الثلاثاء: 03/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

ثورة على ضفاف النيل .. المصريون المدهشون الرائعون.. ينتخبون !

نشر بتاريخ: 28/11/2011 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:31 )
كتب ابراهيم ملحم- يثبت الشّعب المصري العظيم من جديد،جدارته بالرّيادة،والابداع في السّلم ،وفي الحرب حدّ الادهاش ، فما يجري على ضفاف النيل من اقبال قلّ نظيره منذ عقود على صناديق الاقتراع،لانتخاب ممثلي الشعب بعد ثورة يناير هو ثورة،وما يتواصل في ميدان التحرير وغيره من الميادين ،من موجات جديدة للثورة القلقة على انجازاتها ،ومكتسباتها،كل ذلك،يجعلنا أكثر طمانينة ويقينا،بأم الدنيا التي سرعان ما تنهض من كبوتها،وتبلسم جراحها،وتكظم غيظها ،لترسم البسمة على شفاه أبنائها،المكتوين بنار اربعة عقود من الظلم والاستبداد الذي استفحل في البلاد ،وتفجر الضحكة في قلوبهم المؤتلفة عليها والعامرة بحبها ،مهما شجَر بينهم، فذهاب المصريين الى صناديق الاقتراع في مثل هذه الظروف ،أكد انتصار الدولة دون ان تنكسر الثورة ،حسب تعبير احد المثقفين المصريين.


عظيمةٌ هي مصر التي في خاطري،وهي التي طالما،ودّعتنا مبتسمين،من حسن ضيافة شعبها الجميل ،مدجّجين بأسلحة المعرفة في شتى أنواع الثقافة،والفنون،مثلما استقبلتنا على أبوابها آمنين،مطمئنين،مستبشرين،لننهل من ينابيع ثقافتها الثرّة ،وشلالات المعرفة العميقة في تاريخها ،ما نقيم به اود قلوبنا،ونغذي به عقولنا،فهي،بلد الحضارة،والتنوير، بلد الحضور الطافح، وقوة التاثير،بلد الوحدة، والخير العميم،مُذ جهّز سيدنا يوسف الصديق عليه السلام،اخوته بحِملِ بعير من بَقلها، وقثّائها ،وفومها الوفير.


هي مصر العظيمةُ،في أهراماتها،وثوراتها،في أدبائها،وكتّابها،وشعرائها،في أغاني الحب والحرب لفنانيها،وفي ثرثرة الساهرين المتسامرين على ضفاف نيلها،في حربها،وسلمها ،وخفّة ظلّ ابنائها ،وطلاوة السنتهم،وحفاوة استقبالهم،وصفاء سريرتهم،ونقاء عروبتهم،ومضاء عزيمتهم،وجسارة وانحياز جيشهم العظيم الى شعبهم الثائر بسلاحه السلمي على الظلم،والقهر والفقر،والاستبداد .. فالمصريون طيبون، حياتهم "ضحك ولعب وجد وحب"،هم متسامحون، ومتواضعون، يغضبون،وينكّتون..يمهلون ولكنهم لا يهملون،فغضبهم بركان،مثلما هو فرحهم، وضحكهم انهار !

مصر الثائرة في ميادينها،احتجاجا على طول اقامة جيشها في ساحاتها،وشوارعها،مطالبة باستعجال الحكم المدني لادارة شؤونها ،ذهبت اليوم بشيبها،وشبانها، بفتياتها ،ونسائها ،بمسلميها،واقباطها،الى صناديق الانعتاق،من حشرجات الظلم التي سلبت ارادتها،وصادرت حقوق شعبها ،حتى كادت تلامس اليأس في قلوبهم،قبل أن يستعيدوا عافيتهم ويشعلوا ثورتهم، التي أطاحت بكل رموز الافساد لحياتهم،خلال 18 يوماً أذهلت العالم ، بسلميتها وخفّة ظلّها حتى سميت بالثورة الضاحكة!

لن يمضيَ وقت طويل،حتى تستعيد أرض الكنانة كامل عافيتها،وحضورها لتقوم بدورها،وتضّطلع بريادتها،باعتبارها قاطرة الامة لساحات مجدها، ومنَعتها ،عبر انتخاب شعبها ممثلين لارادتهم الحرة،لتتبوأ أم الدنيا مكانتها التي تليق بها وبتاريخها وبشعبها وامتها بين مصاف الدول الحاضرة في محيطها والثقيلة دوليا في وزنها ، وقوة تاثيرها.