الإثنين: 27/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أكاديميون يطالبون بإنهاء الانقسام وتعزيز التربية المدنية بالمنهاج

نشر بتاريخ: 24/07/2010 ( آخر تحديث: 24/07/2010 الساعة: 11:50 )
غزة- معا- دعا عدد من الأكاديميين والباحثين إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية انطلاقاً من المصلحة العامة للمجتمع الفلسطيني.

جاء ذلك ضمن التوصيات التي خرجت بعد جلسات أعمال المؤتمر الذي عقده مركز إبداع المعلم بعنوان "تعزيز التربية المدنية في النظام التربوي الفلسطيني" مطعم الروتس السياحي بغزة.

شارك في المؤتمر ممثلون عن وزارة التربية والتعليم العالي وأساتذة الجامعات، وعمداء الكليات، والعديد من الأكاديميين والمثقفين، وناشطون من المؤسسات الأهلية الفاعلة في قطاع غزة، للعمل على تعزيز مفاهيم التربية المدنية في منهاج الدراسة الفلسطيني، وتعزيز دور المشاركة المجتمعية في التعليم المدرسي.

وقام مدير مكتب مركز إبداع المعلم بغزة طلعت بظاظو، بافتتاح المؤتمر بالقاء كلمة مشددا على أهمية الوصول إلى مجتمع فلسطيني مدني، ديمقراطي يؤمن باحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة، مجتمع خالي من العنف والتمييز وكافة أشكال القمع والاضطهاد والتهميش، وتتاح لأفراده فرص المشاركة الفاعلة في الحضارة الإنسانية.

واكد الممثل عن وزارة التربية والتعليم العالي خليل حماد أن المؤتمر يناقش مبحثاً هاماً من أهم المباحث التي تساهم في بناء الإنسان الفلسطيني في ظل فترة حرجة يعيشها الشعب الفلسطيني من حصار وعدوان غاشم، للوصول إلى رؤية مشتركة لتعزيز حضور التربية المدنية في النظام التربوي الفلسطيني.

وانقسم المؤتمر إلى جلستين رئيسيتين الجلسة الأولى بعنوان "التربية المدنية.. بين السياسات و إشكاليات التعزيز" ترأسها الدكتور سالم قديح, و قدمت لهذه الجلسة أربع أوراق عمل بعنوان "السياسات العامة المتعلقة بمنهاج التربية المدنية بالنظام التربوي الفلسطيني"، والثانية بعنوان "التربية المدنية.. الإشكاليات إلى متى؟"، والثالثة ورقة عمل بعنوان "واقع التربية المدنية في السياق السياسي"، ورابعة بعنوان "واقع منهاج التربية المدنية سياق النظام الفلسطيني".

واتسمت الجلسة بالفاعلية وتبادل الآراء والحوار البناء مؤكدين على وضع فلسفة تربوية فلسطينية عليها إجماع فلسطيني بعد ما غابت تلك الفلسفة من المناهج ومن أساليب التربية، وإعداد المعلم بشكل يجعل منه قدوة حسنة للمواطنة ولديه من القدرات ما يعزز التربية المدنية، و تصويب اتجاهات المجتمع نحو التربية المدنية كثقافة وافدة في اعتبارات البعض.

وخلال الجلسة الثانية وهي بعنوان "التربية المدنية ... تهديدات وأفاق تنموية" قادها الأستاذ على برغوث المحاضر في جامعة الأقصى, تناولت ثلاث أوراق بعنوان "منهاج التربية المدنية بين المفهوم والممارسة"، والثانية بعنوان "نحو سياسة تعليمية وتربوية لتعزيز القيم التربية المدنية للطفل الفلسطيني"، وورقة عمل بعنوان"التربية المدنية وآفاق".

وخرج بظاظو بالإعلان عن التوصيات اللازمة لتعزيز التربية المدنية في النظام التربوي الفلسطيني اولا إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية انطلاقاً من المصلحة العامة للمجتمع الفلسطيني مضيفا انه لا يمكن تحقيق الثقافة المدنية في ظل وجود مناخ سياسي قائم على الكراهية والحقد بين أبناء المجتمع الواحد.

و يجب أن تتغير المؤسسات التربوية لتعطي نموذجا يجسد مبادئ الحياة الديمقراطية، ولتصبح مكانا يوفر للطلبة والأفراد ككل فرصة ممارسة وتطبيق المعرفة والمهارات والاتجاهات التي يحتاجونها لكي يشاركوا بفعالية في مجتمعهم.

ولعل من أبرز متطلبات الثقافة التنظيمية الواجب توفرها في المؤسسات التربوية لتعزيز التربية المدنية، هي إفساح المجال لحرية التعبير والحوار، وتقبل الرأي الآخر والمشاركة الجماعية في صنع القرارات التربوية.

ايضا توفير كل المتطلبات والنشاطات التي تجعل الطالب ينخرط في العمل الاجتماعي والتطوعي، والعمل التعاوني في إطار المجموعات واحترام القانون والمحافظة على الملكيات.

وأشاد الحضور بالنجاح المبهر الذي حققه هذا المؤتمر مشددين على حرصهم بالعمل على نقل الخبرات والثقافات التي اكتسبوها خلال هذا المؤتمر إلى المجتمع المحلي الذي يحيط بهم آملين أن تكرر مثل هذه المؤتمرات لما لها من دور كبير في خدمة الوطن والمواطن بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.