الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نبيل عمرو يكشف عن التحضير لتشكيل حزب سياسي فلسطيني جديد بين فتح وحماس

نشر بتاريخ: 29/07/2006 ( آخر تحديث: 29/07/2006 الساعة: 13:48 )
معا- كشف نبيل عمرو وزير الاعلام الفلسطيني السابق، وعضو مجلس ثوري لحرة فتح في صحيفة الحياة الجديدة اليوم انه تجري اتصالات أولية بين عدد من السياسيين الفلسطينيين، بعضهم ينتمي تنظيميا لفصائل محددة، والبعض الآخر من الشخصيات والفعاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لتشكل اطارا سياسيا جديدا، في محاولة لتجنب الاستقطاب التقليدي بين فتح وحماس، لمصلحة استقطاب اوسع، سقفه السياسي منظمة التحرير.. وهدفه الاساسي تصويب أداء المنظمة والسلطة، واضعين في الاعتبار حالة الانهاك التي تعاني منها الطبقة السياسية الفلسطينية وانعدام المبادرة لديها، في وقت يوضع المصير الفلسطيني كله على الأجندة الدولية في ترتيبات ما بعد الحرب المشتعلة في فلسطين ولبنان.

وقال عمرو : لقد راقتني الفكرة، ووجدت فيها مخرجا لحالة الجمود التي أصابت الفصائل الفلسطينية جميعا، وكذلك حالة الدوران في الحلقات المغلقة- التي انزلقت اليها الحركة السياسية الفلسطينية، بفعل جنوح الاستقطاب الداخلي.. نحو الصراع على السلطة، وليس التجمع والتكامل للحفاظ على المشروع الوطني المهدد من أساسه.

واضاف ان افضل ما في هذه المبادرة انها لا تدخل في صدام مع التشكيلات القائمة، ولا يفكر المبادرون بها في الانشقاق عن تنظيمهم، اذ يكفي الساحة الفلسطينية ما تعانيه من صراع داخلي، ويكفي الفصائل ما عانت من انشقاقات كانت في المحصلة النهائية تضر بالموقف الوطني العام وتفتت قواه، وتملأ بناءه بالثغرات.

ثم اوضح : ان ولادة اطار جديد، دون الاضطرار الى تفكيك القديم او حتى الدعوة الى تفكيكه تنطوي على اجتهاد ديمقراطي بناء، يفتح الأفق امام من يسعى للتجديد والتجديد، ولا يحصر المبادرة داخل تنظيم واحد، وانما يفتح المدى لمشاركة اوسع القطاعات في حياة سياسية نشطة تعتمد التعاطي الايجابي مع الاوضاع، بعيدا عن الانغلاق التنظيمي والعصبوية المتخلفة.

ودون ان يوضح اذا كان لهذا الحزب الجديد ذراعا عسكريا ام لا ؟ قال : ان من يبادرون لمثل هذا الاطار الجديد، لن يتخلوا عن جذورهم، ولن يتوقفوا عن القتال داخل فصائلهم من اجل التجدد والتطور، واذا ما نظرنا الى حركة كبيرة مثل حركة فتح، فإننا لا نرى افقا عمليا لتطورها التنظيمي، بعيدا عن التفاعل مع القوى الاخرى التي يمتلىء بها المجتمع الفلسطيني.

" وبعيدا عن الفعاليات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي لم يطلها الفرز الفصائلي، ولم يؤثر على توقها الشديد للمشاركة في الحياة السياسية الوطنية، ذلك الاستقطاب الحاد والاحتكاري بين فتح وحماس بحيث لا يترك للقوى الاخرى من هوامش للحركة غير ذلك الهامش الذي يفيض عن نفوذ فتح وحماس، وقد لا يصل الى ما هو أكثر من عشرين بالمائة " .

كما قال :في التاريخ قيل.. دع ألف زهرة تتفتح ولتكن المبادرة الجديدة. باتجاه تجمع سياسي جديد، واحدة من هذه الزهرات، التي يحتاجها البستان الفلسطيني، الذي أخذت ارضه بالتشقق بحكم العطش، وأخذت ازهاره وأشجاره بالذبول بحكم قلة العناية وانعدام التجدد.

نعم إننا بحاجة الى اكثر من صوت جديد، يقول الحقيقة للجمهور الفلسطيني- كما هي- ويشرك اوسع الفعاليات والاجتهادات في حياتنا السياسية، التي لا أمل في صمودها وتجاوزها المحن، الا حين تثري روافد النهر بماء جديد والا فليس سوى الجفاف ما ينتظرنا.

إنني ارى ان ما مر على ساحتنا من تطورات بعضها الكثير في خانة السلب. وبعضها القليل في خانة الايجاب.. يحتم ولادة قوى جديدة، تساهم في تطوير ما هو قائم دون هدمه وتجدد ماء النهر، ودماء الجسد الفلسطيني، الذي اثخن بالجراح وما زال، واقفا يعاني من رخاوة الارض التي يقف عليها، ويعاني كذلك من ضيق الأفق المطل على المستقبل. فلنصلب ارضنا بالتجدد والتجديد، ولنفتح أفقنا عبر تفكير بصوت مرتفع ما أحوجنا اليه في زمن يفكر العالم فيه بمصيرنا. ونحن عنه غافلون.

لقد تغير العالم كثيرا، وتغيرت صيغ التجمع السياسي فيه، بعد ان تلاشت احزاب كانت تبدو ازلية القوة والمدى، واندثرت تشكيلات بحكم اندثار مبرر وجودها، اما نحن في الساحة الفلسطينية، فبرغم كل ما تغير فينا وحولنا، الا اننا بقينا كما نحن، نعيش في قوالب جامدة، ونشحن انفسنا وراء قضبان شعارات موروثة، ومسميات اكتسبت صفة القداسة لفرط استخدامنا لها وتحريم التفكير في غيرها.

انني كاتب هذه السطور، لا اجد ما اعتز به حقا في مسيرتي السياسية اكثر من اعتزازي بفتح، ولا اجد ما يشدني للارض الفلسطينية اعمق من جذوري في فتح، ومع ذلك، ومع احتفاظي بهذا الانتماء الرائع الا انني ارى ان من واجب فتح علينا ان تطرق كل الابواب المفضية الى تطويرها وتفعيل دورها وتجديد حيويتها، واني ارى في التجمع الجديد الذي يجري التحضير له، رئة يمكن لفتح ان تتنفس منها. كما اراه حلفا وطنيا ديمقراطيا يتعين على كافة الفصائل دعمه وعدم وضع العصي في دواليبه.

ان الفراغ الناجم عن جمود الصيغ التنظيمية للاحزاب والقوى هو الاخطر فهو الوصفة الفعالة والمضمونة للموت البطيء، وانعدام القدرة على الابداع والتقدم.
وختم عمرو مقالته " فلندع الف زهرة تتفتح داخل بستاننا الفلسطيني فرغم كل المآسي والجراح، يظل البستان بستاننا وتظل رعايته والعناية به مهمتنا جميعا دون ان ننسى لحظة واحدة ان التصنيفات الحزبية والاجتهادية مهما تعددت ومهما اختلفت تظل في المرتبة الثانية بعد انتمائنا للوطن الذي نعيش جميعا فوق ارضه " .