الخميس: 23/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الطريق الى واشنطن -كثير من الكلام وقليل من الفرص

نشر بتاريخ: 30/08/2010 ( آخر تحديث: 02/09/2010 الساعة: 13:53 )
عمان-موفد معا في طائرة الرئيس- في الطريق الى واشنطن لاعلان اطلاق المفاوضات المباشرة بين منظمة التحرير وحكومة نتنياهو اصطحب الرئيس معه وفدا رفيعا الى جانب الوفد الصحافي .

فالى جانب الرئيس عباس جلس نبيل شعث ومحمد اشتية وياسر عبد ربة , كما سبق الى هناك صائب عريقات .

وقد لوحظ ان الوفد الفلسطيني يحاول الابتعاد عن التصريحات المجلجلة او رفع سقف التوقعات , بل ان الصحافيين لاحظوا ان خطاب السلطة ياخذ "طابعا تهديديا" ان جاز التعبير وان المفاوضات محكومة بالفشل في حال واصل نتنياهو سياسة الاستيطان.

احد المسؤولين في الوفد قال لوكالة "معا" نحن ذاهبون لاعلان اطلاق المفاوضات وليس للتفاوض لذلك لا يجب انتظار ان تسفر القمة عن اية نتائج فورية"

ويبدو ان هذا الكلام منطقي جدا في الرد على التحذيرات الداخلية من هنا وهناك والتي تحذر من التنازل والتفريط او الانتقاص مما تبقى من ثوابت!!!

ومن الانطباعات الاولى قبل اقلاع الطائرة يمكن تسجيل الملاحظات التالية :

-اهتمام الرئيس البالغ بالموقف الدولي والرباعية والامم المتحدة لسحب البساط من تحت اقدام الاسرائيليين.
-رغبة الرئيس في اعتبار جامعة الدول العربية مرجعية علنية في اية اتفاقات وعدم تكرار تجربة اوسلو في اية اتفاقات سرية .
-يسعى الوفد الفلسطيني الى تحقيق ثلاث قضايا وهي تحديد سقف زمني للمفاوضات مدته عام واحد وترسيم الحدود وتشمل القدس وتجميد كامل للاستيطان وهي الغايات الثلاث الوحيدة التي يامل ان ينجزها الوفد في قمة واشنطن.
-التواجد المصري والاردني في قمة سبتمر يخضع لتحليلات بعيدة وقريبة وقراءات مختلفة لكنه يؤكد بالضرورة على ان اوباما معني بحل اقليمي وليس حل خاص بالضفة الغربية .

-يدرك الوفد الفلسطيني ان نتنياهو يخبيء ورقة غزة وان الرئيس لا يسيطر هناك لتفجير المفاوضات في حال جرى انجاز اي تقدم لكنه لا يدرك نتنياهو ان الفلسطينين ايضا يخبئون مفاجات تفاوضية للرد على مثل هذه الخطوة , وتبقى غزة اكثر الحضور تواجدا رغم غيابها.

-كل التصريحات الفلسطينية الداخلية وردود الفعل العربية والشعبية اغفلت ان صاحب الكلمة الاولى والاخيرة في قمة سبتمر سيكون نتنياهو , فهو الذي يقرر اذا سيكون هناك مفاوضات ام لا؟ واذا سيكون هناك تجميد استيطان ام لا؟ وبالتالي فان الاجدر ان تكون العاصفة السياسية في تل ابيب حول نتنياهو وليس في غزة او رام الله.

-الفلسطينيون والعرب يريدون استعادة ارضهم وحقوقهم من خلال اية مفاوضات , اما اسرائيل فتريد الامن.

ومن خلال المشهد يبدو ان حماس في غزة توفر الامن لاسرائيل مثل الاردن ومصر وسوريا ولبنان!!, فحالة اللاحرب واللاسلم هي السمة الراهنة الان وبالتالي تبدو اسرائيل تبحث عن حل اقليمي اكثر مما تبحث عن تغيير الواقع الراهن , الامن في غزة ورام الله والقدس .

وفي حال يدور الحديث عن حل اقليمي , فان الامر سيكون صفقة اكبر منه مفاوضات , ومثلما سجل القرن الماضي اتفاقية فرساي واتفاقية يالطا السوفياتية فان امريكا بعدما حل بالعراق وافغانستان وفلسطين وباقي الدول تبحث عن صفقة اكبر مما نعتقد , وليس خطا ان نفكر اكثر ونتحدث اقل.