الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.عزمي بشارة لمعا : لن تحل سوريا ومصر الخلافات الفلسطينية بل تصور يجمع الخيار السياسي والنضالي

نشر بتاريخ: 26/07/2005 ( آخر تحديث: 26/07/2005 الساعة: 22:35 )
معــــــا - عاد د. عزمي بشارة العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي من زيارة لبنان التي دعي اليها لالقاء محاضرة حول التعددية في الجامعة الامريكية وبحضور مثقفين واكاديميين ، وعلى هامش المحاضرة التقى د عزمي بالعديد من الشخصيات القيادية السياسية ومنها رئيس الجمهورية لحود ورئيس الوزراء سنيوره وجنبلاط وسعد الحريري وغيرهم.

وفي حديث خاص لمعا ، قال بشاره : (( ان الزيارة كانت مكثفة ومنهكة لانها جاءت في فترة ازمه تعيشها الساحة اللبنانية والمنطقة ، وقد تركزت النقاشات والاحاديث والحوارات على طرح جملة من الافكار والخيارات السياسية والمواقف العربية خاصة استراتيجية العلاقة اللبنانية السورية

وأضاف د. عزمي بشاره ان بعض القيادات اللبنانية تراهن على دور امريكي فرنسي وبالمقابل هناك قيادات واقعية تدرك ان سلامة وأمن واستقرار ومصلحة لبنان ليس على الاجندة الاميريكية ، والفرنسية ، ولن تأتي هذه الركائز الا بوحدة لبنان الداخلية والعربية القومية لان الجدول الاميريكي على سلم اولوياته راحة اسرائيل ومصلحتها وتمرير املاءاتها على المنطقة باسرها وحتى من يرغب اميريكا يدرك انها ستعمل على سحب سلاح المقاومة حتى لو أدى ذلك لحرب وخراب لبنان وبالرغم من الدبلوماسية الهادئة للأمريكان في التعامل مع ملف سلاح المقاومة الا ان الشك والريبة موجودان لدى الجميع على الساحة اللبنانية والرد لن يكون سوى بالتماسك والحوار الداخلي والتمسك بالمقاومة لان المقاومة حوار دفاعي مشروع للبنانيين ،

مشددا ان هناك حالة تصعيد اعلامي تستهدف المقاومة والعلاقة مع سوريا للأسف في حين يجب الانتباه للمخطط الاميريكي والفرنسي وهذا ما نشره الاعلام الاسرائيلي في تحليلاته لزيارة شارون الاخيرة لفرنسا مع تأكيدات للدور الفرنسي في لبنان بتعاون مخابراتي فرنسي اسرائيلي، فهذه خيوط متماسكة فالخيار الامريكي الفرنسي على الساحة اللبنانية سيؤدي الى فائدة ومصلحة اسرائيلية ....

وبحكم العلاقة الجيدة التي تربط د. بشارة مع الرئيس السوري بشار الاسد عقب لنا على التقارب الفلسطيني السوري بقوله ان علاقتي بالرئيس الاسد وبقيادات سياسية وفكرية عربية تنطلق من تعاملي مع الامور بمنظور قومي عربي ديمقراطي وانني ارى ان الهوية العربية ضمان لفلسطين وسوريا ولبنان وتشكل حماية من الطائفية والشرذمات من خلال محاولاته المستدامه لطمس والغاء الهوية العربية وخير دليل ما نشاهده في العراق من مسميات (( العرب السنة ، والعرب الشيعة ، و.. و...الخ )) فشارون لايتوقع منه ان يقدم للمنطقة اي بادرة او تسوية عادلة ..

. واضاف د. بشارة ان تأسيس علاقة احترام متبادل امامها فرصة لتعزيز الموقف العربي باتجاه القضايا الاستراتيجية في ظل قيادات جديدة وغياب حوار جدي مع اسرائيل مما يخلق تعاون وتقارب اكثر وكقيادي حزبي عربي من الداخل لا احمل رسائل من القيادة الفلسطينية للقيادة السورية او العكس ، بل علينا ان نهيء افكار تستنهض الواقع العربي وتقرب وتوحد ، فالعلاقة علاقة ثقة فحتى في حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات كنا نطرح الافكار التي تقرب وتوضح وجهات النظر وذلك لايماني انه حتى مع اوسلوا لا خيار اسرائيلي لان الخيار الاسرائيلي يعني الهيمنة والتوسع ....

وحول اثر التطور الايجابي للعلاقة الفلسطينية السورية على علاقة السلطة مع الفصائل التي تتخذ من دمشق مقراً لها قال د. بشارة (( ان هذا الجانب هو فلسطيني داخلي ففي الماضي كانت خلافات فلسطينية فلسطينية نابعة من خلافات فلسطينية عربية قد تكون سورية أو مصرية أو غيرها والخلافات الفلسطينية الفلسطينية الحالية نابعة من عدم وجود استراتيجية موحدة ، وازمة هوية بين السلطة والاحتلال من جانب والمقاومة والسلطة والاحتلال وغياب الادوات المشتركة والتصورات ولن تحل سوريا ومصر هذه الخلافات بل تصور فلسطيني يجمع بين الخيار السياسي والنضالي وهذا ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيل.