الخميس: 23/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نحن نطلق الصاروخ بطريقة عمياء والله يتولاه : خلايا الصواريخ الفلسطينية تكشف اسرار عملها وتتحدث عن اجندتها اليومية

نشر بتاريخ: 02/01/2007 ( آخر تحديث: 02/01/2007 الساعة: 17:10 )
بيت لحم - معا- عادت لعبة القط والفأر الخطيرة والمعروفة القواعد على جانبي المتراس بعد فترة وجيزة من التهدئة.

تفاصيل اللعبة ليست بالمعقدة وليست عصية على الفهم فهي بكل بساطة تبدا بقدوم مجموعه فلسطينية من ثلاثة الى اربعه شبان في مقتبل العمر على متن سيارة " تندر " متهالكه ليقفزوا منها لاعداد صاروخهم او صواريخهم لاطلاقها على الاهداف الاسرائيلية تلك العملية التي تستغرقهم دقائق معدودة ليختفوا خلال ثوان من اطلاقها في زحمة غزة دون ان تطالهم يد الجيش الاسرائيلي الذي يرصد صواريخهم برداراته وهي في طريقها الى مستوطنات النقب الغربي لكن بعد فوات الاوان .

قد تكون طريقة خلايا الصواريخ الفلسطينية بدائية لكنها بكل تأكيد تترك الجيش الاسرائيلي بلا حول ولا قوة وتفرض الرعب والخوف على سكان جنوب البلاد والانكى ان اعضاء الخلايا الفلسطينية لا يرهبون جانب اسرائيل وجيشها ويجدون دائما الوقت الكافي للمقابلات الصحفية التي حولتهم الى نجوم تلفزيونية في اوروبا وغيرها من القارات .

وفي هذا السياق وجد قائد احدى مجموعات الصواريخ المعروف باسم ابو حمزة الوقت الكافي ليمنح وكالة الانباء الفرنسية " ا.ب " مقابله تحدث خلالها عن طريقة عملهم وعدم خوفهم من الجيش الاسرائيلي ويفصل قدر المستطاع لعبة القط والفأر الدائرة بين طرفي الصراع .

وقال قائد الخلية الملتحي ابو حمزة " فقد قبل قليل اطلقنا سبعة صواريخ ، الاسرائيليون حاولوا كل الطرق من طائرات وطائرات دون طيار ومروحيات واجتياحات برية من اجل وقف اطلاق الصواريخ دون جدوى ونحن نرفع من مستوى قدرتنا بشكل مستمر والان نستطيع اطلاق صواريخنا الى مدى ابعد الامر الذي يساعدنا على اطلاقها من مواقع خلفية تبعد بعض الشيء عن خطوط القتال حيث لا تستطيع الطائرات المسيّرة الوصول ".

وحتى اعلان اسرائيل عن نيتها اختراق وقف اطلاق النار ومهاجمة مطلقي الصواريخ لم تلقى عند هؤلاء اذان صاغيه او قلب مرتجف واستمروا في سرد تفاصيل طريقة عملهم لوكالة الانباء الفرنسية التي قالوا عنها انها تحسنت لدرجة يصعب على الجيش الاسرائيلي المساس بهم بسهولة .

ورغم الخلافات والنزاعات القائمة بين الفصائل الفلسطينية لم تؤثر على خلايا اطلاق الصواريخ التي تنفذ مهامها بالتعاون والتنسيق فيما بين كتائب شهداء الاقصى وحركة الجهاد الاسلامي المجموعتان المركزيتان في جهود اطلاق الصواريخ باتجاه الاهداف الاسرائيلية وعلى خلاف ما يجيء من نزاع سياسي في الشارع تسود اجواء الالفة والمحبة بين خلايا اطلاق الصواريخ .

حضر الى المقابلة الصحفية قائدان ميدانيان احدهما ابو حمزة وقائد اخر معروف باسم ابو جبل وكشفا للمرة الاولى امام الصحافة طريقة عملهم حيث قال ابو حمزة " يقوم رجالنا بنصب منصات الصواريخ والانسحاب بشكل سريع وهناك مجموعة مسؤولة عن اطلاق الصواريخ وثانية تأمن الحماية لمنطقة الاطلاق ".

واعترف ابو حمزة وابو جبل انهم يطلقون صواريخهم دون توجيه محدد " بطريقة عمياء " رغم نجاحهم في قصف محيط منزل وزير الجيش الاسرائيلي عمير بيرتس في سيديروت لانهم ورغم الخبرة التي تجمعت لديهم لا يستطيعون توجيه الصاروخ الى هدف معين ومحدد حيث قال ابو جبل " مدى الصواريخ التي نطلقها معروف لدينا وهي تصل من عشرة الى عشرين كيلومتر اما بخصوص عملية توجيه الصاروخ الى هدف محدد فحتى الان لا نستطيع القيام بمثل هذا التوجيه ونأمل دائما عند اطلاقنا الصاروخ ان نصيب قاعدة عسكرية ونحن نطلق الصاروخ والله يتولاه بعد ذلك وهو من يقرر ".

واشار ابو حمزة وابو جبل الى انهما هم من يقرران توقيت عمليات الاطلاق وان لم يتمكنا من تقرير وتحديد مسارها وهدفها وقالا "بانهما يوظفان جهودا كبيرة ووقتا طويلا للتفكير في تحديد زمن الاطلاق وانهما يفضلان ساعات الصباح الباكر او ساعات المساء لتنفيذ عمليات القصف حيث قال ابو حمزة " ساعات الصباح او المساء هي الساعات التي تنشط فيها حركة الاسرائيليين وكذلك ايام الاعياد اليهودية مفضلة لدينا ونحاول القصف خلالها وكذلك حين نعلم من وسائل الاعلام عن زيارة قائد او مسؤول اسرائيلي نحاول القيام بعمليات قصف ".

ولم يبد قادة مجموعات الصواريخ الفلسطينية خشية او خوف من محاولات اسرائيل منع ادخال بعض المواد المستخدمة في صناعة الصواريخ الى قطاع غزة حيث قالوا انهم دائما يستطعون ايجاد البدائل وحين الالحاح عليهم بالسؤال قالا " ان الفضل في هذا يعود الى جهة اخرى غيرنا وهم المهندسون الذين نعتبرهم اهم من مطلقي الصواريخ ".