الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مئير مرجليت: ستصبحون يوما ولن تجدوا قدسا إذا لم تتحركوا بسرعة

نشر بتاريخ: 21/10/2010 ( آخر تحديث: 21/10/2010 الساعة: 09:48 )
القدس- خاص معا- وجه عضو بلدية القدس مئير مرجليت عن حزب ميرتس نصيحة للسكان العرب في شرقي القدس بالصمود والتصدي لسياسة الاحتلال عبر صمودهم وبقائهم على أرضهم وأن يتحلوا بالصبر في وجه "عنصرية" اسرائيل.

وقال مرجليت خلال مقابلة تلفزيونية أجراها الزميل أمجد أبو عرفة في مبنى بلدية القدس: "أنصح السلطة الفلسطينية بضخ الأموال للمدينة المقدسة لمساعدة الناس هنا، ودعم المؤسسات العربية، ولا أتحدث عن مليون أو عن مليونين بل الكثير من الأموال، وبدون الإعلان عن نشاط فلسطيني رسمي، لإن السلطة إن لم تفعل ذلك قريبا فسوف تصحى يوما ولا تجد شيئا في القدس".

واضاف مرجليت قائلا: "إن هناك فرقا كبيرا جدا في الطريقة التي تتعامل بها بلدية القدس مع شطري المدينة، وذلك ليس سرا، ولا أحد يستطيع اخفاؤه، وأوضح مرجليت أن سكان القدس العرب يشكلون ما نسبته 35% من سكان المدينة كاملة ومع ذلك فهم يحصلون في الحد الأقصى على 10% فقط من ميزانية البلدية". ووصف مرجليت ذلك بقوله: "هذا تمييز واضح وإجحاف يمكن تسميته بالتمييز العنصري أو التمييز العرقي".

وأضاف بخصوص البناء في القدس، قائلا: "منذ 42 عاما على الإحتلال لا زالت نصف مساحة الأراضي في شرقي القدس تفتقد إلى تخطيط، لذلك فالعرب لا يستطيعون البناء، ونحن نتحدث هنا عن أكثر من 70 ألف دونم ألحقت عام 67 بالدولة، و 25 ألف دونم منها أقيمت عليها أحياء يهودية، والمساحات المتبقية فهي عبارة عن قسمين احدهما لا يوجد له تخطيط في البلدية والقسم الآخر يصنف كأراض خضراء فيتبقى ما نسبته 12% فقط من الأراضي للبناء، وهذا الأمر لا تجد له مثيلا في غربي المدينة، وهذا المثال يعبر بشكل جيد عن الإجحاف بحق المواطنين الفلسطينيين في القدس."

وقال مرجليت في رده على سؤال مراسلنا عن المبالغ الضخمة التي يدفعها السكان من الفلسطينيين لضريبة الأرنونا: "إن السكان العرب في شرقي القدس يدفعون ضريبة الأرنونا بمبالغ جدا عالية، وذلك ليس لأنهم إنقلبوا وأصبحوا من أبناء صهيون وليس لأنهم يحبون رئيس البلدية ولكن بسبب صفقة معقدة جدا بين البلدية من جهة ووزارة الداخلية الاسرائيلية من جهة أخرى، يضطر العربي لدفع هذه النسبة العالية جدا من الأرنونا لأنه إن لم يدفعها لن تقوم وزارة الداخلية بتجديد بطاقات الهوية له، ولن تسجل له الأولاد، ولن تصدر له حتى وثيقة العبور لحاجة السفر، وبالتالي يفقد العرب حقهم في الإقامة في القدس".

واضاف مرجليت، "بان البلدية ملزمة بتوفير الخدمات للمواطنين العرب في القدس حتى لو انهم لم يدفعوا مستحقاتهم، ولا علاقة في القانون بين الخدمات وضريبة الأرنونا، والمثال الأفضل على ذلك هو حي "مئة شعاريم" الذي لا يدفع سكانه من المتدينين ضريبة الأرنونا"، متسائلا؟ هل هذا يعطي الحق للبلدية أن تحجب عنهم الخدمات؟".

