الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. عريقات: الاتفاق على لجان للافراج عن اسرى وحماية المطاردين وعودة المبعدين واعادة اراض وازالة حواجز وتسهيل المعابر

نشر بتاريخ: 23/12/2006 ( آخر تحديث: 23/12/2006 الساعة: 19:46 )
القدس- معا- وصف د.صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير ان اللقاء الذي جمع الرئيس عباس وايهود اولمرت مساء اليوم في القدس الغربية كان ايجابيا ومعمقا حيث اتفق فيه الجانبان على عدم القيام بخطوات من شأنها الاجحاف بالمفاوضات وتم كذلك التركيز على قضية الاستيطان والقدس والجدار العازل من كل الزوايا.

واضاف عريقات خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله "ان الرئيس عباس قدم اوراقا ووثائق بشان الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، معتبرا هذه القضية قضية كل بيت فلسطيني وهي اساسية.

وقال "هناك اسرى مضى عليهم بالسجن اكثر من 30 عاما وهناك 65 اسيرا مضى عليهم 20 عاما و268 مضى على اعتقالهم منذ عام 1993.

واضاف عريقات " انه فيما يتعلق بقضية الاسرى فقد تم الاتفاق على تشسكيل لجنة للاتفاق على المعايير المتوجب اتباعها للافراج عن المعتقلين وتم التطرق الى النواب والوزراء المختطفين والى قادة الفصائل في السجون".

وتابع عريقات يقول " نحن لا نريد ان نعطل مسارا تفاوضيا بشأن اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي شليط ومبادلته باسرى فلسطينيين الا ان ابو مازن اصر على ضرورة بحث جدي في هذا الملف لانه مفتاح كل القضايا".

واكد د.عريقات انه تم التطرق الى الاموال المحتجزة لدى الجانب الاسرائيلي، مضيفا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي وافق على اعطاء السلطة مبلغ 100 مليون دولار للقضايا الانسانية و35 مليون شيكل مستحقات على السلطة لمستشفيات القدس الشرقية.

واوضح انه تم الحديث عن التهدئة لتشمل الضفة الغربية وقال "ان اسرائيل وافقت على تنفيذ الترتيبات الخاصة بالمطاردين اي ان تبدأ لجنة مشتركة من الجانبين بالعمل بحيث تتعهد اسرائيل بعدم المساس بالمطاردين سواء بالاعتقال او الاغتيال ".

وبخصوص مبعدي كنيسة المهد الى غزة والى الدول الاوروبية قال عريقات "ان اللجنة المشتركة من الجانبين ستكون مسؤولة عن اعادتهم وفق ترتيبات تم الاتفاق عليها اضافة الى تسليم السلطة مناطق في الضفة الغربية احتلتها اسرائيل".

واكد عريقات على انه تم الاتفاق على البدء الفوري بازالة الحواجز وفق قوائم تم تقديمها الى الجانب الاسرائيلي وفيما يتعلق بالمعابر تم الاتفاق على ان يسمح بالخروج الى 400 شاحنة من قطاع غزة .

وكان الاجتماع بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عقد مساء اليوم في في مقر دار رئيس الوزراء الاسرائيلي بالقدس الغربية واستغرق ساعتين وحضره الى جانب الرئيس عباس رئيس الوزراء السابق وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح احمد قريع ، ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير د. صائب عريقات ومدير ديوان الرئاسة رفيق الحسيني والمستشار الاعلامي للرئيس نبيل ابو ردينة .

وافاد مصدر سياسي اسرائيلي ان اولمرت لم يبلغ سوى عدد من وزراء الكابينيت عن هذا اللقاء وأكد لهم انه لن يفرج عن اسرى فلسطينيين طالما لم يفرج الفلسطينيون عن الجندي الاسير جلعاد شليط المحتجز منذ حزيران الماضي .

واضاف المصدر الاسرائيلي ان اولمرت قال للوزراء ان اللقاء سيخدم تقوية مكانة ابو مازن ( رغم ان اولمرت يحتاج الى تقوية موقفه السياسي الان ) .

من جانبه الرئيس ابو مازن لم يجازف بتوقعاته من هذا اللقاء رغم ما كتبته الصحف العبرية عن توقعاتها المتدنية من نتائجه .

وكانت عملية الاعداد لهذه القمة اخذت اسابيع طويلة بين الجانبين ومرت بظروف قاسية وعثرات داخلية وخارجية .

وحسب المصادر الاسرائيلية فان اولمرت عرض على الرئيس ابو مازن مجموعة من الخطوات اصطلح عليها حسب الصحافة العبرية اسم ( بوادر حسن نية ) لتقوية موقفه - رغم انها مستحقات سياسية وحقوق مالية .

وذهبت التقديرات الاسرائيلية الى ان مبادرة اولمرت لم تتجاوز رفع عدة حواجز عن شوارع الضفة الغربية واعادة مستحقات مالية تعود اصلا للضرائب الفلسطينية .

ويمر اولمرت بفترة سياسية صعبة حيث يزداد تأييد العالم للمبادرة الاوروبية وسط فتور التأييد الامريكي لتل ابيب ، كما ان استطلاعات الرأي الداخلية تقول ان حزب الليكود ترتفع مكانته من جديد في اوساط الاسرائيليين على حساب حزب كاديما الذي يتزعمه اولمرت .

ومن ناحية فحال ابو مازن ليس سهلا ، ويسارع الخصوم السياسيون لمهاجمة القمة قبل حتى ظهور نتائجها .

فقد قال د.رمضان شلح قائد الجهاد الاسلامي لقناة الجزيرة :انه لا يعقل ان يعانق الرئيس الفلسطيني اولمرت ولا يستطيع الحديث مع اسماعيل هنية

وعودة على الجانب الاسرائيلي فقد تحادث اولمرت عدة مرات قبل الاجتماع بالرئيس مع وزير دفاعه وزعيم حزب العمل عمير بيرتس حول اهمية هذا اللقاء الذي من شأنه اعادة مسار التفاوض.

وحسب موقع صحيفة معاريف باللغة العبرية فان اولمرت ووزير دفاعه اتفقا على ضرورة اعادة تقوية ( المقصود وقف معاداة ) الاجهزة الامنية الفلسطينية اضافة الى مجموعة قضايا لم يعلن عنها حسب الصحيفة .

وكانت اللجنة التحضيرية للقاء تعثرت عدة اسابيع في الاتفاق لاصرار الوفد الفلسطيني على ضرورة الافراج عن الاسرى الا ان الوفد الاسرائيلي رفض ذلك قبل الافراج عن جلعاد شليط .

وفي النهاية اتفق رئيس لجنة التحضير الاسرائيلية يورام طوروبوفيتش ومعه مستشار اولمرت شالوم ترجمان مع رفيق الحسيني وصائب عريقات على ترحيل امر الافراج عن اسرى الى لجنة مختصة في هذا الامر ، وبعد تدخل من رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وافق ابو مازن على تشكيل لجنة مشتركة للافراج عن الاسرى ووافق على لقاء اولمرت دون شرط مسبق بالافراج عنهم .

علما انه وفي فترة حكم شارون كانت تشكلت لجنة اسرى مكونة من الوزيرة الاسرائيلية تسفي ليفني ووزير الاسرى الفلسطيني سفيان ابو زايدة .

وقد ابلغ الوفد الاسرائيلي اولمرت : ان على رأس اولويات ابو مازن هو الافراج عن جميع الاسرى الفلسطينيين الذبن امضوا عشرين عاما واكثر في السجون الاسرائيلية .