الفقر والبطالة والتعليم والتنمية الاقتصادية.

ويشكل المؤتمر الثاني للحائزين على جائزة نوبل فرصة نادرة لعدد من أصحاب
الإسهامات البارزة عالميا لمناقشة وتحديد أدوارهم في التصدي للأزمات الدولية
دون ان تبقى حكرا على السياسيين.

ويُعقد المؤتمر بالتعاون ما بين صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومؤسسة أيلي ويزل الإنسانية انطلاقا من قناعة جلالة الملك بأهمية تسخير القدرات الفكرية المتميزة في هذه اللحظة التاريخية الهامة من حياة الشعوب لمجابهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤرق العالم.

وأقيم أول ملتقى للفائزين بجوائز نوبل في العام 2005 في المدينة الوردية البتراء تحت الرعاية الملكية بعنوان "مؤتمر البتراء للحائزين على جائزة نوبل" بمبادرة من الملك عبد الله الثاني تقديرا للدور والجهود الكبيرة التي قام بها الفائزون بالجائزة لتطوير البشرية وتخفيف معاناة الشعوب ولتمكين أصحاب العقول النيرة من تبادل الآراء حول التحديات التي تواجه المجتمع الإنساني.

وتم تقسيم المشاركين إلى خمس مجموعات تتمثل في السلام والتسامح, الأمن والاستقرار, التنمية الاقتصادية, التنمية البشرية والثقافة والإعلام.

ويشارك في المؤتمر العشرات من الحائزين على جائزة نوبل في الحقول الستة التي تمنح فيها الجائزة كل عام وهي السلام والاقتصاد والآداب والفيزياء والكيمياء وعلم وظائف الأعضاء والطب.