الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كانت سبباً في التفات البعض لمعاناة الموظفين: أغنية " وين الراتب؟" تعكس واقع الموظفين في قالب شعبي طريف

نشر بتاريخ: 13/09/2006 ( آخر تحديث: 13/09/2006 الساعة: 14:08 )
جنين- معا- "وين الراتب؟.. فش.. فش.. أبو البقالة يطالبني بالحساب.. وصاحب الدار يا حباب من الصبح واقفلي على الباب.. بدي اشتري حليب لطفلي وما في قرش بالجيب".

كلمات لاغنية شعبية أطلقها الفنان الفلسطيني والملحن مصطفى الخطيب, تلقى رواجا كبيرا في الشارع الفلسطيني, ويرددها الموظفون في اعتصاماتهم, كما تصدح سماعات الـ " D.J" بهذه الاغنية في خيمات الاعتصام المنتشرة في الضفة الغربية, كما استغلت الأغنية كنغمات وضعت في الهواتف الخلوية.

وقد جاءت هذه الأغنية الشعبية لتلامس واقع الموظفين الحكوميين الذين يطالبون بصرف رواتبهم المتاخرة منذ ستة اشهر.

فعندما تمشي في شوارع مدينة جنين تلفت سمعك الحان وكلمات الاغنية التي تفتحها غالبية محلات بيع الاشرطة, حتى أنك ترى بعض المارة- خاصة من الموظفين- يرددون كلماتها بابتسامة مريرة في محاولة للتعبير عما يجول في خواطرهم.

وقال احد الموظفين الذي يعمل مدرسا في إحدى مدارس جنين:" الله يجبر بخاطر الفنان مثل ما جبر بخاطرنا", حيث عبر عن سروره لكلمات الأغنية التي "فشّت غله" حسب قوله.

وأضاف "أنا وضعي سيء للغاية, اسوة باوضاع الكثير من الموظفين, فعندي ولدين يدرسان في جامعة النجاح الوطنية والجامعة العربية الأمريكية, وثالث نجح في الثانوية العامة بمعدل 85% ومفروض عليه وقف التنفيذ إلى إشعار آخر حتى ينزل الراتب إلى البنوك وتنعش الجيوب".

وقال الموظف الذي فضل عدم ذكر اسمه:" فوق مصيبة أولادي مصيبة صاحب الدار الذي يسالني كل صباح "وين أجار البيت" حيث يكون الرد السريع دون تفكير "فش.. فش".

من جانبه أرجع أحد التجار في مدينة جنين سبب اهتمامه باضراب الموظفين للاغنية الشعبية الانفة الذكر, قائلا:" أنا لم أكن اهتم بالاضراب الذي ينفذه الموظفون- واعتذر عن هذا الكلام- لان مصائب الشعب الفلسطيني كثيرة ولا يستطيع المرء سماع كل المصائب, ولكن الذي جعلني في الفترة الأخيرة اهتم بمصير الرواتب والموظفين وسماع آخر أخبارهم في الاعتصام والوعودات تلك الأغنية الشعبية "وين الراتب" لأنها جعلتني التفت بصورة مفاجئة لمعاناة الموظفين, ربما لاسلوبها الذي شد انتباهي رغم كل الانشغالات".

كما أضحت اغنية "وين الراتب" نكتة بين الأطفال والطلبة تقول إن أحد الاطفال اشتكى لصديقه أنه طلب مصروفا من والده لشراء بعض الحاجيات الخاصة فقام والده الموظف بترديد "وين الراتب" فاجابه الطفل مستنكراً "فش .. فش".