وعند سؤال مراسلنا عن أسباب هذه السياسة في البلدية أجاب مرجليت، بأن هذه السياسة "لا تنبع فقط من البلدية ولكنها تنبع من المستوى الحكومي وهي بذلك سياسة دولة قائلا:" دعني أتحدث بصراحة، لا يحبون العرب في شرق المدينة، فمنذ عام 67 أرادت الدولة إلحاق الأراضي ولكنها لم ترد على الإطلاق إلحاق الناس، أرادت أراض فارغة بدون عرب أو القليل من العرب وأغلبية يهودية في المدينة، ومع مرور الوقت في السنوات العشر الأخيرة، إكتشفت الدولة، أنه سيكون في القدس وحسب الحسابات والدراسات أغلبية عربية".

واضاف، "أما في 2015 أو 2020، فان الرعب يتغلغل في المستوى الحكومي الاسرائيلي لاعتقادهم انه في ذلك اليوم سيشكل العرب أغلبية ويأتون للتصويت لإنتخاب رئيس بلدية فلسطيني في القدس"، مضيفا "لا يوجد أمر يخيف القيادة الإسرائيلية أكثر من إمكانية أن يكون رئيس بلدية القدس في العالم فجأة سري نسيبة أو زياد أبو زياد أو حاتم عبد القادر، وبسبب هذه السياسة فإن الدولة والبلدية يعملان على تنفيذ سياسة أعدت لجعل العرب يغادرون المدينة بإرادتهم تحت تأثير الضغوط التي تمارس عليهم".

وحول سؤال مراسل "معا" عما إذا كان ما تشهده أحياء القدس كالشيخ جراح وسلوان يندرج ضمن هذه السياسة؟ قال مرجليت: "إن الأمر هنا هو أكثر خطورة حيث يبدوا أن القيادة الإسرائيلية باتت مقتنعة بأنه عاجلا أم آجلا ستقسم القدس، فهم يعملون على إزاحة الوضع في أماكن معينة بزيادة أعداد اليهود فيها لأنهم يفهمون أن المدينة ستقسم عالا أم آجلا حسب توصيات كلينتون والتي تقضي بأن تكون المناطق ذات الأغلبية اليهودية جزء من بلدية القدس الإسرائيلية والمناطق ذات الأغلبية العربية تكون تابعة لبلدية القدس العربية ولهذا تبذل اسرائيل المجهود المضني في سلوان والشيخ جراح لتغيير الوضع الديموغرافي في هذه الأحياء".

وأضاف عضو البلدية بالقول: "هناك العديد من الأشخاص اليوم يخططون وبشكل جدي وفي القريب لأخذ مناطق في أطراف القدس ونقلها بشكل أحادي الجانب إلى الفلسطينيين, في الجنوب مناطق السواحرة وجبل المكبر وصور باهر وإم طوبا ويقولون: هيا نغير الحدود وتصبح هذه المناطق جزء من بيت لحم، وفي الشمال مناطق كفر عقب ومناطق شعفاط وبيت حنينا لتصبح بدلا من مناطق شمال القدس مناطق جنوب رام الله، وهكذا يعطل اليوم الذي سيصبح في العرب أغلبية بالقدس".

وختاما كرر مئير مرجليت، نصائحه للفلسطينيين قائلا: "أنا أنصح السكان العرب في شرقي القدس بالصمود وتحدي هذه السياسة بصمودهم وبقائهم على أرضهم وأ يتحلوا بالصبر، وأنصح السلطة الفلسطينية بضخ الأموال للمدينة لمساعدة الناس هنا ودعم المؤسسات العربية، وبدون الإعلان عن نشاط فلسطيني رسمي، لإنهم إن لم يفعلوا ذلك قريبا فسوف يصحون ذات يوم ولا يجدون شيئا في القدس".